استعرض الأطباء المشاركون في المؤتمر السنوي الثالث لحالات القسطرة القلبية والذي نظمه قسم القلب والأوعية الدموية بقصر العيني, تحت رعاية الجمعية المصرية لأمراض القلب,30 حالة نادرة لأمراض القلب والتي يمثل فيها التدخل بالقسطرة مشكلة للطبيب. ويقول الدكتور محمد محمود عبد الغني أستاذ القلب بطب قصر العيني ورئيس المؤتمر, إن دور القسطرة القلبية لا يقتصر فقط علي تشخيص قصور الشرايين التاجية, وخاصة الذين يعانون من احتشاء القلب الحاد والذبحة الصدرية غير المستقرة, بل يمتد إلي تشخيص عيوب القلب الخلقية وضيق الصمامات كالصمام الميترالي والأورطي, وتشخيص وعلاج أمراض الشريان السباتي والشريان الكلوي والشرايين الطرفية, وكذلك في علاج قصور الشرايين التاجية عن طريق التوسيع بالبالون واستخدام دعامات الشرايين التاجية, وقد أدي ذلك لانخفاض معدلات الوفاة والاحتشاء القلبي الحاد والمضاعفات المترتبة عن مرض قصور الشرايين التاجية, ورغم التقدم التقني الهائل في القسطرة القلبية واستحداث أسلاك لعلاج أشد درجات الضيق بالشرايين, إلا أن مهارة وخبرة الطبيب, لا تزال العامل الحاسم في نجاح استخدام القسطرة. ويقول الدكتور حسام قنديل أستاذ أمراض القلب بطب قصر العيني إن المؤتمر تناول الحالات النادرة التي يمثل فيها التدخل بالقسطرة مشكلة للطبيب, وعادة ما تكون تلك المشكلات نتيجة التدخل غير المحسوب في الحالات الطارئة ذات الجلطات الحادة التي يكون فيها المريض في حالة تدهور, ويكون الضغط الانقباضي أقل من90 ملليمتر, أو بسبب التقدم في السن, وضعف الشرايين, أو إصابة المريض بتلف في الكلي أو ضعف عضلة القلب بدرجة كبيرة, وينبغي إتباع كافة إجراءات السلامة مثل وجود كافة التجهيزات بغرفة القسطرة, وفقا للمعايير العالمية بصورة تتيح للطبيب التصرف في حالة الأزمات, وبصفة عامة فإن التدخل بالقسطرة التشخيصية في الحالات الطبيعية لا تتعدي نسبة الخطورة فيه1 في كل ألف حالة, أما في الحالات الحرجة لا تزيد نسبة الخطورة عن1%, وينصح الطبيب المتخصص في القسطرة بأن تكون لديه الدراية الكافية عن حالة المريض مثل تجلط الدم ووجود قرح بالمعدة وحالة الكلي والحساسية للمضادات الحيوية والصبغات. واستعرض الدكتور مجدي عبد الحميد أستاذ القلب بطب قصر العيني حالة نادرة لمريض47 عاما يعاني من آلام بالصدر وارتفاع في إنزيمات القلب, والقسطرة تشخيصية لم تدل علي وجود ضيق بالشرايين, وبعد أيام عاد المريض وهو يعاني من أعراض هبوط شديد في عضلة القلب وصعوبة بالتنفس وتغييرات برسم القلب وارتفاع بأنزيماته, وبعمل أشعة مقطعية علي الرئتين وصورة دم كاملة, تبين ارتفاع إحدي مكونات كرات الدم البيضاء نتيجة لوجود مرض مناعي نادرهو متلازمة شيرج ستراوث, والذي تسبب في حساسية بالصدر والتهاب بالجيوب الأنفية والتهاب وترسب بالرئتين, ويصيب عضلة القلب بالهبوط ويؤثر علي شرايين القلب, وتم علاجه بالأدوية المناعية والكورتيزون وجلسات سحب البلازما التي تحتوي علي الأجسام المضادة المسببة للمرض وتحسن حالة المريض بدون الحاجة للقسطرة العلاجية, وهذه الحالة تستدعي ضرورة مراعاة الأسباب المتعددة لارتفاع إنزيمات القلب, والتدقيق في صورة الدم الكاملة للمريض وعرض الدكتور محمد مندور استشاري القلب بالمعهد القومي للقلب حالة تعاني من انسداد بنسبة100% في الشريان الأيمن التاجي, وتعرضت لشرخ متعدد المنشأ والطول في جدران الشريان نتيجة الدخول المتعدد لأسلاك التوسيع, وتم علاجها باستخدام القسطرة المرشدة لمكان الانسداد واستخدام أسلاك صلبة لفتح أماكن الانسداد الكامل بعيدا عن أماكن التهتك في جدران الشريان, وتمرير بالون بطول الشريان لبيان حجم الشريان وطول الرتق وطول الدعامات التي ستستخدم بعد ذلك واستعادة الشريان لشكله الطبيعي. وعرض الدكتور خالد شكري استشاري القلب بالأكاديمية الطبية حالة لمريض48 سنة يعاني من ضيق متفرع بأحد شرايين التاجية الرئيسية, حيث أصيب بجلطة غير مكتملة بالقلب, وتحتاج لأسلوب خاص لعلاجها باستخدام الدعامات, وتم علاجه بأسلوب مبتكر بتغطية الشرخ بدعامة أخري وعاد المريض خلال دقائق لحالته الطبيعية, وهذا يؤكد أهمية التشخيص السريع للمشاكل التي تحدث أثناء التوسيع بالقسطرة والتي تتوقف عليها حياة المريض.