في رمضان نقرأ القرآن, وفي القرآن خبر ما فات ونبأ ما هو آت, لما أرسل نبي الله سليمان الهدهد بكتابه إلي أهل سبأ وملكتهم قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم(29) إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم(30) ألا تعلو علي وأتوني مسلمين( النمل31) ولما تبين لها الحق بعد دخولها الصرح قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين( النمل44) فسليمان ملك بني إسرائيل كان مسلما, وهيكل سليمان المزعوم الذي يريدون هدم الأقصي بحثا عنه لو كان حقا هناك فدخلوه لوجدوا مكتوبا فيه بسم الله الرحمن الرحيم فماذا سيفعلون عندئذ؟ قطعا سوف يكتمون الحق ثم تصف ألسنتهم الكذب وهم يعلمون, وقد فعلوا ذلك من قبل حين بشرهم عيسي عليه السلام بالنبي المصطفي وإذ قال عيسي ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين( الصف6). يعرف بنو إسرائيل وأحبارهم هذا كما يعرفون أبناءهم, بل يعرفون ما هو أكبر, يقول الله تعالي في سورة الإسراء وقضينا إلي بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا(4) وتصف الآيات كيف قصمهم الله في المرة الأولي حتي تصل لقوله تعالي فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا(7) وهم يشعرون في قرارة أنفسهم أن وعد الآخرة قد اقترب وحانت أشراطه, وهاهم يبلون نداء المصير المحتوم فينزحون من أركان الأرض الأربعة الي فلسطين حيث موعدهم جميعا مع قضاء الله الذي لا مرد له فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا( الإسراء104). من أجل هذا يشعر الصهاينة بالخوف الشديد فيكدسون لديهم السلاح والقنابل النووية لعلها أن تمنعهم من الله, ولكن هيهات هيهات فقد قضي الله أمرا وكان أمره مفعولا. د.يحيي نورالدين طراف