ما هكذا تتعامل الثورات العربية لم نفاجأ من ثوار ليبيا باحتجازهم مركب صيد مصرية, علي متنها 15 صيادا مصريا أواخر الشهر الماضي قبالة ميناء مصراته بتهمة دخول المياه الاقليمية والصيد فيها بدون تصريح, لكننا فوجئنا وفقا لما نشرته الأهرام السبت الماضي بإساءة ثوار ليبيا معاملة هؤلاء الصيادين بالتعدي عليهم بالضرب ومنع الطعام والشراب عنهم حتي أيام العيد. كما احتجز ثوار تونس خلال الشهر الماضي مركبي صيد مصريين وقبضوا علي 26 صيادا مصريا كانوا علي متنهما بالتهمة نفسها, وقدموا عددا منهم الي النيابة العسكرية بتهمة التسبب في اتلاف إحدي القطع البحرية التونسية التي كانت تطاردهم, رغم تأكيدهم بأنهم لم يكونوا في حالة صيد وانهم دخلوا المياه الاقليمية مضطرين بسبب سوء الأحوال الجوية حتي لا تتحول المراكب الي نعوش عائمة, واستطيع القول انه اذا كان من حق اصحاب ثورتي 17 فبراير الليبية والياسمين التونسية احتجاز مراكب الصيد المصرية ومحاكمة صياديها لمخالفتهم القوانين السيادية, فليس من حق الثوار اساءة معاملة المخالفين والنيل منهم بالتعدي عليهم أو معاملتهم وكأنهم جواسيس أو أعداء وليسوا صيادين خرجوا لطلب الرزق وقد يدخلوا المياه الاقليمية مضطرين بسبب سوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج وعدم تجهيز مراكبهم بوسائل الرصد البحري الحديثة. ولأصحاب ثورتي تونس وليبيا أقول: ما هكذا تتعامل الثورات العربية مع الأشقاء! كما أنني اتساءل ماذا فعل وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو وسفارتاه في ليبيا وتونس لهؤلاء الصيادين بعد أن رفعت ثورة 25 يناير شعار ارفع رأسك فوق انت مصري بهدف اعادة كرامة المصري إليه في الداخل والخارج,واذا كانت تلك المشكلات والحوادث تتكرر بين الدول العربية الشقيقة بسبب تجاوز الصيادين ومخالفتهم القوانين السيادية ورغبة السلطات المعنية في زيادة الدخل لدولها عن طريق الغرامات, فإن المطلوب من نبيل العربي الأمين العام الجديد للجامعة العربية ان يباشر فورا بتقديم مشروع اتفاقية عربية مشتركة للصيد تنظمه وتقننه حتي لا تسبب الحوادث والمشكلات الناجمة عنه حرجا للحكومات والشعوب العربية قد يصل الي حد الأزمة. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين