احتلت محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ، ونجليه علاء وجمال صدارة الاهتمام من جانب معظم الصحف العربية والعالمية الصادرة صباح اليوم . واعتبرت الصحف التي أفردت مساحات كبيرة في صفحاتها لتغطية هذا الحدث التاريخي ، وغير المسبوق إن هذه المحاكمة تأتى لتشكل منعطفا مهما في مسيرة الحكم الجديد بمصر وأن الشعب المصرى العظيم يواصل كتابة الصفحات الأولى من التاريخ العربي الجديد ، مؤكدة أن المصريين عاشوا لحظة تاريخية فارقة ، حيث جمع قفص الاتهام الرئيس السابق حسنى مبارك ونجلية ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى و6 من كبار معاونية.ورأت ان هذه المحاكمة تمثل نجاحا لإرادة الشعب المصرى الذى ثار على مبارك ، وأسقط نظامه ، ورموزه الدائرين فى فلكه. وقد تصدر هذا الحدث المهم الصحف العربية ، ففي لبنان أكدت صحيفة السفير ان الشعب المصرى العظيم يواصل كتابة الصفحات الأولى من التاريخ العربي الجديد، ولأنها مصر فهي تنجز هذه المهمة الجليلة بهدوء يتناسب مع خطورة قدراتها وموقعها وتراثها النضالى العريق وإحساسها المكين بجدارتها وأهليتها لدورها القيادي الذي لا بديل منه.وأوضحت ان مصر قدمت النموذج الراقى لمحاكمة أنظمة القتل فى الوطن العربى ، ووضعت نقطة النهاية لعصر الاستبداد والطغيان الذي غيب الأمة عن ذاتها فخسرت حاضرها وحقها في صناعة المستقبل الذي صادره أعداؤها لكي يحبسوها في زنزانة الماضي. واعتبرت صحيفة الأنواراللبنانية أن مشهد المحاكمة يحمل الكثير من الرموز ، والدروس والرسائل إلى الحكام العرب والشعوب.وأشارت الى ان .. " فرعون على سرير في قفص المحكمة ، وتجري محاكمته بعد ثورة شعبية حاول قمعها، وبناء على مطالبات الثوار الذين ليسوا في السلطة، وهو يواجه محكمة مدنية، لا محكمة ثورية ولا محكمة أمن دولة، ويحاكمه قضاة معينون في عهده بقوانين نظامه، وفي المكان الذى كان اسمه أكاديمية مبارك للأمن. والفارق الأكبر هو أن المحاكمة تدور في مناخ الثورات والانتفاضات التى تعم أكثر من بلد في هذا الربيع العربي.ورأت الصحيفة أن الدرس الوحيد الذي تعلمه الحكام العرب هو الخوف من تجربة بن علي ومبارك. فهم يرفضون التخلى عن السلطة ويستخدمون كل وسائل العنف والقمع للبقاء في مواقعهم وتجنب الوصول إلى قاعة محكمة. فيما أبدي الكاتب غسان جواد في مقاله بصحيفة اللواء استياءه من الصورة التي ظهر بها الرئيس السابق حسنى مبارك وهو نائم على سرير المرض أثناء المحاكمة.وقال جواد إن المحاكمة أمر مشروع والمحاسبة ضرورية وإحقاق العدالة محاولة تنقية للذاكرة من أجل الانتقال نحو المستقبل.لكنه دعا الى الابتعاد عن التشفى والغلو . وفي الكويت عبر رئيس تحرير صحيفة السياسة ، أحمد الجارالله المعروف بعلاقته الوثيقة بالرئيس السابق حسني مبارك عن غضبه لما تعرض له أثناء المحاكمة، داعيا إلى الابتعاد عن الانتقام في التعامل معه، وانتهاج سياسة الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا في التسامح.ودعا الجارالله، إلى تذكر أن مبارك فضل البقاء في وطنه..