مع اشتداد المخاوف من كساد آخر جديد, انخفضت أمس أسعار الأسهم الأوروبية والآسيوية لليوم الثاني علي التوالي مثقلة بالمخاوف من حدوث تباطؤ في النشاط الاقتصادي العالمي. فقد منيت الأسهم الأوروبية بتراجع حاد في بداية تعاملاتها أمس بسبب تجدد المخاوف من أزمة الديون الأوروبية, وتراجعت الأسواق الأمريكية بعد صدور بيانات اقتصادية مخيبة للآمال, حيث هوت بورصة وول ستريت مساء أمس الأول- الخميس- لتفقد المؤشرات الرئيسية بها أكثر من ثلاثة في المائة, مما دفع أسعار الذهب إلي مزيد من الارتفاعات التي وصفت بالتاريخية. وأوروبيا, دفعت عمليات بيع الأسهم علي مستوي العالم مؤشر داكس الألماني إلي أدني مستوياته منذ نوفمبر عام2009, حيث أعلن بين بوتر محلل الأسواق لدي شركة آي جي أن المستثمرين عرضوا الأسهم للبيع بأسعار متدنية لخوفهم الشديد من حالة النظام المصرفي الأوروبي, فضلا عن المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي, وتراجع مؤشر داكس المؤلف من30 سهما إلي5359.71 نقطة. وهوت بورصة باريس في بداية التعاملات أمس, حيث تراجع مؤشرها الرئيسي كاك المؤلف من40 سهما بنسبة3.43% أو102.93 نقطة بسبب المخاوف من حدوث ركود في الولاياتالمتحدة والشكوك حول قدرة البنوك علي تمويل نفسها. وفي لندن, انخفض مؤشر فوتسي المؤلف من100 سهم إلي156.47 نقطة, أو بنسبة3.07%. وفي البورصات الآسيوية, انخفضت الأسهم الصينية بنسبة1% تقريبا عقب انخفاض الأسهم الأمريكية بسبب تزايد المخاوف من تعرض الاقتصاد العالمي لركود مضاعف. وانخفض مؤشر بورصة شنجهاي المجمع الرئيسي بنسبة0.98% أو بواقع25.11 نقطة, ليغلق علي2534.36 نقطة. وفي طوكيو تراجعت الأسهم اليابانية في ختام تعاملاتها للأوراق المالية متأثرة ايضا بالخسائر التي منيت بها بورصة وول ستريت والأسواق الأوروبية, ففقد مؤشر نيكي القياسي المؤلف من225 سهما192.09 نقطة أو ما يعادل2.15% ليصل إلي8751.67 نقطة. كما هوت الأسهم في بورصة سول بعد أن أثر استمرار القلق بشأن الاقتصاد الأمريكي ومخاوف الديون في منطقة اليورو علي معنويات المستثمرين, فخسر مؤشر كوسبي القياسي115.7 نقطة من قيمته أو ما يوازي نسبة6.2%, ليغلق علي1744.88 نقطة, في أكبر خسارة يومية بالنسبة المئوية منذ الأزمة المالية العالمية أواخر عام.2008 وتراجعت الأسهم في التعاملات المبكرة في بورصة سنغافورة امس عقب الخسائر التي منيت بها بورصة وول ستريت حيث هوي مؤشر ستريتس تايمز بمقدار70.17 نقطة أو بنسبة2.5%, ليصل إلي2754.15 نقطة بعد فترة قصيرة من بدء جلسة التداول. وفي غضون ذلك, أعلن وين جيا باو رئيس وزراء الصين خلال زيارة جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي الي الصين أن بلاده علي ثقة من أن الاقتصاد الأمريكي سيعود إلي مسار النمو القوي. ومن جانبه, أكد شي جين بينج نائب الرئيس الصيني أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم لن ينحدر الي الركود مع محاولة الحكومة إبطاء التضخم. أما في اليونان, فقد أكد وزير المالية اليوناني أن اقتصاد بلاده سينكمش بأكثر من4.5% هذا العام, وأضاف أنه لن تكون هناك حاجة للمزيد من الاجراءات التقشفية إذا التزمت اليونان ببرنامجها. وفي سوق البترول, هبط سعر الخام الأمريكي في العقود الآجلة بأكثر من ثلاثة دولارات للبرميل, مواصلا موجة البيع بسبب تجدد المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي وتداعياته علي الطلب علي الوقود. وجري تداول مزيج برنت خام القياس الأوروبي عند مستوي105.34 دولار للبرميل منخفضا1.65 دولار, وهبط سعر الخام الأمريكي2.74 دولار للبرميل إلي79.64 دولار. وفي سوق العملات, تراجع اليورو علي نطاق واسع أمس متأثرا بموجة بيع للأسهم الأوروبية بسبب مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة ومخاوف بشأن البنوك الأوروبية جعلت المستثمرين يتخلصون من الأسهم ويقبلون علي سندات الخزانة الأمريكية, فارتفع الفرنك السويسري مستفيدا من الطلب علي العملات التي تعتبر ملاذا آمنا, لكن مكاسبه محدودة بسبب استمرار التكهن بأن السلطات السويسرية ستتدخل مجددا للحد من صعود العملة. وهبط سعر اليورو إلي أدني مستوي مسجلا1.1257 فرنك, وتراجع سعر اليورو كذلك أمام الدولار منخفضا0.4% إلي1.4266 دولار. أما سعر الذهب, فقد تحدد سعره في إغلاق جلسة التعاملات الصباحية في لندن أمس علي1834 دولارا للأوقية, ارتفاعا من1824 دولارا في الجلسة السابقة أمس الأول, وذلك بعد أن كان قد وصل خلال التعاملات أمس إلي رقم تاريخي يبلغ1860 دولارا, بينما بلغ سعر الذهب للعقود الآجلة في الولاياتالمتحدة1850 دولارا للأوقية.