القضية أصبحت أكبر بكثير من السكوت عليها أو دفن الرؤوس في الرمال دون الوصول إلي حل جذري لمشكلة الصيادين المصريين المحتجزين في ليبيا, فعلي الرغم من كل الجهود المصرية لإطلاق سراح83 صيادا مصريا باءت جميعها بالفشل. مع إحالة الصيادين للمحاكمة في طرابلس إلا أن الأمل لا ينقطع في عودة المصريين إلي أحضان وطنهم. وقد خيم الحزن والألم علي منازل قرية برج مغيزل بمركز مطوبس في كفر الشيخ بعد أن ألقت السلطات الليبية القبض علي59 صيادا مصريا من أهالي القرية خلال يومين متتاليين بسبب دخولهم المياه الإقليمية الليبية بدون إذن والصيد بها, ومن قبلهم كان هناك13 صيادا مصريا ألقي القبض عليهم من قبل خفر السواحل في ليبيا لنفس السبب في شهر ديسمبر الماضي ويحاكمون الآن في طرابلس بعد فشل جهود وزارة الخارجية المصرية في إطلاق سراحهم والعفو عنهم. وإذا نظرنا إلي قرية برج مغيزل أو قرية الأحزان كما اشتهرت في كفر الشيخ فإن عدد سكانها نحو85 ألف نسمة يعمل معظمهم في مهنة الصيد وركوب البحر بحثا وراء لقمة العيش ومنهم من سافر إلي ليبيا للعمل في مهنة الصيد هناك علي المراكب الليبية والجميع من أبناء القرية في انتظار عودة الصيادين الغائبين المحتجزين في ليبيا منذ أكثر من10 أيام كاملة والبالغ عددهم83 صيادا كانوا يعملون علي متن5 مراكب صيد تم احتجاز4 منها في طرابلس وإغراق المركب الخامس بصفة متعمدة في مياه البحر المتوسط أمام منطقة مصراطة وذلك بحجة الصيد المخالف في المياه الإقليمية الليبية بدون الحصول علي التصاريح اللازمة منهم13 صيادا محتجزون منذ أكثر من3 شهور كاملة ويتم حاليا محاكمتهم أمام محكمة مصراطة الليبية بعد إغراق مركبهم في مياه البحر المتوسط بصفة متعمدة عن طريق قوات خفر السواحل الليبية بعد مطاردة مثيرة في المياه استمرت10 ساعات متواصلة وتعريض حياة الصيادين المصريين للخطر, وقد رفضت السلطات الليبية جميع الجهود المصرية الخاصة بإطلاق سراحهم أو العفو عنهم. وأحالت السلطات الليبية70 صيادا مصريا آخرين للمحاكمة التي تبدأ أولي جلساتها غدا رغم جهود وزارة الخارجية المصرية لإطلاق سراحهم والعفو عنهم, ولكن تم رفض ذلك ويتم معاملتهم معاملة سيئة للغاية ومنع الطعام والمياه عنهم لساعات طويلة والتعدي عليهم بالضرب في بعض الأحيان رغم أن من بينهم4 صيادين من الأطفال حيث تتراوح أعمارهم من13 إلي15 عاما فقط وهم حدث!! هذه القرية المنكوبة ببرج مغيزل ترتفع بها نسبة السيدات الأرامل من زوجات الصيادين نظرا لغرق عدد كبير منهم خلال رحلات الصيد حيث يلقي من60 إلي80 صيادا مصرعهم غرقا من أبناء القرية كل عام وهم في ريعان الشباب حيث تكثر بها حوادث المراكب بصفة شبه أسبوعية إن لم تكن بصفة يومية ويتعرض العديد من أبنائها الصيادين للاحتجاز خاصة في المواني الليبية ويتم تقديمهم إلي المحاكمة وطلب كفالة بمبالغ مالية مرتفعة رغم أنهم من غير القادرين ويسعون وراء لقمة العيش لتوفير متطلبات أسرهم من الطعام والشراب و الملبس والعلاج حيث إن لكل صياد منهم حكاية بائسة ولا يستطيعون حاليا العيش وتوفير فتات الحياة بعد احتجاز هؤلاء الصيادين وعدم بحث مشاكلهم وحلها مما دفعهم إلي الصيد في هذه المناطق البعيدة وتعرضهم لخطر الغرق والاحتجاز و المعاملة السيئة كما حدث في ليبيا للصيادين العاملين علي مراكب الأميرة مني والأميرة بسمة والأمير شبانة والحاج سليم والحاج رمضان المتوكل علي الله والتي تم إغراقها في المياه بالإضافة إلي إطلاق الرصاص علي المراكب الأربعة خلال المطاردة المثيرة للقبض عليهم والتي استمرت أكثر من6 ساعات متواصلة حيث تم إدخالهم إلي المياه الإقليمية الليبية عنوة بعد أن كانوا علي بعد أكثر