كيف يمكن تجنب اضطرابات المعدة بعد فترة الصيام؟ما هي شروط تناول مأكولات العيد بشكل صحي وآمن خاصة لمرضي الحالات المزمنة؟ يوضح الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث أنه خلال شهر رمضان يعتاد الجهاز الهضمي علي تناول الطعام علي وجبتين, وحتي تبدأ المعدة في تغيير هذا النظام لابد من التدرج, وهذا يتنافي تماما مع ما يحدث في العيد, حيث يبدأ الجميع في التهام الأنواع المتعددة من كعك العيد وملحقاته بما تحويه من كميات هائلة من الدهون والسكريات, مما يعرض الجهاز الهضمي للارتباك ويعاني الشخص من عسر هضم, ويحذر من الإفراط في تناول الكعك لأنه يحتوي علي ثلاثة مكونات رئيسية هي السكريات والسمن والدقيق, وهي تمثل خطورة علي الصحة إذا تم الإكثار منها, فمن الثابت علميا أن زيادة نسبة السكريات تشكل إجهادا كبيرا علي البنكرياس, وهو ما يؤثر سلبيا علي أي شخص, وبالأخص مرضي السكر, أما عن زيادة الدهون فيتم تخزينها بالجسم في صورة شحوم وكوليسترول تترسب نتيجة أكسدتها علي جدار الأوعية الدموية وتسبب مشاكل صحية منها اضطراب في سكر الدم وتصلب الشرايين وارتفاع الضغط وكذلك زيادة العبء علي القلب والكبد. وينصح الدكتور الشوبكي بأن تكون وجبات العيد متوازنة وتحتوي علي جميع العناصر الغذائية وألا نزيد عن ثلاث كعكات يوميا للشخص الطبيعي, حيث تحتوي الكعكة الواحدة والتي تزن50 جرام علي250 سعرا حراريا, علما بأن الشخص البالغ يحتاج إلي حوالي2000 سعر يوميا, أما مرضي السكر فيمكنهم تناول كميات محددة من الكعك, ولكن مع تنظيم مواعيد وجرعات الأدوية والأنسولين بمعرفة الطبيب, وينصح بالإكثار من تناول الأطعمة المحتوية علي الألياف كالخس والجرجير وغيرها حيث تمتص المواد الدهنية وتساعد علي تنظيم حركة القولون, أما مرضي الكبد فيجب عدم تناولهم الكعك لأن الكبد يكون غير قادر علي إفراز مادة الصفراء التي يمكنها التعامل مع كميات الدهون الموجودة في الكعك, ويمكن عمل كعك بمواصفات صحية تصلح لمرضي الكبد أو الحالات المرضية الأخري بحيث يراعي فيها إدخال مكونات إضافية لعجين الكعك مثل مبشور الجزر أو مبشور البرتقال حتي تقلل الحمل السعري وتقي من التأثيرات السلبية علي الصحة. ويحذر الدكتور سعيد شلبي أستاذ الباطنة والكبد بالمركز القومي للبحوث من تناول الأسماك المملحة وخاصة الفسيخ, حيث أثبتت الدراسات وجود أنواع من الطفيليات والبكتيريا الممرضة فيها ترجع إلي الطريقة التي يتم بها تصنيع الفسيخ, حيث يترك سمك البوري في الخلاء ليحدث له التحلل والانتفاخ وهو ما يسمي عملية التفسيخ ويصاحبها غالبا تلوث بالبكتريا الممرضة عن طريق الذباب فينتج عنها الإصابة بنوبات من المغص والإسهال يصاحبها ضيق في التنفس, وقد يصل الأمر إلي شلل في العضلات في حالة بعض أنواع البكترييا الخطيرة مثل الكلوستريديوم بوتيولينيم والتي تؤثر علي الجهاز العصبي فتسبب الوفاة, أما بالنسبة للرنجة والتي يتم طهيها بطريقة التدخين فتعد طريقة آمنة يمكنها القضاء علي أي مسببات مرضية قد تكون موجودة دون مشاكل صحية.