"عطشان يا زينة اسقيني من ريقك، وارمي حبال الحمل على كتفي، والله براح الكون ده ما يكفي، كان خاطري أطول قلب السما بكفي".. رعشة فجائية ربما تنتابك دون وعي عند تجربتك سماع هذ الكلمات ولو بمحض الصدفة خلال "تقليبك" الساوند كلاود، لن تمر عليك مرور الكرام إلا بعد إجبارك راضيًا على إكمالها للنهاية، وتدخل في دوامة معانيها، وتذوب مسامعك عشقًا في خضم كلماتها "شحات يا قلب الليل يا غنيوة، مروية أرض النيل بدم الخلق، حنضل تدوسه الرجل يإذي الخلق"، لن تفهم ربما المقصود منها بادئ ذي بدء، فبدايتها رومانسية مفرطة، وعاطفة جياشة خطفت انتباهك ب"دخلة" الأداء والمزيكا، بجملة "عطشان يا زينة"، والتي ستظنها قصيدة تراثية في ملكوت الغزل، وتمر ثانية تلو أخرى وكوبليه يلي الآخر لتجد المعاني اختلفت، والألفاظ تباينت، لا منها عشق لفاتنة، ولا حب من طرف واحد، وإنما حب من نوع أسمى، من الناحية الوطنية للأرض. "مكس شعر ومزيكا" خلطة كلامية غريبة مزجت الحزن بالبهجة بالعاطفة، بلمسات من ألم الوجع، وكسرة النفس، والحنين إلى "زينة" المحبوبة، والوطن والأهل، بين العشم والتعلق والخيبة والرجاء، "عشمان يا زينة ليه ترديني"، تحرك في داخلك مشاعر تنتابها قليل من "اللخبطة" وعدم الفهم، حتى تصل لنهايتها "كل الوجع والحزن يشبهلك، أنساكي كيف يا زينة وانتي الشوف"، لتجدك لا إراديًا أعدت سماعها مرة تلو الأخرى دون ملل، لتعيش دهرًا في ملكوت عالمها، رغم قصر عمرها الذي لم يتخط أربعة دقائق. كلمات غريبة اختلطت مشاعرها بلمسة موسيقية أغرب، جمعت بين روح الجنوب والتراث، والبصمة الأفرونوبية بإيقاعاتها، مع "حبة" بهارات عصرية من البلوز والجاز ربما، والخلطة السرية للمذاق الشرقي للمزيكا الأورينتال، في تركيبة مزاجية أقرب منها للغنائية المعتادة، مثلت أول خطوات "جاوي" في رحلته الفنية، في مجال مزدحم بالتجارب الموسيقية، المتمحورة أغلبها تحت مسميات "جينر" موسيقي معين مع اختلاف اللمسات، ليشذ عن قاعدة "مزيكا وغنا" بإضافة فكرة "إلقاء الشعر" في التراكات، لتجد ما تسمعه "مكس" بين الغناء والمزيكا والشعر، في تجربة غير معتادة ربما في المجال. "زينة والقصر والزنازين" جاوي باند حديث العهد ربما في ساحة الأندرجرواند أو ما يعرف بوسط المزيكا المستقلة، دخل مع بدايات العام في عامه الثالث، تمكن في وقت قياسي من خلق قاعدة جماهيرية لا يستهان بكبرها، خاصة بعد انطلاقته القوية ب"عطشان يا زينة"، وأتبعها بتراكاته الشعرية اللافتة "قصر الخليفة" و"عيون الناس زنازين"، والتي حملت جرعة مفرطة من الجرأة في المحتوى الكلامي، خاصة في "اسجني يا بيه لو ده هيرضيك، هتزيد نجمة على كتاف معاليك، ويزيد الكره في قلبي الكفران من كاسكم"، واختتمها بآخر تراكاته الغنائية المنفردة "سمرا يا عيون الجدع، أبيض يا قلبه الني، ناح الرباب كإنه انقطع من لحم جسمه الحي"، حتى اختفى لفترة وجيزة عن الساحة الاحتفالية، ليفاجئ جمهوره بمفاجأة سعيدة ومغامرة في نفس الوقت، بكشفه الغطاء عن مشروع ألبومه الأول "قلبك يساع". "كل القصايد لايف" تجربة غنائية استمر فيها جاوي على نهج التجديد في المحتوى الغنائي وحتى المغامرة في فكرة طرح ألبوم كامل بروح الحفلات "اللايف"، فبيعدًا كل البعد عن تراكاته الشهيرة التي زرعت اسمه في قلوب مستمعيه، قرر جاوي عدم ضم أي من تلك الأغاني في أول ألبوماته، وتقديم وجبة سماعية من