خيم الوضع في سوريا علي العلاقات الايرانية بجميع اطراف المجتمع الدولي بداية من سوريا نفسها ومرورا بتركيا وروسيا واوروبا وقطعا الولاياتالمتحدة التي تري في ايران العدو الاكبر لمصالحها في منطقة الشرق الاوسط.. لذلك دعونا نلقي نظرة علي المتغيرات الجديدة التي أحدثتها الاحداث في سوريا تلو نظرنا الي العلاقات الايرانية السورية نجد ان سوريا هي الحليف الاكبر لإيران في المنطقة العربية وان النظام السوري يعد من أهم الاعمدة التي يعتمد عليها النظام الايراني في محاولة انصهار ايران مع الدول العربية لذلك نجد ان طهران من أشد المؤيدين للنظام السوري علي الرغم من تأكيداتها بأنها تدعم حق الشعوب في التعبير عن حريتهم والمطالبة بحقوقهم المشروعة لكنها ترفض في الوقت نفسه التدخل الأجنبي الذي يستغل المطالب الشعبية لإثارة الفتن وتغيير مسار ثورات الشعوب الي الاتجاه الذي يخدم مصالح الغرب ومع ذلك لا تمنع نفسها من الخروج بتصريحات بأن هؤلاء المناهضين من السوريين ضد الرئيس بشار ما هم الا فئة مندسة( علي الطريقة المصرية سابقا والعربية حاليا) تحاول ضرب استقرار سوريا وانهم يعملون لمصلحة الكيان الصهيوني وكل ذلك لأن ايران تعرف تمام المعرفة ان سقوط النظام السوري يعني عودة ايران الي نقطة الصفر او نقطة البداية من جديد في المنطقة العربية بعد ان قطعت شوطا كبيرا في التقارب مع بعض الدول العربية باستثناء دول الخليج التي تري في ايران خطرا كبيرا علي المنطقة لاسيما من خلال برنامجها النووي المثير للجدل والذي يثير حفيظه دول الخليج العربي سواء اعلنت ذلك ام سربته تسريبات ويكليكس ولا يمكن ان نغفل محاولات ايران لعودة العلاقات مع مصر بعد الثورة المصرية من أجل تثبيت مكانتها وزيادة دورها الاقليمي في المنطقة الذي تطمع في تدعيمه من خلال عودة العلاقات المصرية الايرانية وظهر ذلك من خلال دعوة المسئولين المصريين الي زيارة طهران لذلك تبذل ايران كل ما بوسعها من أجل بقاء نظام الرئيس بشار الاسد حتي لا تخسر كل ما حققته من مكاسب في الفترة الاخيرة ومع ذلك لا نعرف حقيقة الاقاويل التي انتشرت عن قيام ايران بإرسال شحنة أسلحة الي سوريا لمساعدة النظام السوري في قمع الاحتجاجات التي تشهدها سوريا فرغم نفي ايران لهذه الاقاويل واتهام الغرب بمحاربة ايران وتشويه صورتها أمام المجتمع الدولي حيث خرجت هذه الاقاويل من ألمانيا فإن تأكيدات وزير الخارجية التركي ضبط الشحنة يضعف من موقف ايران ويؤكد تلك الاقاويل وينذر ببوادر أزمة في العلاقات الايرانية التركية اذا ما تطور هذا الامر أبعد من ذلك رغم ان تركيا بالاضافة الي البرازيل يعتبران من الدول التي تثق فيهما ايران من خلال لعب دور الوسيط في اعلان ايران الخاص بتبادل الوقود علي الاراضي التركية بضمان تركيا والبرازيل ولكن خروج تأكيد من تركيا بضبط الشحنة الايرانية وسكب الزيت علي النار من قبل الغرب والولاياتالمتحدة قد يحدث تغيير في المعادلة الدولية وتفقد ايران أحد الداعمين لها وهي تركيا. واذا نظرنا الي العلاقات الايرانية مع اوروبا نجد ان هناك تخوفا إيراني روسي من التدخل الاوروبي في سوريا لأن المتابع الجيد للاحداث يجد ان هناك بعض التلميحات من قيام حلف شمال الاطلسي بالتخطيط لشن حملة عسكرية ضد سوريا لاسيما بعد قرار مجلس الامن الدولي بإدانة سوريا والقمع الوحشي الذي يمارسه النظام السوري ضد المتظاهرين ولعل دخول حلف شمال الاطلسي الي سوريا يهدف علي المدي البعيد الي تضييق الخناق علي ايران وهو ما فطنت اليه روسيا وأعلنت انها لن