الفتاوى تفتح باب الخلاف بين الأزهر والأوقاف.. صدام غير مسبوق    سعر الذهب اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 وعيار 21 الآن بعد آخر ارتفاع    بعد شائعة البنزين المغشوش.. أسرار عن طريقة الحفاظ على طرمبة السيارة    أسعار الفراخ اليوم "شطحت في العالي".. ومفاجأة بشأن القادم    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الثلاثاء 6 مايو    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم الثلاثاء 6 مايو    إدارة ترامب تأمر بإقالة 20 بالمئة من جنرالات الجيش الأمريكى    اليوم.. طقس حار نهارا على أغلب الأنحاء والعظمى بالقاهرة 32 درجة    انفجار ضخم باستهداف مسيرة لمطار بورتسودان وإلغاء الرحلات الجوية    النائب فريدي البياضي: مشروع قانون الإيجار القديم ظالم للمالك والمستأجر.. وهذه هي الحلول    ب«الزي الرسمي»... أحمد الشرع والشيباني يستعرضان مهاراتهما في كرة السلة (فيديو)    هل تعاود أسعار السيارات الارتفاع في الصيف مع زيادة الطلب؟ عضو الشعبة يجيب    غارات إسرائيلية تستهدف سلسلة جبال لبنان الشرقية وبلدة طيرحرفا في جنوب لبنان    الحوثيون: ارتفاع ضحايا قصف مصنع بغربي اليمن إلى قتيلين و 42 جريحا    باكستان ترفض اتهامات الهند لها بشأن صلتها بهجوم كشمير    رونالدو يتصدر تشكيل النصر المتوقع أمام الاتحاد في الدوري السعودي    وسائل إعلام: ترامب لا يشارك في الجهود لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس    السيطرة على حريق شب داخل محل نجف بمصر الجديدة    إحالة مرتضى منصور للمحاكمة بتهمة سب وقذف خالد يوسف وزوجته شاليمار شربتلي    جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصفين الأول والثاني الإعدادي بالجيزة    رفضته ووصفته ب"المجنون"، محمد عشوب يكشف عن مشروع زواج بين أحمد زكي ووردة فيديو)    طرح فيلم «هيبتا المناظرة الأخيرة» الجزء الثاني في السينمات بهذا الموعد؟    تطيل العمر وتقلل الوفيات، أخبار سارة لعشاق القهوة وهذه عدد الأكواب اليومية لزيادة تأثيرها    سقوط تشكيل عصابي تخصص في سرقة المواقع الانشائية بمدينة بدر    الزمالك يستكمل اجتماع حسم مصير بيسيرو عصر اليوم    مصدر ل «المصري اليوم»: الزمالك تواصل رسميًا مع طارق مصطفى لخلافة بيسيرو.. والمدرب يبدي موافقته    هل يجوز الحديث مع الغير أثناء الطواف.. الأزهر يوضح    رغم هطول الأمطار.. خبير جيولوجي يكشف أسباب تأخير فتح بوابات سد النهضة    5 مرشحين لتدريب الزمالك حال إقالة بيسيرو    مدرب سيمبا: خروج الزمالك من الكونفدرالية صدمة كبرى فهو المرشح الأول للبطولة    5 أسماء مطروحة.. شوبير يكشف تطورات مدرب الأهلي الجديد    التعليم توجه بإعادة تعيين الحاصلين على مؤهلات عليا أثناء الخدمة بالمدارس والمديريات التعليمية " مستند"    شريف فتحي يقيم مأدبة عشاء على شرف وزراء سياحة دول D-8 بالمتحف المصري الكبير    جموع غفيرة بجنازة الشيخ سعد البريك .. و"القثردي" يطوى بعد قتله إهمالا بالسجن    وزير وفنان وطالب :مناقشات جادة عن التعليم والهوية فى «صالون القادة»    مؤتمر منظمة المرأة العربية يبحث "فرص النساء في الفضاء السيبراني و مواجهة العنف التكنولوجي"    اليوم.. محاكمة نقاش متهم بقتل زوجته في العمرانية    استدرجه لمنزل مجهور.. ضبط مبلط اعتدى جنسيًا على طفل في المنيا    "READY TO WORK".. مبادرة تساعد طلاب إعلام عين شمس على التخظيظ للوظيفة    نائب وزير السياحة والآثار تترأس الاجتماع الخامس كبار المسؤولين بمنظمة الثمانية    إيناس الدغيدي وعماد زيادة في عزاء زوج كارول سماحة.. صور    سفيرة الاتحاد الأوروبى بمهرجان أسوان لأفلام المرأة: سعاد حسنى نموذج ملهم    فرط في فرصة ثمينة.. جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بعد تعادل نوتنجهام فورست    لتفادي الهبوط.. جيرونا يهزم مايوركا في الدوري الإسباني    "كتب روشتة خارجية".. مجازاة طبيب وتمريض مستشفى أبو كبير    احترس من حصر البول طويلاً.. 9 أسباب شائعة لالتهاب المسالك البولية    10 حيل ذكية، تهدي أعصاب ست البيت قبل النوم    رسميًا.. جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2025 بالجيزة (صور)    "كاميرا وروح" معرض تصوير فوتوغرافي لطلاب "إعلام بني سويف"    على مساحة 500 فدان.. وزير الإسكان يتابع الموقف التنفيذي ل "حدائق تلال الفسطاط"    رنا رئيس تتألق في زفاف أسطوري بالقاهرة.. من مصمم فستان الفرح؟ (صور)    4 أبراج «ما بتتخلّاش عنك».. سند حقيقي في الشدة (هل تراهم في حياتك؟)    تطور جديد في أزمة ابن حسام عاشور.. المدرس يقلب الموازين    جاي في حادثة.. أول جراحة حوض طارئة معقدة بمستشفى بركة السبع (صور)    أمين الفتوى يوضح حكم رفع الأذان قبل دخول الوقت: له شروط وهذا الأمر لا يجوز شرعًا    الإفتاء توضح الحكم الشرعي في الاقتراض لتأدية فريضة الحج    الدكتور أحمد الرخ: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
قبل أن ننسي‏..‏ المصريون خير أجناد الأرض‏!‏

‏‏ رمضان الشهر الكريم العظيم علي بعد أربعة أيام من الرحيل وما تبقي من شهر الخير والبركة أيام مفترجة الدعاء فيها مجاب والله وحده الأعلم بما في الصدور والله المستعان المستجاب‏.‏ يارب أبلغنا رمضان القادم ونحن في حال غير الحال ومصر والمصريون في خير...
يارب اهد نفوسنا ووحد صفوفنا واكشف لنا نيات عدونا...
يارب اجمع شمل أمة العرب واخمد نار الفتنة التي تطل برأسها من علي كل أرض عربية...
يارب عمر قلوبنا بالحب والوئام والإيمان وانزع من صدورنا كل رغبة انتقام لأجل أن تتوقف الحرب الأهلية في ليبيا وألا تقوم حرب أهلية في السودان...
يارب هذه حدودنا الغربية وتلك حدودنا الجنوبية وكل نقطة دم تسيل فيها تنزف من جسد مصر...
كل سنة وحضراتكم جميعا بخير وعلي خير بمناسبة عيد الفطر المبارك...
...............................................
هذا الأسبوع أحداث سيناء فرضت نفسها واحتلت مساحة النشر وأستأذن حضراتكم التوقف اليوم عن الكتابة في أزمة الإسكان باعتبارها الخطر الداهم الذي يمزق في جسد الوطن من40 سنة علي الأقل...
الأسبوع المقبل بإذن الله لنا عودة مع الإسكان ومقترحات الحلول الكثيرة وباسم الله ما شاء الله الأفكار التي وصلتني مبشرة بالخير والدراسات التي رأيتها فيها الجديد وليس هذا بجديد ولا غريب لأن مصر غنية جدا بشعب عبقري فيه عقول رائعة هائلة وعلماء وخبراء لا مثيل لهم في العالم.. لكنهم بكل أسف طاقات لم نعرف يوما كيف نستفيد منها...
وصلتني دراسة محترمة كاملة شاملة من المهندس ممدوح سعد الدين ووصلني أيضا من المهندس الاستشاري محمد عبدالعزيز البستاني مشروع كامل مدروس إنشائيا ومعماريا وقابل للتنفيذ والشقة فيه بنصف ثمن الشقة التي توفرها الحكومة لمحدودي الدخل!. التفاصيل الأسبوع المقبل إن شاء الله.
...............................................
الحادث الذي وقع علي بوابة مصر الشرقية.. حدث عابر من الصهاينة أم مكر وخديعة واستدراج لنا إلي ردود فعل لم نحدد نحن موعدها؟.
