نكتفي بما قدمنا من أمثلة حول المناهج الدراسية وتأثيرها علي العقول وهو قليل من كثير يحتاج لمراجعة, لنتعرف اليوم معا علي رأي المواطنين في هذه القضية من خلال زيارات وعدد كبير من الرسائل والتعليقات. وصلت من كتاب ومفكرين ومدرسين وأولياء أمور. كلها تثبت انها قضية تشغل بال المصريين علي اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية والاجتماعية يدركون بذكائهم وبتعاليم دياناتهم السمحة انها قضية جوهرية تؤدي الي غرس قيم نسعي بعد ذلك لعلاجها بلا جدوي, لان التفرقة تغلغلت في النفوس منذ الصغر. {{{ ولعل من أهم ما وصلني, كتاب التعليم والمواطنة للدكتور محمد محمد منير مجاهد ومجموعة من المفكرين, تناولوا بموضوعية ودراية عواقب الأسلوب الحالي للتعليم أدعو لقراءته, وأمامي بحث قيم لأولي قاضيات مصر المستشارة الوطنية النابهة تهاني الجبالي حول التدين في مجتمع متعدد الأديان يصلح أن يكون نبراسا هاديا. أشير هنا أيضا إلي مقالات ثلاثة تؤكد ما نهدف اليه من تحاشي مخاطر الدولة الدينية, بذكاء شديد يؤيد د.محمود أبونوارج الاستاذ بطب الازهر ماكتبنا وينتقد مقالا منشورا حول كيف يتعامل المسلم مع السيول متسائلا: ما هذا الهزل, هل هناك طريقة للتعامل مع السيول مختلفة بين المسلم والمسيحي واليهودي لماذا لم يقدم المقال أية حلول لمواجهة السيول سوي الدعاء؟ أما المقال الثالث فهو دراسة جادة وافية للاستاذ محمد عويس الاستاذ بكلية العلوم حول السيول المخاطر والوقاية تتناول الوسائل العلمية لمواجهة اخطار السيول وكيف يتعامل المواطنون معها ومسئولية الاجهزة المعنية. الفرق بين هذه المقالات هو الفرق بين أسلوب الدولة الدينية الذي يقوم علي مجرد التعبد وطقوس الأديان وأسلوب الدولة المدنية التي لا تتخلي عن الأديان لكن تواجه المشاكل بأسلوب يقوم علي العقل والعلم الذي هو من نعم الله علي الانسان هذان الأسلوبان في الفكر يعيشان جنبا الي جنب في مصر.. وأصبح علينا أن نختار بتحديد أسلوب التعليم. {{{ في زيارة لإحدي المدارس قالت لي مدرسة محجبة.. واذا بها تقول لك حق ان المرجعية الدينية مبالغ فيها, وكثيرا مالا ترتبط بموضوع الآيات الكريمة في هذه السن ثم أضافت أن الأطفال في المدرسة أصبحوا قسمين المسيحيين معا والمسلمين معا بالله عليكم لا تقسموا المجتمع!! وأثبت بحث الواقع صدق ما تقول.. نحن حقا نقسم المجتمع ونشطر المواطنين منذ الصغر الي شطرين حسب عقيدتهم الدينية ثم نطالبهم بالوحدة ندعو للمساواة والمواطنة بينما نحن نغرس الفروق, الاختلافات. ما يحدث هو الآتي: الآيات الكريمة والاحاديث النبوية التي يحفظها الطلبة في سن مبكرة كلها من القرآن الكريم الذي هو كتاب ايمان البعض دون البعض الآخر.. يدرك المسلم أنها ليست عقيدة زميلة ويدرك المسيحي انها لا تخص عقيدته. يتعجب المسلم أن أخاه المسيحي لا يعرف القرآن ولا ينتمي لهذه الآيات, ويتعجب المسيحي أن زميله لا يعرف الانجيل بل لا يعرف عنه شيئا يبدأ أهل الانجيل النظر إلي أهل القرآن علي أنهم غرباء وينظر أهل القرآن لغيرهم علي أنهم مختلفون ماذا فعلنا؟ إننا بذلك كما قالت نقسم الصغار ونشطر الطلبة إلي فريقين يبدأ كل طفل يقترب إلي مجموعته وينظر إلي الآخر المختلف علي أنه مخطئ أو خاطئ. هذا هو الخطر الحقيقي وهذا ما نفعله عندما نجعل المرجعية الدينية والأفضلية الدينية هي أساس المناهج وأساس التعامل. {{{ إن القضية لا تتعلق بعظمة القرآن لغة ومعني ولا تمس تقديرنا الكبير لكتاب كريم نحترمه ونبجله.. إنها ليست مسألة دينية بل قضية اجتماعية أو علي الاصح مشكلة اجتماعية تربوية ويدرك خطورتها كل مواطن مؤمن مستنير. إننا مجتمع متعدد الاديان وعلينا احترام ذلك, وهو ما أدركه بعض الوطنيين المستنيرين من أعضاء هيئة التدريس الذين استوعبوا حقيقة دينهم ومصلحة وطنهم. * تقول المدرسة فاطمة لعل أحد أسباب هذا الانقسام هو تكرار الحديث الشريف المرء علي دين خليله فاحذر من تصادقه وأن الصغار أحيانا يسيئون فهم ذلك الحديث علي أنه يمنع المسلم من مصادقة المسيحي!! * مدرس اللغة العربية يري أن اللغة العربية أفضل وسائل تعليم اللغة وأؤيده في ذلك ولكن علي أن يكون ذلك في سن يفهم فيها الدراسون اللغة والمعني ويدركون أن الاختلاف لا يدعو للخلاف. وهو يعترف بانه لم يكن يدرك معني المواطنة ويقترح توعية هيئات التدريس بابعادها كما يشير بصراحة الي أن حوائط المدارس كلها ملصقات اسلامية اي ترتبط بالعقيدة الدينية وليس بالوطن. * مس عبدالعزيز مديرة مدرسة خاصة تقول أن الأطفال لدرجة كبيرة أصبحوا ينقسمون لفريقين فريق الكريست اي المسيحيين واسلاميست أي المسلمين وهذا خطر لابد من تحاشيه. * يشكو مدرس انه في إحدي الانشطة المدرسية امتنع صبي عن زرع شجرة سأله المشرف لماذا؟ قال حفظنا أن المسلم اذا زرع شجرة له ثوابه.. وانا مسيحي!!!. {{{ وفي المقابل هناك مدرسون ومدرسات يزيدون النار اشتعالا بما يقولون وبما يفعلون.. يخالفون القانون والدستور والتعاليم الصحيحة للاسلام, هؤلاء لهم ملف ضخم وسجل مشين ولابد من محاسبتهم.