في الوقت الذي خلت فيه المنطقة المحيطة بمقر السفارة الإسرائيلية من المتظاهرين المحتجين طوال نهار أمس, للمرة الأولي منذ أسبوع, حشدت القوي والتيارات الإسلامية مؤيديها استعدادا للمشاركة في جمعة طرد السفير الإسرائيلي. ومن المقرر أن تتركز فعاليات اليوم أمام مقر السفارة الإسرائيلية والتي من المتوقع أن يحتشد أمامها عشرات الآلاف من المطالبين بطرد السفير. وقد أعلنت جماعة الاخوان المسلمين والهيئة الشرعية والسلفيون والجماعة الإسلامية عن مشاركتهم في جمعة طرد السفير, بينما لم تعلن قوي وطنية ليبرالية عن موقفها. جماعة الإخوان المسلمين أعلنت أنها أصدرت تعليمات لمكاتبها الإدارية في كل المحافظات, بما فيها القاهرة والجيزة للمشاركة في المظاهرات المطالبة بطرد السفير الإسرائيلي كل علي حسب ظروفه وتنسيقه مع القوي الوطنية الأخري. وقال الدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة- في تصريحات للأهرام- إن قرار مشاركة الإخوان إداري وليس مركزيا, موضحا أن مكاتب المحافظات ستفعل ما يتناسب مع أوضاعها, وترتيبها مع القوي الأخري, وأن مكتب الإرشاد لم يصدر قرارا مركزيا للخروج في المظاهرات. وذكرت الجماعة أنه لا تزال تداعيات الجريمة الصهيونية بقتل الجنود المصريين علي الحدود تتفاعل داخل المجتمع المصري, حيث لم ير المصريون موقفا حاسما حتي الان, ولم يقدم العدو الصهيوني الحد الأدني الذي يمكن أن يقبله المسئولون في مصر وهو الاعتذار الصريح, فقد خرج وزير دفاع العدو يتحدث بمنتهي الغطرسة بأنه لم يعتذر عن قتل الجنود المصريين, وكل ما قاله أنه يأسف لمقتلهم. وأضافت- في بيان- شتان بين الاعتذار الذي هو إقرار بارتكاب الجريمة وطلب الصفح, وبين الأسف الذي هو الحزن والأسي وهو شعور يخالج الإنسان لرؤيته حادثة مؤسفة قد لا تكون له بها علاقة, ولقد وقف الصهاينة نفس الموقف بعد أن قتلوا تسعة من الأتراك علي متن السفينة( مرمرة) في المياه الدولية ولا يزالون يرفضون الاعتذار. ويري الإخوان أن الرأي العام في مصر يتطلع لقرار حاسم ورادع يتناسب مع كرامة الشعب وعزة مصر, وهو طرد السفير وسحب سفيرنا من تل أبيب, وهو القرار الذي نشر أنه تم اتخاذه ثم تم العدول عنه بعد تدخل الأمريكان, وهو أمر خطير- إن صح- يدل علي أن أمريكا لا تزال تتدخل في شئوننا الداخلية وهو ما يرفضه المصريون جميعا, إضافة إلي ضرورة وقف تصدير الغاز وإلغاء اتفاقية الكويز. وتابعت الجماعة أنه أذيع في إحدي القنوات الفضائية أن هناك عشرين معتقلا مصريا في السجون الصهيونية بتهمة دعم المقاومة, وواجبنا- إن صح هذا الكلام- أن نسعي لتحريرهم, خصوصا وأنهم لا يكلون عن محاولات إطلاق سراح جواسيسهم ويوسطون مختلف الدول الغربية في ذلك, ولقد نجحوا في ذلك مرات عديدة, فلماذا الصمت عن أولادنا في سجونهم؟ ومن جانبه اكد الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية ان افرادا من الدعوة سينظمون وقفات احتجاجية اليوم امام السفارة الاسرائيلية من اجل المطالبة بطرد السفير الاسرائيلي واستدعاء السفير المصري مشيرا الي أن ذلك من اقل الامور متسائلا كيف تتم علاقة طبيعية مع من لايحترمون حرمة دماء ابنائها والسيادة المصرية علي ارضها بزعم مطاردة الارهابيين واوضح ان الاعتذار الاسرائيلي باهت وماحدث جريمة لابد من التحقيق فيها وتعويض اسر