السؤال يبدو سهلا وإجابته أسهل والحقيقة أنه غير هذا تماما لأن كل الاحتمالات واردة وفكرة التآمر يستحيل إغفالها في أي تحليل لأن الصهاينة لا عهد لهم ولا أمان معهم وهذا ما فعلوه مع سيدنا موسي نبيهم فما بالنا بما يمكن أن يفعلوه مع عدوهم علما بأن كل من علي غير دينهم مصنف عدوا لهم.. ولذلك!.
الأفضل ألا ننشغل وربما نختلف ونحن نحاول أن نعرف ماذا يريد الصهاينة.. لأن!.
الأهم علي الإطلاق الآن أن ندرك ماذا نريد نحن؟
ومعرفة ما نريده والاتفاق علي ما نريده في هذا الوقت أمر صعب جدا لكنه الحل الأوحد في مواجهة الصهاينة وإن شئنا الدقة.. مواجهة مع الغرب كله ومع أمريكا ومع دول أخري محسوبة علينا وهي في الواقع معهم وضدنا...
وقبل أن تأخذنا التفاصيل أريد أن أثبت علي أول سطر في دفتر أحوال هذه الأزمة أن رد الفعل الفوري الشعبي طمأنة لمصر علي نفسها وفرحة لها علي أبنائها ودليل لا يقبل أي شك علي أن الخلف امتداد أصيل للسلف وإعادة تذكرة لسنوات صمود وتحدي هذا الشعب العظيم ورفضه هزيمة1967 بالأفعال لا الأقوال...
شعب مصر العظيم بعد عام1967 خلق من رحم الهزيمة إرادة النصر وكان للشعب ما أراده وحقق جيش مصر أعظم انتصار في تاريخ الأمة وبه ومعه حطم أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يهزم...
الشعب هو الذي أعاد مصر إلي الحياة بعد هزيمة1967 بقبوله عن طيب خاطر كل ما يخطر علي البال من تضحيات لدرجة أن شهورا طويلة مرت عليه وأنواع كثيرة من مستلزمات الحياة والسلع الغذائية الرئيسية غير موجودة والكثير من الاستخدامات الحياتية اليومية توقفت لأن مستلزماتها توقف استيرادها...
الكثير من الأساسيات توقفت والحياة تسير لأن الشعب العظيم راسخ صامد كالجبل في شموخه وثباته وثقته وإيمانه في عدالة قضيته وفي حرمانية تراب أرضه وفي قدرة جيش الشعب علي الانتصار...
رد الفعل الشعبي الذي حدث من أيام تجاه عربدة الصهاينة طمأن مصر علي نفسها وعلي أصالة شعبها وعلي أن خلافات نخبة السياسة لا وجود لها علي الأرض وأن الوطن فوق الجميع...
وأعود للسؤال: ماذا نريد نحن؟
الشعب في إجماعه يريد اعتذارا رسميا فوريا من دولة الصهاينة عن حادث إطلاق النار تجاه الحدود المصرية في سيناء مما تسبب في استشهاد أربعة عسكريين مصريين..
الشعب يريد تحقيقا فوريا لاستجلاء الحقيقة وعلي ضوء النتائج تكون القرارات...
الشعب يطالب بتعويضات أسر الشهداء وفق ما تنص عليه المعاهدات والمواثيق الدولية...
الشعب يريد الاطمئنان علي أن حدود الوطن لا هي مباحة ولن تكون متاحة...
الشعب في غضبه يريد طرد السفير الصهيوني من مصر وإلغاء معاهدة السلام...
والسؤال هنا: هل كل ما نريده في الحياة يمكن أن نحققه كله وفورا؟.
الإجابة طبعا لا لأننا مبدئيا لا يجب أن تكون قراراتنا رد فعل لقراراتهم...
هناك حادث وقع وإطلاق نار تم تجاه أبنائنا وسقوط أربعة شهداء وهناك أقوال كثيرة متضاربة لكن ليس هناك أدني شك في أن الصهاينة تجاوزوا وأخطأوا وقتلوا...
هل وقع القتل بطريق الخطأ خاصة أن الاشتباكات بين القوة الفدائية مجهولة الهوية من حيث انتماء مقاتليها لأي فصائل وهناك تعتيم علي هذه النقطة تحديدا وهذا ما يجعلنا نشك في أن تكون هذه القوة الفدائية لا هي من حماس ولا هي من فتح وربما تكون من حزب الله أو أي أحزاب أخري!!.
ما علينا ونعود لإطلاق النار المتبادل الذي استمر7 ساعات تقريبا ونسأل هل تعمد الصهاينة قتل المصريين أم أنه خطأ وارد حدوثه في مثل هذه الظروف؟.
