إسم الفرقة التي شاهدت لك عرضها هذا الأسبوع هو فرقة المسرح المتجول وهذه الفرقة كانت قد أنشئت منذ سنوات ثم تم إغلاقها ليعيد البيت الفني للمسرح افتتاحها من جديد حيث اختار لها الشاب عصام الشويخ مديرا لها ليقدم أول أعمالها باسم بني عسكر. مكان عرض المسرحية التي شاهدتها لهذه الفرقة هو مسرح ميامي, أما اسم المسرحية فهو لسه فيه أمل. قبل بداية العرض سعدت بالطبع بهذا العنوان أو الاسم خاصة أنه هو مريح للأعصاب. فماذا عن هذا العرض الذي كتبه حمدي نوار؟ قدم لنا المؤلف مصر ولكن في العصور الماضية.. قد يكون عصر المماليك أو ما قبله لكن المهم أنه ليس العصر الحالي الذي نعيش فيه وهذا كان واضحا منذ البداية من خلال الملابس والأزياء التي تشير إلي العصور الماضية ربما ليس لمصر ولكن ربما لأي بلد عربي آخر. الموضوع هو مناقشة سلبيات المجتمع العديدة فالمنصب أهم من أي ماعداه ومن أجل الوصول له مسموح بأي وسيلة وكل الوسائل وبالطبع أولاها النفاق من الشعب وأيضا من الأمور المهمة أن يحتفظ من يعتلي المنصب بهذا الذي وصل إليه بكل الطرق السليمة منها وغير السليمة. هي في النهاية سلبيات المجتمع التي نعلمها جميعا والتي تقدمها صحفنا يوميا في كل الصحف قومية كانت أو خاصة أو حزبية. لكن بالطبع صياغة هذه السلبيات في عمل درامي تحتاج إلي بعض الجهد وهنا كان علي المؤلف أن يوجز فيما يكتبه وهذا الإيجاز كان يحتاج إلي جهد اكثر من تلك التي قدمها وأيضا كان المفروض أن يبتعد عن الخلط بين ما نلمسه حاليا من سلبيات وما كان في الماضي. فماذا عن الإخراج الذي تولاه عصام سعد؟ اجتهد عصام في أن يقدم لنا عملا كوميديا استعراضيا وأيضا غنائيا يفرج إلي حد كبير علي قلب المتلقي الشاهد. قدم إستعراضات جيدة لعاصم عبده وأيضا ديكورات جيدة فيما عدا المشهد قبل الأخير والديكور والملابس لأحمد شوقي. الموسيقي والألحان للأغاني التي كتبها المؤلف كانت متميزة علي بساطتها. حركة الممثلين كانت جيدة وإيقاعها سريع إلي حد ما واستخدام الإضاءة بصورة مناسبة في معظم المشاهد خاصة مع تغيير سريع للغاية للديكورات وهو أمر بالغ الأهمية. فقط كان علي المخرج أن يختصر بعضا من المشاهد حتي لاتصل مدة العرض إلي أكثر من ساعتين وربما كان السبب هو أنه تعامل مع المؤلف بمنتهي الحنان بمعني عدم اختصار ما كان من الممكن اختصاره لصالح العمل في النهاية. فماذا عن الأبطال؟ لدينا المطرب والممثل سامح يسري أمام الممثلة التي أشاهدها لأول مرة علي المسرح غادة إبراهيم مع نهاد سعيد والتي أراها أيضا لأول مرة علي خشبة المسرح مع مجموعة برز بعضهم وفي النهاية كل حسب الشخصية التي يقدمها. سامح يسري أراه هنا ممثلا مؤديا أقنعنا بأنه بالفعل ممثل مسرحي صاحب شخصية لها تأثيرها. أمامه غادة إبراهيم وكانت متميزة في كل من الأداء الدرامي والفهم للشخصية التي تؤديها وأيضا كان لها دور بارز في الاستعراض خاصة وقد اختارت أزياء ثرية تقدم بهجة أو متعة الفرجة للمتلقي. أمامهما فنان بديع هو مجدي فكري الذي قدم اكثر من شخصية بنجاح كبير للغاية خاصة وقد قدم عددا من الأغنيات بنفس نجاحه في الأداء الدرامي. وأيضا معه عادل الفار الذي استطاع أن يفجر الكوميديا البديعة ويقدم البسمة التي شاركه فيها من أجل المتلقي مجدي فكري. في النهاية قدم لنا المسرح المتجول عرضا يحسب له بعد استبعاد أو حذف بعض المشاهد حتي لا يتأثر العمل بسبب الإطالة. ربما ما أحب أن أشير إليه هو أن العرض ومن حسناته أنه قدم للمتفرج المتلقي الفرصة ليقول النهاية أي أن النهاية ليست للمؤلف ولا للعرض ولكن للمتفرج المتلقي التي تفرض عليه النهاية أن يقول لسه فيه أمل. وربما من جهتي أقول أيضا أنه لسه فيه أمل في مسرح الشباب الذي أستمتع بأن أقف وراءه ووراء أي عمل يقدمه شريطة أن أري الإجتهاد فيه.