خالد سعيد توالت ردود الأفعال الغاضبة من المسؤولين السياسيين والعسكريين في تل أبيب، فور نشر صحيفة " يديعوت أحرونوت " العبرية جلسات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر أثناء الحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة "الجرف الصامد، يوليو 2014"، خاصة وأنه ينفي مقولة " بوتقة الصهر " بين الطرفين حول التنسيق إبان الحرب وأثنائها، ويُعرِض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، للمساءلة القانونية والجماهيرية، في آن! منذ تقديم مراقب الدولة الإسرائيلي القاضي المتقاعد، يوسيف شابيرا، تقريره حول نتائج الحرب على غزة، التي استمرت ما يزيد عن 51 يومًا كاملة، والذي سيقدم للكنيست وبعده للجمهور الصهيوني عبر وسائل الإعلام الصادرة باللغة العبرية، وبشكل عام، والذي نشرت الصحيفة جزء منه، أو تسريبات صغيرة منه، والتصريحات السياسية والعسكرية الصهيونية حوله تتوالى وبشكل يؤكد بأن الكيان الصهيوني مجرد " شبكة عنكبوت "، حيث يوضح التقرير أن أداء المجلس الوزاري المصغر، أو الحكومة الإسرائيلية المصغرة " الكابينيت "، كان عشوائيًا، وفوضويًا، ويبين الهوة الواسعة بين أعضاء الكابينيت ونتانياهو نفسه من جهة، وبين القيادات السياسية والعسكرية تارة، وبينهم جميعهم والمجتمع الصهيوني تارة أخرى، حتى أن الاعتقاد السائد في الداخل الإسرائيلي يدور حول ترجيح منع نشر التقرير كاملاً من قبل رئيس الوزراء الصهيوني، حتى لا يزداد موقفه صعوبة، وتقل شعبيته بين مواطنيه وناخبيه! من بين هذه التصريحات، ما صرح به عضو الكنيست عن حزب " المعسكر الصهيوني " وزير الحرب الصهيوني السابق، عامي بيرتس، بأن جلسات الكابينيت الإسرائيلي اهتمت بتوافه الأمور ولم تتفهم طبيعة العمل الذي تقوم به، أو وضع خطة استراتيجية للحرب ووقفها، حيث دنَّس أعضاء الكابينيت قدس الأقداس الإسرائيلي، والخاص بالجيش الصهيوني، وناقشوا أمور الحرب كالأطفال. بيد أن صحيفة " هاآرتس " نقلت على لسان نفتالي بينيت رئيس حزب " البيت اليهودي " وزير التعليم الإسرائيلي، أن ما جرى في حرب " الجرف الصامد " يعد بمثابة " زلزال أو هزة أرضية أمنية "، وأنه على بلاده التحول إلى فكر وخطط أمنية جديدة بدلاً من التضليل أو الكذب الذي ساقته الحكومة الإسرائيلية لتبرير نتائج الحرب، والتي خرجت بالتعادل بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، حيث رحب بينيت بنشر التقرير كاملاً، والدعوة لوضع الأمور في نصابها الصحيح. فيما قال وزير الحرب السابق، الجنرال موشيه بوجي يعالون، إن نشر التقرير ويقصد تسريبه من قبل صحيفة " يديعوت أحرونوت " وبشكل خاص محاضر أو جلسات الكابينيت تمت بفعل بينيت نفسه، والذي يقصد من ورائه الحصول على المزيد من الدعم الانتخابي والظهور بمظهر طيب أمام مؤيديه وداعميه من الناخبين؛ في وقت حاول يعالون الدفاع عن نفسه أمام تلك التسريبات، خاصة وأنه كان وزير الحرب إبان الحرب على غزة ( الجرف الصامد )، معللاً بأن حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) كانت ضعيفة وتم كبح جماحها، والجنوب الصهيوني المحتل ما يزال يتمتع بالمزيد من الهدوء والسكينة، وهو ما لم تشهده المنطقة نفسها قبيل الحرب ذاتها. ويعود إيتي بلومنتال، المعلق العسكري لصحيفة " يديعوت أحرونوت " ويؤكد على لسان بينيت نفسه خلال جلسة بمركز دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، صباح اليوم، الثلاثاء، بأن ما جرى في جلسات الكابينيت الصهيوني ما هو إلا صورة للفشل العسكري، والتباين الواضح بين القيادات السياسية والعسكرية في تل أبيب. ونقلاً عن الموقع الإلكتروني " واللا "، قال يائير لبيد، رئيس حزب " يش عتيد/ يوجد مستقبل "، إن القيادة السياسية لا تعرف ما جرى، ولم تحدد لنفسها بنك أهداف، ورئيس الحكومة نتانياهو يحاول التستر على الحقيقة، والجيش لم يتمكن من فرض رأيه وإرادته على موقع الحدث إبان الحرب على غزة "! يشار إلى أن الحديث عن تسريبات الصحيفة العبرية والخاصة بتقرير الحرب الأخيرة على غزة كان وما يزال حديث الساعة في جُل وسائل الإعلام الإسرائيلية، المنشورة باللغة العبرية.