العمل.. وحلم التغيير! الكل يتحدث عن مصر المستقبل تحت رايات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكل يحلم بوطن نباهي به الأمم.. ولكن هل الكلام وحده يكفي لبلوغ الأهداف والمقاصد وهل الأحلام تتحقق من تلقاء نفسها لتصبح شيئا ملموسا علي أرض الواقع؟ لا الكلام وحده ولا الأحلام وحدها تكفي لصنع التغيير ولكن بالعمل فقط يمكن أن يتحقق ما هو أكثر من التغيير المنشود فالعمل تحت رايات الجدية والإصرار والعزيمة الصادقة هو السبيل الوحيد لصنع التغيير. إن علينا أن نؤمن بأن التغيير- مهما اتسعت آفاقه ومجالاته- يمكن تحقيقه بشرط أن نحسن اختيار وترتيب الأهداف ثم نواصل العمل دون كلل أو ملل من أجل توظيف الطاقات والقدرات المتاحة أفضل توظيف. إن العمل والعمل وحده هو الطريق الوحيد المضمون لصنع التغيير الذي يلبي الأحلام والطموحات المشروعة ودون التعلق بأحلام وطموحات تتجاوز حدود القدرات والإمكانيات المتاحة لأن ذلك يمكن أن يقود إلي تعثر وارتباك يمثل بداية فقدان الثقة بالنفس وسيطرة مشاعر اليأس والإحباط وتراجع بواعث الأمل والتفاؤل مما يؤدي إلي فقدان الهمة وتناقص النشاط وعدم الإقبال علي العمل بنفس الحيوية التي كانت قائمة قبل الانزلاق للرهان علي المستحيلات! أتحدث عن ضرورة إحياء ثقافة العمل خصما من ثقافة الكلام و الدردشة لأن الارتفاع لمستوي التحديات الراهنة والتحديات المستقبلية تحتاج إلي مزيد من الجدية ومزيد من الانضباط ومزيد من الدقة والإتقان في كل دواليب العمل علي طول وعرض مصر. أتحدث عن أجواء جديدة تحقق سرعة الانتقال من وضعية الالتفات الزائد للماضي إلي التنبه الضروري لاستحقاقات الحاضر والمستقبل حتي يمكن حشد طاقة المجتمع بأسره صوب ساحات العمل والبناء من خلال ترتيب دقيق للأولويات بحيث يصبح للعمل والعلم أسبقية تتقدم علي مناهج الارتجال والفهلوة وبرامج نشر الأوهام وإعادة بعث الخرافات! خير الكلام: كل عادة إذا لم تقاوم سرعان ما تنقلب إلي حاجة! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله