مع بداية العد التنازلي لموعد انعقاد المؤتمر العام لحزب التجمع والمزمع عقده في14 سبتمبر الحالي, يشهد الحزب حاليا حالة من التأهب والاستعداد لهذا المؤتمر الذي يتوقع البعض بأن يكون مهرجانا للديمقراطية, وتكون المنافسة علي منصب رئيس الحزب بين قياديين بارزين. من قيادات الحزب هما نبيل زكي وحسين عبدالرازق, خاصة بعد انسحاب الكاتبة الصحفية أمينة شفيق, وذلك بعد انقضاء مدة رئاسة الدكتور رفعت السعيد لرئيس الحزب. وقال نبيل زكي المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع والمرشح لرئاسته, إنه رشح نفسه لتحقيق عدة أهداف أهمها إعادة بناء الحزب ليكون حزبا جماهيريا يرتكز الي قواعد شعبية لأن حزب التجمع حزب سياسي وليس حزبا ايديولوجيا, مضيفا أن الحزب يجب أن يضم فئات واسعة من المجتمع المصري ولا يقتصر علي كونه حزب كوادر أو قيادات من المثقفين. كما أوضح زكي أنه سيعمل في برنامجه الانتخابي علي تحقيق زيادة النفوذ السياسي للحزب بين الجماهير, وأن يكون للحزب وجود فعال في النقابات العمالية والمهنية, بالاضافة الي القيام بعمليات توعية سياسية وايجاد قيادات قادرة علي العمل في أوساط الفلاحين والمزارعين والحرفيين وغيرهم, الي جانب إعادة دراسة الأوضاع الطبيعية والاجتماعية في مصر. كما أشار زكي الي أن الهدف من دراسة هذه الأوضاع الطبيعية هو وضع برنامج جديد للحزب لإقامة مجتمع اشتراكي ديمقراطي علي أساس مقومات جديدة متطورة وخلاقة للاشتراكية في عصر ثورة المعلومات والاتصالات. وأكد زكي أنه سيعمل علي مضاعفة عضوية الحزب مئات المرات حيث ان السنوات الماضية لم تشهد الاهتمام الكافي بعضوية الحزب ويرجع السبب في ذلك الي انشغال الحزب في قضاياه الداخلية ومشكلاته التنظيمية. وأوضح زكي أن الحملة الانتخابية لمرشحي الحزب تشهد رقيا ولا يوجد صراعات شخصية ولا هجمات متبادلة بين المرشحين. وعن ترشيح الدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب الي موقع الأمين العام للحزب, قال زكي إنه لا توجد عقبة لائحية أمام الدكتور السعيد اذا رشح نفسه في موقع آخر غير رئاسة الحزب لأن مدته قد انقضت, والكلمة النهائية لأعضاء المؤتمر العام. وفي نفس أجواء المنافسة علي موقع أمين الشئون السياسية للحزب, يتنافس هاني الحسيني الذي يعد من قادة الحركة الطلابية في عام68 ومن أحد مؤسسي حزب التجمع في مجموعته الأولي والمسئول عن النظام الرقابي والمالي للحزب في بدايته. والمرشح نبيل العتريس والذي يعد أيضا من قادة الحركة الطلابية المصرية في عامي72 و73 وهو صاحب تاريخ سياسي نضالي ومن القيادات المؤثرة في حزب التجمع. وقال الحسيني إن ترشيحه لأمانة الشئون السياسية بدافع أن حزب التجمع تاريخيا له خطاب سياسي تقدمي فيما يتعلق بالمسائل الأساسية في مصر وهي الديمقراطية والعدالة الاجتماعية, وأن هذا الخطاب يأتي من خلال زخم الحركة السياسية في الخمس سنوات الأخيرة, ومن جانب آخر بسبب الظروف السائدة قبل25 يناير والتي بينت أن حزب التجمع قد تراجع عن دوره السياسي الاجتماعي والديمقراطي في المجتمع. وأشار الحسيني الي أن هدفه الرئيسي من خلال ترشيحه لأمانة الشئون السياسية هو ابراز الدور السياسي المبكر لحزب التجمع فيما يتعلق بمسألة رفض نظام الحكم السابق في مصر, وأن التجمع له مواقف محددة فيما يتعلق بنظام الحكم مؤكدا أن هذه المواقف مسجلة وموثقة في برنامج الحزب وبياناته التي صدرت علي سبيل المثال البيان الذي صدر في عام2005 بعنوان لا لحسني مبارك. كما أشار الي أن الدافع الآخر لترشيحه هو التأكيد أن التجمع صاحب برنامج للعدل الاجتماعي وهو أحد شعارات ثورة25 يناير. وأكد الحسيني أن أولويات برنامجه الانتخابي تهتم بضرورة الارتباط بكل الحركات الاجتماعية والسياسية في المجتمع المصري, في نطاق الداعين للدولة المدنية الحديثة الديمقراطية, ومرجعيتها الوحيدة الدستور, ورفض الدولة ذات المرجعية الدينية, بالاضافة الي ايجاد علاقة صحية واضحة بين القوي السياسية الأخري وأهمها التيار العلماني والليبرالي.