علي مسرح بازل قدمت فرقة هولندية مسرحية باسم الأمل المجنون. هو بالفعل أمل مجنون أو أمل صعب الوصول إلي الغاية السعيدة منه. لدينا مركب تظهر علي خشبة المسرح ولكن من خلال نصفها فقط فالنصف الثاني قد غرق وغرق معه الكثير من الركاب كانوا متجهين إلي أمريكا الجنوبية. فجأة ظهر اثنان فقط استطاعا انقاذ نفسيهما بأعجوبة لم نشاهد هذه الاعجوبة ولكن شاهدناهما في المشهد التالي وهما في حالة مرزية.. ملابس بالطبع مهلهلة وممزقة وجوه كالحة ونظرات نحو مجهول يتطلعان إليه وهما علي غير ثقة من الوصول إليه أو علي الأقل معرفة ماذا سيحدث لهما. الاثنان أحدهما من أصل هندي والثاني من أصل أوربي لنشاهدمها وقد وصلا إلي جزيرة بالطبع مهجورة ولكن تمتلك هذه الجزيرة كل مقومات الحياة من مأكل وخلافه. في سرعة نأتي للفصل الثاني وقد امتلأت خشبة المسرح بالممثلين أي الجمهور أو الشعب الذي تم تكوينه من خلال الشخصين الناجيين وهنا بالطبع نجد الشعب خليطا نصفه أسود ونصفه أبيض ولكن العلاقة بينهم في غاية الرقة والعزوبة والطيبة الكل يساعد الآخر ويحاول أن يقوم بمساعدته في حمل شيء ثقيل وأخري تدخل شخص يبدو أنه تائه إلي المكان الذي يطلب الذهاب إليه. شعب جديد تماما حمل معه كل تقاليد الشعوب وخاصة الشعوب الأوروبية.. وقت مخصص لشرب الشاي وآخر للغذاء ووقت للشرب وأحيانا للعيش وآخر للبناء.. بناء مساكن وبناء دور خاصة لأغراض أخري غير السكن ومن خلال اختلاط البشر ببعضهم البعض نجد مشاهد للحب وأخري لمجرد الحديث وثالثة لمحاولة انقاذ طفل وقع علي الأرض لا ندري هو ابن من وهكذا. كأننا بالفعل نعيش مع شعب جديد استطاع اثنان أن يقيماه بكل مقومات المجتمعات التي نشاهدها عادة. القصة لكاتبة هي يوليس فيرما وهي معروفة بأنها تحب تناول القصص الغريبة إلي حد كبير والتي تحتاج بالطبع إلي ديكورات كبيرة وشخصيات عديدة لأجواء شديدة الإختلاف من غرق السفينة إلي نجاة اثنين من الركاب إلي الذهاب إلي هذه الجزيرة التي قدمها الديكور ببساطة ولكن بتأكيد علي أنها بالفعل تحمل شعبا جديدا لنتأكد في النهاية أن هذا الأمل لم يكن مجنونا!!