سبعة أغانٍ جديدة لم تظهر بعد للنور بشكل منفرد كما جرت العادة بإطلاقه تراك كل فترة، وإنما ظهرت بضع مرات لمن جرب الارتواء بأغاني الباند بشكل حي في حفلاته الجماهيرية، أولها الأغنية الرئيسية للألبوم "كل القصايد"، والذي تم اختيار اسمه تمينًا بجملة آسرة في أحد "كوبليهاتها"، "قلبك يساع يا الجدع، قلبي يمام قطفو ريشه، رفرف جناحك حضني حضن الونيس لونيسه، كحلة عيونك سما زرقة، طل القمر حين مابصيتي"، والذي سار خلالها في طريق اختيار طريقة مختلفة لتسمية المشروع، ليس باعتبار اسم أغنية، وإنما كوبليه في إحدى أغانيه. "روقان ع البحر" وبعيدًا عن تيمة غالبية أغاني جاوي التي امتازت بالجانب الهادئ نوعًا ما، سواء في الأداء الغنائي أو خلفية المزيكا، كسر الباند قاعدة تلك الحالة "الرايقة" بجرعة "أوفر دوز" من "الترويق" بشكل آخر، بلعبه على وتر الإيقاعات السريعة والمزيكا التي تراقصك على أنغامها بعد أن تطربك بكلماتها، وظهر ذلك جليًا في أبرز أغانيه "شط البحر"، والتي تجبرك على أن تعيش مع حالتها، بعد "دخلتها" الهادئة" بإلقاء الشعر لمدة دقيقة، حتى تستمر في التمايل على وقع إيقاعاتها بشكل مفاجئ مع كوبليهات "يا شط البحر متكحل بخطاوينا، مين قاسي على قلوبنا ومين بالضحكة يروينا، ويشهد موجك السكران ماشاف منا غير الأحضان، وترسي في أيها مينا"، مع خلطها بقليل من تعاويذ القانون بلمساته الرقيقة، و"خبطات" الدرامز الإيقاعية، وخطفة الجيتار، وتوجت بإحساس عالي "يلمسك" بالأداء الغنائي. "روح الحفلة في تراك" "حبينا نقدم للجمهور ألبوم بروح اللايف، وكإنهم بيعيشو جو الحفلة في كل تراك".. بمثل هكذا وصف لخص الشاعر أحمد الجمل مؤسس الباند مع المطرب محمد عبد اللطيف، حديث يطول في توصيف تجربة إطلاق أول ألبومات الباند بعد سنتين من الانطلاق رسميًا في رحلته الموسيقية، فكرة تجسيد "إحساس" اللايف في ألبوم، غير مستساغة كثيرًا في الساحة، فلايهوى أي باند أن يغامر ويقدم لجمهوره تراكات مسجلة من الحفلات ويطلقها ع الساوند كلاود، خوفًا من أخطاء اللايف ربما، ومخافة الجودة الموسيقية التي ربما تكون أقل بكثير عندما يتم تسجيلها في الهواء الطلق وليس داخل ستوديو، ولكنها في كل الحالات فكرة ستثير انتباه الجمهور بشكل أو بآخر، خاصة المهووسين بحضور الحفلات لايف، وم لم يحالفه الحظ في حضور كل حفلات جاوي، ليعطيه الباند "روح" الحفلة في كل تراك. "بشاير تجديد" "قلبك يساع"، ألبوم جديد يظهر في ملكوت عالم الأندرجرواند، يعد خلاله "جاوي" من أخذ بزمام المبادرة من بين الباندات في إطلاق ألبوم، مع دخول الجمهور في موسم صيفي مزدحم بالألبومات لغالبية الباندات، ممن بدأوا في إظهار بشائرها مع بدايات العام، كما يعد جاوي أول باند يخوض تجربة الاستفادة من تراكات الحفلات بشكل أفضل وطرحها للسوق لتكون متاحة للجمهور في شكل "سي دي"، يظهر للنور في نفس توقيت إطلاق التراكات أونلاين، وينوي أن يكون بداية لإعادة انطلاقه في الوسط بشكل جديد وجولة حفلات، ويحمل المشروع الجديد في جعبته مفاجآت متنوعة للمستمعين باتخاذه درب التجديد في نوعية المزيكا وحتى الأداء والكلمات، مقدمًا حالة خاصة في كل أغنية من السبعة، والتي تشمل بجانب "قلبك يساع وشط البحر"، أغاني "مبنى وشجرة"، و"يا ليل ياليل"، و"أمي عيونها كحال"، وحتى الموال الفلسطيني "مويل الهوا"، وأخيرًا لمحة رومانسية في "بحبك أدان".