من55 ميلا بحريا من الشواطئ الليبية. وقد أصبح الجميع من أبناء القرية في حيرة من أمرهم لرفض السلطات الليبية إطلاق سراح الصيادين المصريين من أبناء القرية حتي وصل عددهم إلي83 صيادا, منهم عدد من الصيادين صغار السن خرجوا في رحلات الصيد لمساعدة أسرهم علي مواجهة أعباء الحياة ويتم معاملتهم معاملة سيئة للغاية داخل السجون الليبية, ويطالب أبناء القرية بضرورة التدخل الفوري لإطلاق سراح هؤلاء الصيادين المصريين, خاصة بعد فشل جهود وزارة الخارجية المصرية في هذا الشأن. وقد انتقل الأهرام إلي القرية لبحث ظروف هؤلاء الصيادين وأسرهم وقد اكتشفنا العديد من المآسي والحكايات, في القرية, الوجوه عابسة وشاحبة يعلوها الحزن الدفين والانكسار والألم والعين جفت دموعها من كثرة البكاء علي الغائبين من الصيادين والأيدي علي القلوب والدعاء لله المتواصل في الليل والنهار لا ينقطع.. أما الرجال فبرغم طبيعة البحر القاسية التي تظهر بوضوح علي ملامح وجوههم إلا أن الحزن الدفين في الأعماق قد تغلب عليها بعد أن تم احتجاز عدد كبير من الصيادين من أبناء القرية وأصبح الجميع في حيرة من أمرهم بعد أن عجزوا عن فعل أي شئ في ظل تعنت السلطة الليبية ضد هؤلاء الصيادين ورفضها لجهود وزارة الخارجية والإصرار علي تقديم الصيادين المحتجزين لديها الي المحاكمة وبالطبع سوف يتم توقيع عقوبات مشددة عليهم طبقا للقانون الليبي الذي يحظر الدخول الي المياه الاقليمية الليبية والصيد فيها بدون تصريح وهو ما لم يحدث مع هؤلاء الصيادين وهذه المراكب حيث كانوا خارج المياه الاقليمية الليبية ووصلوا اليها خلال المطاردة مع قوات خفر السواحل الليبية بعد قيام الأخيرة بإطلاق النيران علي المراكب المصرية والتسبب في تلف بعضها بسبب هذه النيران وتعريض حياة الصيادين المصريين للخطر حتي استسلم الجميع لهم وتم القبض عليهم واحتجاز مراكبهم ونقلهم الي السجون الليبية في مصراطة وطرابلس. وفي لقاء مع شيخ الصيادين بالقرية ورئيس جمعية الصيادين وعدد من أسر الصيادين المحتجزين داخل السجون الليبية. أكد حمودة فهمي شيخ الصيادين بقرية برج مغيزل أن هيئة الثروة السمكية قد تخلت عن الصيادين في أزمتهم الحالية ولم تقم هي أو المحافظة بصرف أي مساعدات عاجلة لأسر هؤلاء الصيادين رغم حاجتهم الماسة لأي مبالغ مالية لمساعدتهم علي مواجهة أعباء الحياة بالإضافة إلي حاجة أمهات وآباء عدد من هؤ لاء الصيادين إلي العلاج علي نفقة الدولة نظرا لإصابتهم بالعديد من الأمراض مثل الكبد والقلب والكلي والضغط والسكر والأورام والعمود الفقري وغيرها من الأمراض الأخري التي تحتاج إلي مساعدات مالية عاجلة خاصة بعد غياب هؤلاء الصيادين لفترة طويلة منذ أكثر من22 يوما منهم10 أيام داخل السجون الليبية و12 يوما خلال رحلة الصيد في مياه البحر المتوسط, وأضاف أن هيئة الثروة السمكية مسئولة عما حدث للصيادين وذلك بعد سماحها بالصيد علي الشواطئ المصرية بشباك محرمة دوليا مما أدي إلي القضاء علي الزريعة الصغيرة وتوقف نمو وتكاثر الأسماك والدفع بالصيادين إلي هذه المناطق الخطرة للصيد فيها وكذلك عدم قيامها بتوقيع اتفاقية للصيد مع ليبيا وبحث أي مشاكل متعلقة بهذا الشأن بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية وأنه يجب أن يكون هناك محمية طبيعية علي الشواطئ المصرية لمسافة5 أميال بحري يتم منع الصيد فيها لفترات طويلة لضمان تكاثر الأسماك ونمو الزريعة الصغيرة مشيرا إلي سوء معاملة السلطات الليبية للصيادين المحتجزين هناك وأنه تمكن من الاتصال بهؤلاء الصيادين أكثر من مرة عن طريق هاتف أحد العاملين بالسجون الليبية وأكد له الصيادون سوء المعاملة وعدم تقديم الطعام