إن كان القتل تم بطريق الخطأ وثبت ذلك بقرائن ودلائل لا تقبل أي شك.. فالأمر سينتهي بالاعتذار وبالتعويضات وبإعادة نظر في بنود كثيرة باتفاقية السلام...
أما إن كان القتل فيه صفة العمد فالمسألة هنا تتطلب منا الهدوء التام وعدم انجرار القرار المصري إلي الانفعال أو التسرع أو الغضب حتي لا يصبح قرارنا رد فعل لحادث دبروه ونفذوه لغرض في نفوسهم وأمنية حياتهم استدراجنا لقرارات انفعالية غير مدروسة نتخذها تأتي علي هوي وتوقع المخطط الذي دبروه!.
الشعب يثور ويغضب وينفعل ويخرج ويحاصر سفارة الصهاينة وينزل العلم الصهيوني من عليها ويرفع العلم المصري ويطالب بطرد السفير بل ويحاصر بيت السفير إلي أن يرحل...
الشعب ينفعل ويغضب وهو علي حق وسلوك الشعب هنا هو تعبير صادق عن غضب حقيقي ليعرف العالم كله أن الشعب المصري لن يقبل أي تجاوز في حقه وأي مساس بكبريائه وكرامته...
لكن الأمر مختلف بالنسبة للقرار الرسمي الصادر عن الدولة لأنه يجب أن يكون مجرد من الانفعالات ومقيد بالحسابات.. حسابات مصالح الوطن...
نحن أحرار في كل ما نطالب به في المظاهرات نهتف برحيل السفير أو حتي محاكمة السفير! هتافات الشعب المعبرة عن غضب الشعب.. رسالة للصهاينة هناك وقوة ضغط علي الحكومة هنا مع الأخذ في الاعتبار أن صناعة القرار ليس مكانها الشارع إن هي خاضعة لفكر ودراسة وتحليل من خبراء متخصصين يبحثون في هدوء وتركيز وبدون انفعال كل التفاصيل وكل التوقعات وكل ردود الفعل المتوقعة من الصهاينة علي ما تفكر فيه من قرارات!.
القرار الرسمي تحكمه مصالح وطن والواقع الذي عليه الوطن.. وأزمة مثل التي بصددها لابد من أن يكون التصعيد الرسمي فيها محسوبا بكل دقة لأن التصعيد بدون جاهزية الدولة يمكن أن يتحقق إلي كارثة!. جاهزية الدولة محكومة بمعدلات الإنتاج وبما فيه الاقتصاد وانخفاض الاستيراد والمخزون من السلع الغذائية الاستراتيجية ومعدلات التعويض الأكبر من معدلات الاستهلاك وإنتاجنا من الطاقة واستهلاكنا وما نستورده والمخزون منه ومن أي دول التعويض مع العلم أن حدودنا وعمقنا في الغرب والجنوب أوضاعهما علي الطبيعة تغيرت وندعو الله أن يتوقف بحر الدماء في ليبيا وأن يحمي السودان شر الفتنة والحرب الأهلية بين الشمال والجنوب! باختصار جاهزية الدولة لنتائج التصعيد خط أحمر يستحيل إغفاله...
المؤكد أن هذه الحرية متاحة للشعب الغاضب ينفس بها عن غضبه ويرفع بها سقف مطالبه.. لكنها أبدا ليست مباحة أمام صاحب القرار لأن مثل هذه القرارات التي تضع الدولة علي حافة حرب لابد أن تكون مدروسة بعناية فائقة ومستحيل أن تصدر رد فعل لأمر قام به الطرف الآخر لأن قرارات رد الفعل غالبا ما تكون ابتلاعا للطعم الذي رماه الآخر...
في مايو1967 ابتلعنا الطعم وقواتنا المسلحة دخلت سيناء في مظاهرة ينقلها التليفزيون علي الهواء وكأنها ستشارك في استعراض عسكري وليس حربا مع العدو...
