الفكرة بالتأكيد جديدة الي حد ما لكن كان لدينا ما يتطابق معها في الماضي عندما قدمنا مسرح المقهي منذ أكثر من30 عاما, وأذكر أن بطل المسرحية كان الفنان الكبير عبد الرحمن أبو زهرة وكان ذلك في مقهي يقع في ميدان العتبة بجوار مركز البريد. هذه الفكرة يقدمها المسرح المتجول في أوروبا ولكن في المطاعم الكبيرة التي تسمح بأن يقدم في وسط ساحتها مسرحيات كبيرة خاصة مسرحيات شكسبير التي تعد من أكثر المسرحيات التي تقام في المطاعم. بالطبع هذه المطاعم لها وضع خاص أو مواصفات خاصة وهي أن تكون من المطاعم الكبيرة وعادة ما يبدأ العرض بعد تناول الطعام ولكن يسمح بعد ذلك بأي شراب للمتفرجين. المطعم الذي شاهدت به مسرحية الدراجون الذهبي كان في زيورخ وهو مطعم كبير يعتلي جزءا كبيرا من قمة جبل يطل علي بحيرة زيورخ وكانت المسرحية هي الدراجون الذهبي. فترة إظلام بسيطة بعد تناول الطعام يبدأ بعدها العرض وبالطبع بدون أي ديكورات مجرد مقعد وستاند تغير من خلاله الملابس بسرعة فائقة وحتي الأزياء والملابس بسيطة بحيث يمكن ارتداؤها بذات السرعة. المسرحية من الأعمال الكلاسيكية وايضا معظم مسرحيات شكسبير يعتمد عليها المسرح المتجول في اوروبا متنقلا بأتوبيس يحمل كل ما يحتاجه المسرح من إضاءة, وهذه لها اخصائيون بارعون لتسليطها علي المشاهد المختلفة من بين رواد المطعم. توقعت أن يخرج أحد المتفرجين باعتبار أنه انتهي من طعامه ولكن لم يتحرك أحد من مكانه الكل صامت. وبالفعل العرض كان مغريا لهذا الصمت من المتفرجين. مسرحيات شكسبير تقدم بنصها الأصلي ولكن في اختصار والممثلون لا يختلفون في أدائهم عن أولئك الذين يقدمون العرض علي خشبة المسرح بل هناك زيادة أو رسم خاص لدخول المطعم المسرحي إذا جاز التعبير ولكنها زيادة بسيطة لا تساوي مشاهدة العروض الكلاسيكية بعد ان تكون قد انتهيت من طعامك. فقط تحتسي أي مشروب خلال العرض دون إحداث أي صوت وهو عموما الملاحظ بالنسبة للمواطن في سويسرا حيث باستمرار نجده لا يحدث أي ضوضاء وحريصا للغاية علي ألا يزعج أحدا بأي صوت. أما عن المسرحية التي شاهدتها فهي كوميدية عن شخص يعاني من وجع في الاسنان بينما أخته سجينة وباقي العائلة كل منهم له علة ما لكن هناك من يجد ما يفرحه في وسط هذا الضباب.