في الوقت الذي تتصاعد فيه الأزمة الإسرائيلية- التركية, ساد إسرائيل أمس جو من القلق والترقب من ازدياد التوتر بين البلدين مجددا خلال الأيام المقبلة بعد أنباء عن زيارة محتملة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لغزة. فيما حذر ستانلي فيشر محافظ بنك إسرائيل المركزي من أن انقطاع العلاقات التجارية مع تركيا ستكون له عواقب وخيمة علي تل أبيب. وقال فيشر في مؤتمر عن التعاون الاقليمي تركيا ستكون سوقا كبيرة في هذه المنطقة وستكون مصدرا رئيسيا, مؤكدا أن عدم وجود علاقات تجارية مع تركيا سيكلفنا الكثير, لأنها الأهم بين اقتصادات المنطقة بما في ذلك دول الخليج العربي. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تل أبيب تراقب بقلق الانباء التي أشارت إلي احتمال قيام رئيس الوزراء التركي بزيارة غزة ودخوله إليها عبر معبر رفح- عقب انتهاء زيارته للقاهرة الإثنين المقبل- خاصة وأنها- أي إسرائيل- لا ترغب في توتر العلاقات مع مصر. وفي تطور بارز, استدعت الخارجية التركية أمس مستشار السفارة الإسرائيلية بالعاصمة أنقرة وأبلغته رسميا بقراراتها التي اتخذتها عقب صدور تقريرالأمم المتحدة بشأن الاعتداء علي أسطول الحرية. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قد أعلن يوم الجمعة الماضي عن تخفيض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلي مستوي سكرتير ثان, مؤكدا ضرورة مغادرة السفير الإسرائيلي جابي ليفي لتركيا قبل يوم غد- الأربعاء- بجانب تجميد الاتفاقيات العسكرية بين البلدين. وفي غضون ذلك, دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت إلي التهدئة بين تركيا وإسرائيل, مؤكدا أن تركيا ليست دولة معادية, وأنه يعلم جيدا توجهات القيادة التركية الحالية, ولذلك حث تل أبيب علي استعادة علاقتها الدبلوماسية مع أنقرة علي الفور. وأشار أولمرت إلي أن علاقة تركيا وإسرائيل تتصدر المصالح القومية للبلاد ولا يجب الاستهانة بها علي الإطلاق. وأضاف في تصريحات نشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلي أن أنقرة طالما ساعدت إسرائيل في قضايا سرية وحيوية بالنسبة لبلاده في الماضي, مؤكدا إمكانية عودة هذه العلاقات المتميزة بين البلدين, معربا عن سعادته لما تمتع به القادة الإسرائيليين من ضبط للنفس. وفي أحدث مظاهر التوتر بين أنقرة وتل أبيب, ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الشرطة التركية احتجزت40 راكبا إسرائيليا وصلوا اسطنبول علي متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية التركية قادمة من تل أبيب, وأوضحت أن تقارير أفادت بأن السلطات المحلية التركية احتجزت جوازات سفر الركاب الإسرائيليين, وتم استجواب كل راكب علي حدة, إلا أن وسائل الإعلام أكدت استعادتهم لجوازات سفرهم وانصرافهم بعد نصف ساعة. ويبدو أن هذه الواقعة تأتي ردا علي وقائع مماثلة علي الجانب الإسرائيلي, حيث اشتكي سائحون أتراك عائدون من إسرائيل من المضايقة وسوء المعاملة خلال قضائهم عطلة عيد الفطر في إسرائيل, لدرجة أن إحدي الطائرات العائدة من هناك اضطرت للهبوط الاضطراري في مطار أنطاليا التركي لأن بعض الركاب اصيبوا بوعكات صحية مفاجئة من سوء المعاملة في مطار تل أبيب. وقال أحد السائحين في مطار أتاتورك في اسطنبول لوكالة أنباء الاناضول التركية إنهم توجهوا إلي إسرائيل لزيارة القدسالمحتلة في ثالث أيام عيد الفطر المبارك, وعندما وصلوا إلي مطار تل ابيب تمهيدا للعودة إلي تركيا, احتجزته قوات الامن الاسرائيلية هو وبعض اصدقائه لفترة طويلة, كما طلب أفراد الامن منهم معلومات شخصية مفصلة منها عناوين البريد الاليكتروني وأرقام هواتفهم المحمولة والحالة الاجتماعية وحتي عدد أطفالهم. وأضاف السائح التركي: كما فتشوا حقائبنا عدة مرات, وتعرضنا للتفتيش الذاتي, وأجبرونا علي خلع ملابسنا وتعرضت النساء التركيات للتفتيش في غرف منفصلة, مؤكدا أن السائحين الاتراك هم فقط الذين تعرضوا لهذه المعاملة المهينة.