والشراب الكافي لهم وأنه قد تم إطلاق الرصاص الحي عليهم وعلي المراكب خلال المطاردة والقبض عليهم لإجبارهم علي الدخول إلي المياه الإقليمية الليبية وأنهم لم يكونوا في حالة صيد خلال القبض عليهم, وقد علم بتقديم هؤلاء الصيادين إلي المحاكمة غدا الأحد وهي أولي جلسات محاكمتهم ونطالب بسرعة التحرك علي جميع الاتجاهات لإطلاق سراحهم والعفو عنهم قبل صدور أي أحكام قضائية ضدهم لصعوبة عودتهم في القريب العاجل بعد ذلك في حالة صدور أحكام قضائية بالحبس ضدهم. وأضاف أحمد عبده نصار رئيس جمعية الرعاية الاجتماعية الخيرية الخاصة بالصيادين بقرية برج مغيزل ان السلطات الليبية تتعنت مع الصيادين المصريين بسبب وبدون سبب, وتختلق الحجج للقبض علي الصيادين واحتجاز مراكب الصيد المصرية رغم وجود أكثر من3 آلاف صياد من أبناء المنطقة يعملون في مهنة الصيد علي المراكب الليبية هناك ويترددون علي القرية بصفة دائمة ولهم العديد من الأصدقاء هناك وأنه قد حان الوقت لوضع حد لجميع المشاكل المتعلقة بالصيد مع ليبيا لضمان حرية الصيد في هذه المناطق أو منع دخول المراكب المصرية إليها بصفة نهائية بعد ذلك أوضح أن الصيادين المحتجزين في ليبيا منذ أكثر من3 شهور والجاري محاكمتهم أمام محكمة مصراطة الليبية بعد إغراق مركبهم الحاج رمضان المتوكل علي الله بصفة متعمدة في مياه البحر المتوسط تتراوح أعمارهم من22 عاما وحتي38 عاما, أما الصيادون المحتجزون فكانوا من العاملين علي متن المركب الأميرة مني وصاحبها حمودة فهمي شيخ الصيادين والبالغ عددهم15 صيادا هم من صغار السن ومنهم من يخرج في رحلات الصيد لأول مرة, أما مركب الأميرة بسمة وصاحبها علي أحمد حسين فيعمل عليها وقد تم احتجاز المركب في منطقة راس لنوف الليبية وكذلك المركب الرابع الأمير شبانة ويعمل عليها18 صيادا و تم احتجاز المركب بمنطقة رأس لنوف والمركب الخامس الحاج سليم وصاحبه عبد الفتاح عرفة وكان يعمل عليها17 صيادا وتم احتجازهم بمنطقة بني غازي الليبية ونطالب بسرعة إطلاق سراحهم وعودتهم إلي القرية مع تعويض أصحاب المراكب عن الأضرار التي لحقت بها. أما أسر الصيادين, فقد أكدت الحاجة محبوبة عوض السيد علي والدة الصياد باسم ابراهيم محمد الشامي14 سنة ويعمل صيادا علي مركب الأمير شبانة انه أصغر أولادها وأحمد ومحمد صيادين وبنت واحدة وأنها أول رحلة صيد له علي هذا المركب وحالتهم الاجتماعية صعبة للغاية وليس لديهم أي دخل وهي مريضة بالسكر والضغط ووالده مريض بالكبد وغير قادر علي العمل والكسب مما دفعه إلي إخراج نجلها من المدرسة للعمل بالصيد لمساعدتهم علي مواجهة أعباء الحياة وأن قلبها يكاد ينفطر علي ولدها المسجون في ليبيا وهي لا تكف عن البكاء المتواصل والدعاء له بسلامة العودة خاصة أنه صغير السن وليس له أي خبرة سابقة في هذا المجال وتأمل في إطلاق سراحهم. ويضيف إبراهيم رمضان داود24 سنة صياد وشقيق الصياد علي رمضان داود وكان يعمل علي متن مركب الأمير شبانة أن شقيقه قد خرج من المنزل في رحلة صيد منذ22 يوما لمساعدته في الإنفاق علي أسرتهم وأن شقيقه غير متزوج وهو أصغر الأشقاء ووالدته مريضة بالكبد والسكر ولين العظام وتحتاج إلي علاج دائم بمبالغ مالية كبيرة لا يستطيع توفيرها وتطالب بعلاجها علي نفقة الدولة خاصة أن والدها متوفي منذ فترة طويلة وليس لهم أي دخل آخر غير مهنة الصيد ولا نستطيع الاتصال بشقيقي علي الهاتف المحمول بسبب الأحوال المالية السيئة للغاية ونطمئن عليه من باقي أسر الصيادين المحتجزين معه حيث نحتاج إلي مساعدة عاجلة أو معاش دائم لمساعدتنا علي مواجهة أعباء الحياة في ظل هذه الظروف الصعبة و احتجاز شقيقي الذي كان يساعدني في علاج أمي!!