ابتلعنا الطعم وتمادينا في رفع سقف التوتر والتصعيد وطلبنا من الأمم المتحدة سحب البوليس الدولي الموجود وقتها في شرم الشيخ التي كان الصهاينة يحتلون من أيام1956 ثلاث جزر مصرية في شرم الشيخ!.. طلبنا سحب قوات الطوارئ الدولية بعد تلقينا طمأنة خارجية من صديق بأن الصهاينة لن يبدأوا الحرب.. وابتلعنا الطعم وأعطينا المبرر للصهاينة لبدء الحرب وبدأوا بالفعل هم الحرب وفي أقل من ساعة زمن ضربوا كل مطارات مصر الحربية وقضوا علي سلاح الجو بأكمله والطائرات التي لم تدمر لم تجد الممر الذي تقلع منه.. وانتهت الحرب قبل أن تبدأ وبرر الصهاينة قرارهم بأن طلب مصر بسحب قوات الطوارئ الدولية.. هو في الواقع القرار الذي يسبق قرار الحرب.. ومن يريد سحب البوليس الدولي الذي يقف بين قوات الصهاينة والقوات المصرية.. هو في الواقع يريد الحرب...
الغضب الشعبي له مبرره لكن القرار الرسمي محكوم بمصلحة وطن يمكن استدراجه لحرب نحن غير مستعدين لها.. فهل إعداد الدولة شعبا وجيشا للحرب قائم الآن...
قد يقول قائل وهل التصعيد والمطالبة بإلغاء معاهدة السلام إعلان حرب؟
إن كنا نري الأمر حقا فمن يدرينا رد فعل الصهاينة الذين يبحثون عن أزمة يشغلون بها العالم لأجل عدم قبول فلسطين عضوا فاعلا في الأمم المتحدة خاصة أن أكثر من مائة دولة توافق علي المطلب العربي...
وارد جدا أن يصعدوا هذه الأزمة التي صنعوها علي الحدود الشرقية.. خاصة أنهم يتهمون مصر بعدم قدرتها علي حماية حدودها مما تتسبب في دخول مجموعة مسلحة قتلت ثمانية من الصهاينة والغريب والمريب أن الصهاينة يعتمون تماما علي هوية من قاموا بالعملية لأجل أن تبدو سيناء أمام العالم أنها أصبحت معقلا للإرهاب وتنظيم القاعدة التي تستخدمها أمريكا فزاعة للعالم ومبررا دائما لاتهام أي دولة لا تعجبهم بالإرهاب الدولي...
تفاصيل هذه العملية غير واضحة وغير مفهومة وعليها استفهامات كثيرة.. ولا أحد يعرف لماذا تمت في هذا الوقت تحديدا بعد أحداث العريش ولمصلحة من تمت.. هل لمصلحة القضية الفلسطينية أم لمصلحة جهة أخري.. وهل رد الفعل الصهيوني بقتل المصريين خطأ يمكن حدوثه في مثل هذه العمليات أم أنه فعل مدبر يراد به رد فعل مصري انفعالي...
الله وحده الأعلم بالحقيقة لكن ما نعلمه ونعرفه من السوابق أن التصعيد الرسمي لابد أن يضع في اعتباره كل الاحتمالات وإلا يضع مصالح الوطن العليا علي محك الانفعالات...
وفي كل الأحوال هذه الأزمة تحتم علينا الإسراع في إعداد مصر لأن تكون جاهزة ومستعدة في كل لحظة لأي طارئ.. والإعداد لا يكون بالحماسة والهتافات والمظاهرات إنما بالعمل والبناء والإنتاج...
فورا لابد أن نعمل علي تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية وأولها وأهمها القمح ونحن لا نتكلم عن صناعة وتكنولوجيا إنما عن زراعة في بلد تصنيفه الأساسي زراعي.. بلد كان يوما سلة غلال أوروبا ودار عليه الزمن وأصبح يستورد رغيف عيشه لتبقي حياته في قبضة غيره...
فورا نبني النظام الجديد الذي يختاره الشعب.. حققنا المستحيل بإسقاط نظام حكم الفرد الذي حكم مصر آلاف السنين لكننا لم نتحرك خطوة واحدة للأمام لأجل إقامة الدولة الحديثة التي يحلم بها الشعب...
فورا نتفق علي أن نتفق بأن خلافات السياسة تبقي في حجمها ومضمونها وأنها خلافات وجهات نظر لا خلافات بين المصريين تمزق الوطن!. فورا نتوقف عن الاتهامات المتبادلة ومن لا يملك القدرة علي الحوار ويصنع من أي اختلافات بأي أزمة وعداء وعداوة بين مصريين مفترض أنهم يعملون للمصلحة العامة وليس تمزيق جسد وطن!. من لا يعرف الحوار ويضيق بالحوار.. يبعد لأننا في هذه الفترة تحديدا نحتاج كل المصريين علي قلب وعقل رجل واحد!
