كتبت: هالة أبو زيد مع حلول عيد الفطر المبارك يلجأ البعض إلي أساليب غذائية خاطئة تجلب لهم العديد من المشكلات الصحية خاصة بعد صيام شهر كامل اعتادت فيه المعدة علي أوقات معينة لتناول الطعام ثم تفاجأ بعد ذلك بزيادتها إلي حد الإفراط خاصة الدهون والسكريات والعجائن. ولتفادي تلك المشكلات يقول الدكتور سيد شلبي أستاذ أمراض الباطنة والجهاز الهضمي والكبد بطب عين شمس إن الإفراط في تناول كميات كبيرة من الطعام يسبب تلبك بالمعدة وعسر هضم, والإفراط في الكعك يمثل عبئا كبيرا علي القلب بسبب الأحماض الدهنية عديدة التشبع التي يحتويها وتعد من العوامل المسببة لتصلب الشرايين, كما انها تسبب تراكم الكولسترول بالأوعية الدموية وبالتالي قصورا في وظائفها. ويعتبر البدناء أكثر عرضة للمشكلات الصحية الناتجة عن تناول حلوي العيد ويجب علي مريض السكر الانتباه إلي ان الكعك ملئ بالسعرات الحرارية العالية والإكثار منه يعني الاحتياج لجرعات زائدة من الأنسولين سواء بالحقن أو من خلال الأدوية التي تنشط البنكرياس لإفرازه, ومن الثابت علميا انه كلما زاد الأنسولين بالجسم زاد ترسيب الدهون مما يعرض الشخص للسمنة وتشحم الكبد ومشكلات صحية أخري. وأضاف ان الأغذية الغنية بالدهون تأخذ وقتا أطول أثناء الهضم والإفراط في تناولها يؤدي إلي تقلصات معوية ومغص شديد خاصة لمرضي القولون وقرحة المعدة, وينصح مرضي الضغط والكولسترول بعدم الإفراط في تناول الكعك, وكذلك مرضي تليف الكبد الذين يعانون من احتقان الوريد البابي لأن هذا يسبب احتقانا بالقناة الهضمية ويعرض المريض لخلل شديد بالجهاز الهضمي قد يصل لحدوث نزيف. وللمساعدة علي هضم كعك ومخبوزات العيد يؤكد الدكتور مصطفي نوفل أستاذ علوم الأغذية بجامعة الأزهر انه يمكن تناول بعض المشروبات الساخنة المناسبة كمشروب القرفة الذي يحتوي علي مكونات مهمة مثل فايتو تشالكون التي تفيد في سهولة الهضم وتزيد من استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين مما يحفظ مستوي سكر الدم بشكل طبيعي بعد تناول الكعك, ومن المشروبات المفيدة في هضم الكعك مشروب الشاي بالنعناع, ومشروب الشاي بالقرنفل والريحان معا ومشروب القهوة المحوج بالحبهان والقرنفل. الدورة الدموية : وينصح الدكتور نوفل في العيد باتباع النظم الغذائية التي تعمل علي خفض الكولسترول في الجسم, وتقوم بجمعه من جدران الشرايين وإعادته إلي الدورة الدموية لنقله إلي الكبد, وهي تعتبر وسائل صحية لتنظيف الشرايين وحماية القلب من الأزمات حتي مع ارتفاع الكولسترول الكلي في الدم وتوجد أنظمة غذائية تسهم في خفض نسبة الكولسترول في الدم منها تناول البرتقال الطازج بطبقة قشرته الداخلية البيضاء السميكة المحتوية علي ألياف البكتين وهيمي سيليلوز كما يحول فيتامين سي الكوليسترول إلي أحماض الصفراء وكذلك تناول الثوم بعد تقطيعه أو هرسه ومضغه منفردا أو بإضافته لبعض الأغذية مثل الزبادي وسلاطة الطحينة وتناول الطماطم الذي يقلل من امتصاص الكولسترول, كما ان الفاصوليا الجافة المطبوخة تحتوي علي الألياف التي تقلل من الكوليسترول. ويضيف ان اللبن الرايب والزبادي من الأغذية الغنية بالكالسيوم التي تقلل من امتصاص الكولسترول, كما ان زيت الزيتون والسمسم يكثر بهما مركبات أوميجا9 المخفضة للكوليسترول, وكذلك الكركم يحتوي علي فايتو كيوروكيومين المخفض للكوليسترول. نكهات خاصة : وتناول الكعك دون إفراط له قيمة غذائية عالية, كما يقول الدكتور سيد شلبي نتيجة النكهات الخاصة التي تعود المصريون إضافتها إليه مثل رائحة الكعك, وهي تحتوي علي مجموعة من الأعشاب عظيمة الفوائد مثل المحلب الذي يقلل من الانتفاخ وينشط حركة المعدة ويفتح الشهية, كما انه مضاد مهم للأكسدة يعمل علي طرد ذرات الأكسجين الحرة التي تؤكسد مكونات وجدار خلايا الجسم من خلال مايسمي بالإجهاد التأكسدي الذي ينتج عنه مشكلات صحية خطيرة, وتحتوي رائحة الكعك أيضا علي القرفة والحبهان والقرنفل والكافور والخميرة وجميعها يساعد علي فتح الشهية ويقلل عسر الهضم. ويضيف ان معظم مخبوزات العيد يضاف إليها السمسم وهو يحتوي علي مواد مضادة للأكسدة كما يحتوي علي بعض مركبات الفيتو مثل السيفانين فبسامول وهي ترتبط بتأخير مظاهر الشيخوخة وتعد المخبوزات المحتوية علي التمر العجوة من أفضل حلويات العيد لقيمتها الغذائية المرتفعة