رغم التخوفات التي تنتاب البعض علي مكاسب الثورة، وما هو قادم، لكننا كمصريين قادرون علي أن نحقق كل طموحنا ونتجاوز كل مخاوفنا لنري أحلامنا في بلد أفضل تتحقق علي أرض الواقع. كل الشرفاء في هذا البلد يحلمون بحياة أفضل.. حياة تسودها الحرية والعدالة وتسيطر عليها أخلاق «ولاد البلد» حياة نظيفة.. نقية.. نخوض فيها التحديات بإصرار وحب لهذا البلد لندفعه للأمام من أجل أولادنا. والبداية في رأيي لابد أن تكون بصحوة الضمير، الضمير الذي حصل علي إجازة طويلة لظروف كثيرة عليه الآن أن يقطع إجازته ويعود ويتقدمنا نحو مستقبل أفضل. ليس الضمير الشخصي فقط الذي أطالب بعودته ولكن الجماعي أيضا.. ذلك الضمير الذي يرفض كل مشاهد الفساد والغش والنفاق والسرقة.. الضمير صاحب الصوت العالي في وجه الفساد وليس الفساد المالي فقط، ولكن الأخطر الفساد الأخلاقي الذي لا يمكن أن نتقدم إلا بعد أن نواجهه ونقضي عليه أو علي الأقل نحد من انتشاره ونحاصره. الفساد الأخلاقي هو الذي يقود أي مجتمع إلي التراجع اجتماعيا واقتصاديا وتعليميا.. الفساد الأخلاقي هو بداية لكل أشكال الفساد الآخر علينا أن نواجهه بسلاح الضمير الجماعي الذي لا يخشي أن يقول «لا» في أي وقت وأي مكان. نعم الضمير كان في إجازة.. تلك الجملة التي كنا نسمعها كثيرا الآن لم يعد لها مكان ولا يجب أن تعود لأن الضمير عليه كما قلت أن يقطع إجازته ويعود. ولأننا شعب نقي من داخله، شعب يحب الحياة ويريد الأفضل بل شعب من حقه هذا الأفضل الآن بعد أن عاني كثيرا فيجب أن تكون لدينا ثورة أخلاقية لا تقل أهمية أبدا عن ثورة 25 يناير، بل هي جزء منها يكمل صورتها.. تلك الصورة الأخلاقية التي يتزعمها الضمير ترفض كل أشكال الفساد وكل أنواع السلوكيات التي كنا نعاني منها ولم تكن لدينا الجرأة لنقول لأصحابها «لا» لأن ضميرهم الشخصي كان ميتا وضميرنا الجمعي كان في إجازة. الآن نستطيع أن نقول «لا» لأن الضمير قطع إجازته وعاد.