ولد القارئ الشيخ سيد متولي بقرية الفدادنة مركز فاقوس بمحافظة الشرقية في أسرة يعمل عائلها بالزراعة كبقية اهل القرية. كان والده يتطلع الي السماء داعيا رب العزة أن يرزقه ولدا بعد البنات الاربع ليكون لهنرجلا بعد وفاته. وكانت الأم في شوق الي ابن يقف بجوار شقيقاته الاربع بعد رحيلها حتي تطمئن علي بناتها بوجود أخ لهن عند الشدائد والملمات ويجدنه بجوارهن دائما. وتأكيدا لرغبة الأم الشديدة في إنجاب غلام حليم دعت الله ان يهبها ولدا لتهبه لحفظ القرآن الكريم ليكون احد رجال الدين وخادما لكتاب الله عز وجل وعاملا بحقل الدعوة الاسلامية واستجاب الولي لرجاء الوالدين ورزقهما بطفل ليبعث في نفسيهما الامل ويبث في قلبيهما السكينة والاطمئنان. عم الفرح البيت بمقدم الوليد وسهرت الأم ليلها ونهارها ترقب نمو ابنها متمنية ان تراه رجلا بين عشية وضحاها وتعاقب الليل والنهار وتوالت الشهور وبلغ الابن الخامسة من عمره فأخذه ابوه وذهب به الي كتاب القرية الي الشيخة مريم السيد رزيق التي ستقوم بتلقينه الآيات والذكر الحكيم. وتعاهد الاثنان والوالد والشيخة علي الاهتمام بالابن سيد متولي أدق ما يكون الاهتمام, ورعايته افضل ما تكون الرعاية فتعاون البيت مع الكتاب مع الطفل ابن الرابعة حتي يتفرغ الطفل ابن الرابعة لحفظ القرآن ومراجعته واجادة نطقه. وجدت الشيخة مريم علامات النبوغ لدي تلميذها فانصب اهتمامها عليه وعاملته معاملة متميزة لتصل به الي حيث تضعه الموهبة دون تقصير من المحفظة التي تخرج علي يديها وفي كتابها مئات من الحفظة مما مكنها من معرفة إمكانات الموهوب كملقنة لها خبرتها ونظرتها الثاقبة. يقول الشيخ سيد متولي عن مرحلة الطفولة:( ولولا الشيخة مريم وفضلها علي ما استطعت إتقان القرآن بهذا الاتقان. ومازلت أذكر محاسنها وإمكاناتها وأمانتها في التحفيظ والتلقين والصبرعلي تلاميذها وكيفية التفاني في الحفظ بطريقة تميزها علي بقية المحفظين, بالاضافة الي قناعتها بما كتبه الله, ولانها مكفوفة اعتبرت عملها تقربا الي الله وكانت تردد لنا قول النبي صلي الله عليه وسلم:( خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وعندما يتخرج في كتابها حافظ وقارئ تجدها اسعد من في الوجود وكأنها ملكت الدنيا في قبضتها واقتربت من ابواب الجنة باعتبارها من ورثة العلماء.. وهي الآن مازالت تحفظ القرآن متمتعة بالقبول والرضا ويكفيها من الخير أنهم يزفون اليها البشري من ربهم بأن لها من الله اجرا عظيما. ولما بلغ الفتي القرآني سيد متولي السيد عبدالعال الحقه والده بالمدرسة الابتدائية بالقرية فلم ينشغل بالدراسة عن الكتاب لأن القرآن كنز الدنيا والآخرة. عرف الشيخ سيد متولي بين زملاء المدرسة واشتهر أنه قارئ للقرآن وسعد به المدرسون وقدموه لتلاوة القرآن كل صباح بالمدرسة, وكثيرا ما افتتح الحفلات التي كانت تقام في المناسبات المختلفة بالمدرسة, وكان يتردد علي كتاب الشيخة مريم حتي أتم حفظ القرآن كاملا وهو في سن الثانية عشرة من عمره حتي اصبح قارئ القرية في المناسبات والمآتم البسيطة واحيا ليلة الخميس والاربعين فنجح في ذلك بتفوق فأشار بعضهم علي والده ان يذهب به الي الشيخ( الصاوي عبدالمعطي) مأذون القرية ليتلقي عليه احكام التجويد, وخاصة انه يجيد حفظ القرآن وتلاوته بصوت قوي وجميل ولاينقصه إلا دراسة الاحكام وأجاب الوالد لتوجيه المقربين إليه وذهب بابنه الي الشيخ الصاوي, حيث علمه احكام التجويد برواية حفص بإتقان مكنه من تلاوة القرآن بجوار عمالقة القراء. بعد عام1980 وصلت شهرة الشيخ سيد متولي الي المحافظات وامتدت في نفس العام في بعض الدول العربية والاسلامية من خلال تسجيلاته علي شرائط الكاسيت التي جعلته اشهر قراء الاذاعة وتفوق علي كثير من قراء الاذاعة من حيث الشهرة وحب الناس له. ويرجع سبب هذا التفوق الي تمتعه بصوت قوي جدا وطول في النفس بغير شهيق وصوت رخيم عريض جميل, وقدرته علي التلوين وفهمه لمعاني كلمات القرآن متميزا علي زملائه بأرتداء الطربوش( المغربي) الذي كان يرتديه الشيخ ابو العينين شعيشع في بداية حياته مع القرآن. قام الشيخ سيد متولي بتسجيل القرآن لبعض الاذاعات العربية له تسجيلات تذاع بالاردن وايران وبعض دول الخليج. وهو الآن اصبح من مشاهير القراء الاذاعيين وخاصة بعدما دخلت تسجيلاته كل بيت وفي كل يد وخاصة السيارات والمحلات المنتشرة في اكبر ميادين المدن الكبيرة. ويقول عن سبب شهرته وانتشاره بقوة:( والسبب الحقيقي في شيوع صيتي هو انني اراعي الله في تلاوتي لكتابه.. والقارئ اذا كان مخلصا للقرآن وللناس فلن يجد إلا القبول والتوفيق.. وعن علاقاتي فهي جيدة مع كل الناس وخاصة زملائي القراء ولكن في حدود, لأني دائما أراجع القرآن في أوقات الفراغ. وأما عن التقليد فلست من مؤيديه لأن الناس دائما يحنون الي الأصل, وهذا لا ينفي التقليد فكل قارئ يبدأ مقلدا ولكن في الوقت المناسب يجب أن يستقل بشخصيته وطريقته التي تميزه)..