توافق علي اي قرار عسكري ضد سوريا فقد تعلمت روسيا الدرس من خلال ليبيا وان هناك ابعاد اخري وراء التدخل في سوريا وليس انقاذ الشعب السوري من بطش نظامه كما عللوا دخولهم ليبيا فقد أعلنت روسيا موقفها صراحة ولا ننسي ان روسيا تعد الحليف الاكبر لإيران علي المستوي الدولي وكم كانت حجر عثرة امام الولاياتالمتحدة في صراعها مع ايران حول برنامجها النووي كما انها هي التي قامت بتصنيع اول محطة نووية في ايران وهي محطة بوشهر الكهروذرية التي سيتم تدشينها في نهاية الشهر الجاري بحضور الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وأحد قطبي الرئاسة في روسيا فلاديمير بوتين رئيس الحكومة والمرشح المحتمل للرئاسة في روسيا او الرئيس الحالي فلاديمير ميدفيديف لذلك ليس هناك غرابة في موقفها من التدخل العسكري في سوريا حتي لا تكون هناك فرصة للضغط علي ايران. اما العلاقات الايرانية الاوروبية فهي متقلبة ولا تسير علي وتيرة واحدة فمنذ شهور قليلة قام الاتحاد الاوروبي بتوقيع عقوبات أحادية الجانب علي ايران تحت الضغوط الامريكية التي تمارسها الادارة الامريكية علي الاتحاد الاوروبي وخرجت ايران في ذلك الوقت تتهم الاتحاد الاوروبي بالتبعية للولايات المتحدة ولم يكن هذا الاتهام الي الاتحاد الاوروبي فقط بل ايضا الي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأمينها العام يوكيا امانو والان بعد الاحداث التي تشهدها سوريا نجد ان لغة الحوار قد اختلفت في التصريحات الايرانية بداية من الرئيس الايراني حتي مندوبها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية, فبدأت التصريحات الايرانية تخطب الدول الاوروبية وانه من الممكن ان يكون هناك علاقات قويه بين الطرفين ولكن بشرط عدم الرضوخ للضغوط الامريكية التي تسعي الي التأثير علي العلاقات بين ايران وأصدقائها من الدول الاوروبية. وعن العلاقات الايرانيةالامريكية حدث ولا حرج بل من الممكن الا نقول العلاقات بل نقول الصراع الايراني الامريكي الذي لا ينتهي فقد بدأ عندما أعلنت ايران في عام2003 انها ستحاول الحصول علي الطاقة النووية ومن هنا بدأ الصراع حول البرنامج النووي الايراني حتي يومنا هذا, فالولاياتالمتحدة استطاعت في الماضي القريب تحويل ملف سوريا الي مجلس الامن كوسيلة للضغط علي ايران والادارة الامريكية لا تتواني في توجيه الاتهامات الي النظام الايراني بالعمل علي تصنيع قنبلة نووية انها تخفي اغرضا عسكرية وراء برنامجها النووي وتكاد تكون هذه التصريحات شبة يومية ما يترتب عليه من تصريحات ايرانية بالدفاع عن برنامجها النووي وانه للاغراض السلمية للدرجة التي اخرجت الرئيس الايراني ليقول ان من يريد امتلاك سلاح نووي هذه الايام فهو مجنون. وتحاول طهران خلال هذه الايام تهدئة المجتمع الدولي ضدها لأنها علي مشارف خطوة تعد هي الاكبر في صراعها مع الولاياتالمتحدة حيث تدشين محطة بوشهر النووية التي تعد تتويجا للتعاون بين طهران وموسكو ضد الادارة الامريكية التي اعتقدت انها من خلال اربع جولات من العقوبات استطاعت الحد من التقدم النووي الايراني الذي كلما اعتقد الامريكيون انهم استطاعوا ارجاع البرنامج النووي الايراني خطوة للخلف تقدم الايرانيون خطوتين للامام ومع كل حزمة عقوبات تخرج ايران بإنتصار جديد بسبب تمسكها بحقها في استخدام الطاقة النووية كحق مشروع لها لا يمكن المساس به فهل تمر الايام حتي يتم تدشين المحطة بنهاية اغسطس الجاري ام يكون للولايات المتحدة رأي أخر ونحن في انتظار الاجابة حتي اشعار اخر