الشهداء ولابد من عمل تعهدات بعدم تكرار مثل هذا الامر في المستقبل بحال من الاحوال. واكد مصدر مسئول بحزب النور السلفي انه من الحكمه ممارسة الضغط من خلال الوقفات الاحتجاجية امام السفارة وبعض المساجد والميادين وذلك من اجل توصيل رسالة واضحة المعالم من القوي السياسية للمجلس العسكري والقوة الدولية. ان كرامة ابناء مصر خط احمر لايمكن تجاوزه في مصر التي ولدت من جديد. واشار الي ان هذا الضغط من اجل تعديل اتفاقية كامب ديفيد بما يضمن سيادة مصر الكاملة علي تراب سيناء واستعادة حقوق الشهداء الذين قتلوا غدرا وظلما و المطالبة بوجود ضمانات واضحة من الكيان الصهيوني والقوة العالمية المؤثرة بما يضمن عدم تكرار اعتداء اليهود علي الاراضي المصرية او الاعتداء علي ابنائنا من الجنود والاهالي مشيرا الي ان حوارات القتل تكررت اكثر من مرة في ظل النظام السابق. وأكد خالد منصور بجبهة الإرادة الشعبية( تضم25 ائتلاف وحركة شبابية إسلامية), أن الجبهة مستمرة في الوقفات الاحتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية والتي بدأتها منذ اليوم الأول للاعتداء علي الجنود المصريين للمطالبة بالتحقيق في الحادث وطرد السفير الإسرائيلي واستدعاء السفير المصري وإصدار المجلس العسكري بيان يوضح فيه تفاصيل ما حدث علي الحدود المصرية. كماسيشارك ائتلاف الجبهة السلفية في الوقفة الاحتجاجية رفضا للاعتداءات الصهيونية علي حدودنا الشرقية وتنديدا بقتل الجنود المصريين. واكد خالد سعيد المتحدث الرسمي بأسم الجبهة السلفية انهم سيطالبون برد الاعتبار لهذا البلد حتي نشعر اننا في عهد جديد وان ثمة تغيرا قد حدث بعد ثورة25 يناير كما سنطالب بطرد السفير الاسرائيلي وغلق السفارة الاسرائيلية واغلاق ارض سيناء امام الاسرائيليين الذين يدخلونها ببطاقة الهوية في حين يتم منع الفلسطينيين من الحصول علي العلاج. ومن جانبه اكد المهندس محمود فتحي المتحدث الرسمي باسم حزب الفضيلة ان الحزب سيشارك في الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بطرد السفير الاسرائيلي واستدعاء السفير المصري وتعديل تفاقية كانب ديفيد بما يضمن السيادة المصرية الكاملة علي اراضيها مشيرا الي ان كل الاتفاقيات الدولية بها بنود تحدد آليات التعديل. ومن جانبها حثت الجماعة الاسلامية علي المشاركة في دعوة مظاهرات طرد السفير الاسرائيلي من مصر. واعلن الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شوري الجماعة الاسلامية ان هذه المظاهرات وهذه الدعوة من اجل اظهار الرفض التام للعدوان الغاشم علي الحدود المصرية وعلي جنودنا البواسل. واكد في نفس الوقت ان الجماعة تتفهم القرارات التي تتخذها القوات المسلحة في هذا الشأن والتي لاشك انهاتتعلق بالامن القومي المصري. واوضح ان التحرك الشعبي يستهدف أن تقدم اسرائيل اعتذارا رسميا عن هذا الاعتداء والا سوف يحق للارادة الشعبية المطالبة بسحب السفير المصري واتخاذ الاجراءات الدبلوماسية والقانونية ضد الغطرسة والتعنت الاسرائيلي. واشار الي ان من ضمن الوسائل التصعيدية ايضا وقف تصدير الغاز لاسرائيل وذلك لتعلم اسرائيل التي لاتقبل الاعتداء علينا ولاحتي علي سبيل الخطأ. واكد ضرورة الحفاظ علي حقوق الجنود المصريين وضرورة المطالبة بتعويضات لازمة لهم لعدم تكرار الجرائم الاسرائيلية البشعة.