كتبت : إيناس عبدالغني عندما نتحدث عن الصيام وعلاقته بصحة الانسان البدنية وتأثيره علي جسمه ووظائفه يجب أن نأخذ في الاعتبار عدة محاذير طبية, وعن هذه المحاذير وصيام مريض المخ والأعصاب يحدثنا الدكتور محمد سليمان الطماوي أستاذ ورئيس قسم أمراض المخ والأعصاب بطب قصر العيني موضحا, أن الصيام في الإسلام يشمل الامتناع عن الطعام والشراب بما فيه الماء لساعات طويلة خاصة أثناء فصل الصيف الحار من الفجر وحتي غروب الشمس مما يضع مريض المخ والأعصاب تحت ضغط عضوي جسدي لذلك وجب عليهم استشارة طبيبهم قبل الصوم واضعين في الاعتبار أن كل مريض وكل مرض له وضعه الخاص لذلك علينا عدم التعميم, فعلي سبيل المثال مريض السكتة الدماغية الذي يعاني من جلطات متعددة ويشكو من عوامل خطورة كثيرة كالضغط والسكر وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم في حالة امتناعه عن الماء لساعات طويلة خاصة مع بعض المجهود في الجو الحار أو شديد الرطوبة يتعرض لحدوث جلطات جديدة وكذلك يصاحب الصيام إنخفاض نسبة الجلوكوز في الدم وهذا الانخفاض يؤدي إلي استشارة بعض المراكز في المخ مما يؤدي إلي تفاقم حالات الصرع أحيانا أو انتكاس مريض الصداع النصفي الحاد أو مرضي التصلب المتناثر في الجهاز العصبي المركزي كما أن هناك امراضا للمخ والاعصاب يجب أن توزع فيها العقاقير الطبية علي مدي الأربع والعشرين ساعة, ويكاد يستحيل الحفاظ علي استقرار الحالة الصحية بعدم تناول الأدوية بين الفجر والمغرب ومن أشهر هذه الأمراض, مرض باركنسون( الشلل الرعاش) ومرض وهن العضلات أو ضمور العضلات خاصة المراحل المتقدمة منها.. أما امراض المخ والأعصاب التي تحت السيطرة ومستقرة ولا يحتاج فيها المريض إلي أخذ العلاج والأدوية علي مدار اليوم بالكامل فيمكنه الصيام بعد استشارة الطبيب. ويضيف د. محمد سليمان الطماوي انه من حسن الحظ أن هناك عقاقير حديثة ممتدة المفعول تغطي ساعات طويلة متواصلة أثناء اليوم وعلي امتداد النهار ويمكن اللجوء اليها في هذا المجال, وبالتالي يمكن لمريض المخ والأعصاب الصيام بأمان. ونصيحة عامة لهؤلاء المرضي ان يتناولوا السوائل بكثرة بين المغرب والفجر وأن يتم تناول العقاقير بعد الإفطار مباشرة وتأخير الجرعة الثانية وجعلها قبل الفجر مباشرة مع تجنب المجهود الشاق خاصة في الحر أو الشمس الحارقة أثناء الصيام.