اليوم طلقت زوجتي, وشعرت بندم كبير علي ذلك, لكنني كنت مضطرا اليه رغما عني بعد أن أصبح حسن المعاشرة بيننا مستحيلا..وقد اجتاحتني وقتها مشاعر مختلطة ووددت لو انتهي الأمر سريعا! مشهد الطلاق كان صعبا وحاولت زوجتي أن تتحدث الي فأعطيتها الفرصة لكنها تحدثت بنفس اللهجة الساخرة التي لم أكن أحبها والقت باللوم فيما حدث بيننا علي آخرين ليس لهم وجود في حياتي وقضت علي بصيص الأمل الذي كانت أشعته تتسلل الي قلبي الحزين والمجروح. ولك أن تعلم ياصديقي أن لي ولدا منها قد زادني جرحا وألما ماكان قلبي الضعيف أن يتحملهما ولكنها الأقدار التي ساقتني الي هذه اللحظة الفاصلة لكي أنهي هذا الارتباط والرباط المقدس بكامل ارادتي. ولا اخفيك أنني كنت وقتها كمن يساق الي الموت بلا رحمة..ولم أكن أدري أن هذا الرباط يحمل بين جوانبه كل هذا الخشوع وكل هذه الحرمة.. ولم أكن أفهم لماذا يهتز عرش الرحمن حتي فهمت السبب الآن! لقد وقفت زوجتي مترددة وهي تنظر الي الكتاب الذي ستوقع فيه طلاقها بنفسها وبرغبتها فذكرتني بوقفتها عندما كانت توقع عقد زواجنا قبل ست سنوات, وبدلا من زغاريد الفرح التي كانت تنطلق من هنا وهناك ترددت العبارات الحزينة وتحركت الشفاه المرتعشة لتقول لا حول ولا قوة الا بالله وظلت مترددة في التوقيع حتي قال لها المأذون وقعي أو انصرفي الي بيتك فنظرت الي فلم أجبها فوقعت علي كتاب الطلاق ثم انصرفت.. ووقفت بعيدا لكي ترضع ولدي الذي لن يري اباه ولن تنطق به شفتاه!فيا كل العقلاء يا كل الحكماء.. ياكل القضاة أتوسل اليكم بكل ماتحملون في ثناياكم من خير وحكمة: اعطوا الزوج الف فرصة فليس هناك مبرر لهدم أسرة, فعرش الرحمن يهتز, ومرارة في القلب لن يمحوها ألف عرس. هذه الرسالة تلقيتها من د.حمادة داود وهي خلاصة تجربته الأولي في الزواج ولم يشرح فيها الأسباب التي ادت به الي طلاق زوجته ولا العناصر الأساسية في قصة زواجه بها علي مدي ست سنوات, ولكن علي أي حال اقول له: اننا نصنع السعادة والشقاء بأيدينا فكل انسان علي نفسه بصير وبإمكانه ان يدير شئون حياته الزوجية بين الشد والإرخاء حتي تسير الامور ويتوصلان معا الي منهج وسط يلبي رغبات الطرفين ويمنع الوصول الي هذه اللحظة القاسية التي ما كان يجب الوصول اليها إلا إذا استحالت العشرة تماما. والواضح من ثنايا كلماتك انها كانت تتعامل معك بأسلوب الند وربما كانت تسخر من بعض آرائك وتصرفاتك, وهذا هو السبب الذي دفعك الي تطليقها بإصرار وعناد برغم انها كانت ترغب في استمرار الحياة بينكما علي النحو الذي تحدثت به لكني اراك تطلب في النهاية اعطاء الزوج الف فرصة قبل اتمام الطلاق بما يوحي انك ايضا كنت تود استمرار الحياة الزوجية املا في ان ينشأ ابنك في كنفكما معا. إذن انت تعاني من حالة تخبط واضحة في التفكير وهو امر قد يؤثر عليك كثيرا في المستقبل فإذا كنت قد طلقتها بالفعل فعليك ان تطوي صفحتها وان تبحث عن شريكة حياة أخري تدرس طباعها جيدا وتصل الي نقطة تلاق معها, وتعيدان معا بناء حياة جديدة, ولاتنسي ابنك الذي يجب ان تحرص علي رعايته والسؤال عنه لكي ينشأ تحت ناظريك. أسأل الله لك الهداية والتوفيق ولعل رسالتك تكون جرس انذار للشباب فيفكرون ويفكرون قبل الاقدام علي الطلاق الذي لاتخفي عواقبه علي احد, والله المستعان.