فورا تخصص الحكومة مساحات الأرض الفضاء التي تملكها في المدن وفي الظهير الصحراوي لأجل أن تكون ملاعب للرياضة يمارس عليها ملايين الأطفال والشباب النشاط الرياضي بهدف رفع معدلات اللياقة البدنية للشاب المصري لأجل صحة أفضل وإنتاج أكبر وتوازن نفسي أفضل ووقاية من أمراض العصر.. الإدمان والاكتئاب والتطرف وقبل كل هذا وذاك إعداد الشباب القادر علي حمل السلاح وحماية حدود الوطن...
المسألة السابقة تحتاج إلي توضيح لأن مفهوم الرياضة عندنا يعاني من خلط وعدم فهم وقناعة بأن الرياضة هي الكورة والكورة هي الأهلي والزمالك!.
الرياضة هي النشاط الحركي الذي يؤديه الإنسان وأي حركة يقوم بها هي في الواقع رياضة والمهم هنا معرفة أن الإنسان عندما يقوم بالنشاط الحركي فالأمر ليس وجاهة اجتماعية أو نوعا من التفضل إنما الأمر مختلف تماما!
أجهزة جسم الإنسان العظمية والعضلية والعصبية والجهاز الدوري.. مطلوب لها حد أدني من النشاط الحركي إن لم يقم به الإنسان تلفت وعطبت هذه الأجهزة وأصابها القصور!.
في رحلات الفضاء الاتحاد السوفيتي كان يرسل سفنا فضائية وينساها بالسنين.. وفي الفضاء انعدام الجاذبية ورواد الفضاء لا يقفون أو يمشون.. أي لا تحميل للجسم علي القدمين.. ماذا حدث؟. أصيبوا بهشاشة عظام لأن عظام القدم لم يعد الكالسيوم يجيء لها ويترسب عليها لأنها لا تعمل ولا تتحرك وحكمة الله أن العضو الذي لا يعمل تلقائيا يتوقف إمداده بالغذاء الذي يحمله الدم.. والنشاط الحركي يحرك كل أجهزة الجسم!
النشاط الحركي المطلوب من كل إنسان القيام به هو الرياضة.. وهذا معناه أن ممارسة الرياضة حتمية لأجل التوازن البدني والصحي والنفسي والذي هو حتمي لأجل الإنتاج ولأجل وطن ولأجل حماية حدود وطن!
فورا تنظر الحكومة في أزمة الإسكان وفي قانون الإيجارات القديم وفي حق كل شاب أن يجد المسكن الذي يمكنه من تكوين أسرة.. يجد المسكن اللائق وفي حدود قدراته المحدودة وأكثر من90 في المائة من شبابنا الحامل لشهادات جامعية محدود الدخل...
فورا تنظر الحكومة بجد في أزمة الإسكان ولها حلول لو خلصت النيات لأن الأسعار العالية القائمة مغالي فيها والأسمنت الذي هو خامة ملكنا تكلفة إنتاج الطن لا تزيد علي100 جنيه ويباع لنا ب500 جنيه وال400 جنيه الفرق تذهب للشركات الأجنبية والذي يدفعها محدود الدخل الذي يحلم بشقة!.
في الطبيعة الموجودة علي أرضنا خامات كثيرة يمكن استخدامها في البناء وأسعارها قليلة...
في مصر عقول هندسية جبارة لديها أفكار وتصميمات تخفض تكلفة البناء كثيرا لكن أحدا لم يستمع إليهم وعار علينا الآن ألا نسمعهم...
فورا تتدخل الدولة لضبط الأسعار التي طار سقفها.. وإن كانت ضمائر البعض غابت فالدولة قادرة بالقانون علي إعادتها...
فورا.. وهذه المرة الكلام لنا.. الشعب.. فورا كل منا يبدأ من نفسه وبنفسه.. نحترم القانون لأنه احترام لنا وحماية لنا ونحترم العمل ونعود للعمل والإنتاج كل في مجاله لأنه السبيل الوحيد للنهوض بالوطن...
فورا.. ننهي حالة الاحتقان الناجمة عن فقدان قدرتنا علي الحوار الذي تحول إلي اتهامات وصلت حد التخوين وهل هناك مهانة في حقنا أكثر من ذلك؟.
كيف سنواجه الصهاينة ونحن فقدنا في حوارنا قدرة الإقناع والمقدرة علي الاقتناع وأصبحنا في نظر بعضنا بعضا خونة؟..
هل نسينا أننا خير أجناد الأرض...
يا حبيبتي يا مصر.
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.