كثيرا ما نشاهد مثل هذه العروض التي نصفها بأنها تقدم لنا لغة الجسد أي أنها تبتعد تماما عن لغة الإنسان العادية التي مصدرها الفم الي لغة للجسد مصدرها هو جسم الانسان فقط. العرض هنا ديكوراته عبارة عن مجموعة تشبه السقالات تمتلئ بها خشبة المسرح في زيورخ ثم نشاهد الإنسان وهو يحاور بالجسد وهو يقاتل بالجسد وهو يستعطف بالجسد وهو يمارس كل ما تترجمه الي لغة حية من خلال ذلك الصمت الرهيب الذي يلف المسرح بأكمله خشبة المسرح وصالة المتفرجين التي تتحول الي كتلة خرساء. النص في البداية بين بعض الاصدقاء والذين من خلال المشاجرات الخفيفة أو علي الأصح الهزار الشديد تبدأ المشاجرة.. خفيفة في البداية مجرد عتاب ثم شديدة في النهاية بعد ان تلقي كل خصم لطمة بدت أقوي من المتوقع. ثم تتحول الي مبارزة.. تشبه المصارعة الحرة والتي تصل بنا الي كتم الأنفاس ونستغرب كيف كل هذه الضربات لا تصيب المقاتلين بالفعل أو تقتلهم خاصة مع أصوات نسمعها ولكنها ليست من الفم ولكنها من الضرب وهنا نستشعر الي حد بسيط تلك الموسيقي أو المؤثرات الصوتية التي تقدم لنا صوت الضربات بالضبط كما في الواقع. ثم هناك فترة مرح بين فتيات تشهدها من خلال حركة بالغة الرشاقة تزيدها الموسيقي رشاقة وعذوبة وبالطبع كل هذا من خلال صمت الفم تماما. ثم نأتي لشاب وفتاة يبدوان في نزهة ثم يتم ما يباعد بينهما وليبدأ الشجار ولكن الخفيف الذي ينتهي بالشاب والفتاة وقد دفعها الإنهاك إلي الاستسلام علي أحد السقالات. برغم كثرة ما نشاهده من المسرح الصامت أو مسرح لغة الجسد.. لكن يبدو أن هناك تطورات كبيرة تمت في هذه النوعية من العروض لنستمتع بها أكثر من العروض المعتادة التي شاهدناها لمثل هذه المسرحيات.