علي المدرسة التأكد من ضمير وأخلاق كل مدرس في مدرسته لأن الأولاد مسئولية.. جملة جاءت علي لسان فاتن حمامة في مسلسل ضمير أبلة حكمت.. ونزيد ونقول ونحن نبحث مع أبلة حكمت عن الضمير الغائب عن قلوب كثيرين من المصريين الذي لو ظل مكانه في قلوبهم ما كان هذا حالنا لأن الضمير هو رأس مال الأخلاق العظيمة التي تفرز بالتالي دولا هي الأعظم في العالم إننا منذ فترة طويلة طويلة نبحث عن قدوة أصيلة لتأخذ بيد البلد بلا لف ولا دوران ولا زيف.. الإنسان المتعلم الذي يحركه ضميره الأصيل هو إدارة النجاة من التدهور الأخلاقي الذي يصاحبه دمار اقتصادي اذ إن المصالح الشخصية للأسف الشديد هي المحرك للكثير منذ أكثر من60 عاما فكيف يجني البلد الكل المثمر وكل جزء منه يلعب لحسابه ولمصالحه الخاصة. أصلنا حضارة ورقي وأعمال شاهدة علي عصر تميزنا ومازالت من عجائب الدنيا السبع.. وحاضرنا للأسف متواضع إنتاجيا, عظيم استهلاكيا.. مع أن مواردنا بعكس ذلك. وأذا وجدنا ضميرنا المفقود فسيتضاعف الانتاج ويفيض ويزيد. مصر عظيمة بإمكانياتها البشرية ومواردها المتنوعة ولكننا نردد مثل الببغاء ظروفنا سيئة وهي عبارة سخيفة لأن ظروفنا أفضل كثيرا من ظروف سنغافورة واليابان والصين والبرازيل وماليزيا وتركيا.. ولكنهم أحسنوا استغلال مواردهم المتواضعة أما نحن فقد بددنا ثرواتنا لانشغال الضمير الأعمي بالنظرة الضيقة للموارد.. مثال الساحل الشمالي أكثر من800 كيلو متر رمال ساحرة وبحر لا مثيل له في العالم فالشواطيء التي تجاورنا درجة من عشرة ونحن عشرة علي عشرة ومع ذلك ردمنا الشاطئ وكتمنا أنفاسه بالأبنية الخرسانية ولم نستغله كما فعل البلد الصغير متواضع الموارد( قبرص) الذي اهتم بالشاطيء وزينه بالمقاهي البسيطة الأنيقة!! ونحن نملك ثلث آثار العالم.. ولكن ماذا أضفنا لمنطقة أهرام الجيزة؟ لقد اضفنا تشوهات من الكتل الخرسانية وكان يجب علي الضمير الوطني الغائب أن يخطط أحسن للحفاظ علي أروع عجائب الدنيا السبع! أرجو أن نصحو وأن نستدعي ضمائرنا الغائبة للعمل الجاد بعيدا عن لغو الكلام وعفونة النفاق. لابد أن تستيقظ ضمائرنا من غرقها في الذاتية القاتلة لأن الخطر قادم قادم.. ألا نلاحظ أن عيون فرنسا تغازل ليبيا.. الفريسة الغنية باهتمام زائد حتي أنها بدأت تسحب جيوشها من أفغانستان للتركيز علي ألتهام بترول ليبيا؟! ناهيك عن أمريكا وأصحابها وسخافة تدخلاتهم في بلادنا العربية! إننا في حالة فوضي أخلاقية سوف تقودنا الي الهلاك.. والفوضي الطبيعية يمكن السيطرة عليها لأنها وليدة اللحظة أما المنظمة فهي سلاسل حديدية تكتم أنفاس التقدم والرقي والرخاء المرجو والثمن غال جدا الذي ندفعه وسندفعه أذا ظلت ضمائرنا لا تبغي إلا مصالحها الذاتية فبلا ضمير لا تتقدم الأوطان ولننظر جميعا الي مصر أولا. هادية المستكاوي