معتبرا أنه حين قرر ذلك كان يدرك الثمن الكبير الذي عليه دفعه جراء ذلك. وفي الأردن سردت الصحف وقائع جلسة محاكمة الرئيس السابق التى بثت على الهواء مباشرة ، وركزت على مشاهد حضور مبارك المحاكمة داخل قفص الاتهام على سرير طبى نقال ، وظهور نجليه علاء وجمال، اللذين يحاكمان معه في نفس القضية، داخل قفص الاتهام بالملابس البيضاء التي يرتديها المحبوسون احتياطيا.وأشارت الصحف الأردنية إلى الاشتباكات والتراشق بالحجارة بين المعارضين والمؤيدين خارج مقر المحاكمة. أما في قطر .. فاعتبرت صحيفة الوطن القطرية إن هذه محاكمة مبارك تشكل منعطفا مهما في مسيرة الحكم الجديد بمصر ..مضيفة ان المواطن العادي يترقب في كل ربوع مصر تطبيق معايير العدالة على كل من تثبت إدانته.وأوضحت الصحيفة أن انطلاق المحاكمة بهذا الشكل ، في إطار الثقة الراسخة بنزاهة القضاء المصري وتمسك هيئة المحكمة بالشفافية الكاملة، يضيف خطوة مهمة على طريق بناء دولة القانون في مصر. وأضافت .. " انه بعد عقود طويلة تفشى فيها الظلم وغابت فيها العدالة عن مؤسسات الحكم بمصر، يعود الآن إلى مفهوم العدالة الحقة معناه وجوهره".واختتمت الصحيفة القطرية افتتاحيتها بالتأكيد على ان "البداية التى تابعها المراقبون ، لتطبيق العدالة ، تنبيء ببدء مرحلة سياسية جديدة، يرجى لها الرسوخ والثبات " ، مؤكدة ان ارساء العدالة الحقة هو مفهوم ضروري، لا غنى عنه، لجعل كل أبناء مصر يطمئنون إلى نزاهة الحكم. وفي الجزائر جاء عنوان صحيفة الشعب الرسمية "مبارك فى قفص الاتهام على سرير المرض بعد 30 عاما من الحكم" معبرا عن مضمون ماجرى في جلسة المحاكمة الأولى ، كما حملت صحيفة الخبر الخاصة عنوانا " مبارك يحاكم على السرير ونجلاه يستعينان بالمصحف" .. واصفة هذه اللحظة بالتاريخية ، حيث يحاكم رئيس عربى بعد 30 عاما من الديكتاتورية.وتابعت .. " ان العالم شاهد محكمة مصرية نزيهة تطبق القانون وتدع للمتهمين حق الدفاع عن أنفسهم وتأمر للحاكم الظالم بكل وسائل العلاج والاشراف الطبي، إنها مصر الثورة..مصر العادلة..مصر الطيبة". وفي السعودية اعتبرت صحيفة الرياض إن محاكمة حسنى مبارك ، سابقة في التاريخ العربي الذي شهد قسوة الحكام في معظم تاريخه.ووصفت الصحيفة المحاكمة بأنها حضارية، لأنها استوفت شروط الادعاء والدفاع، وحضور الشهود ، مشيرة إلى أنها سابقة تعطي دلالة بأن القضاء المصري لايزال يملك استقلاليته ونزاهته، وهي بدايات لتقوية دوره في المستقبل. وتحت عنوان سلطان القضاء كتبت صحيفة الجزيرة في افتتاحيتها أنه "أمام سلطان القضاء لايوجد استثناء، وأن المرض لايحول دون محاسبة متهم، ولا تاريخه الطويل من العمل الوطني والخدمة العامة يشفع له لتجاوز ماارتكبه من فعل، ولا منصب سام سابق يمنع من أن يحاكم مثل غيره". وأكدت صحيفة اليوم إن مصر عاشت يوما استثنائيا في تاريخها الحديث ، فلأول مرة تتم محاكمة الرئيس السابق أمام القضاء المصري بتهم جنائية تتمثل في قتل المتظاهرين وتهم باستغلال النفوذ والفساد المالي". ونوهت الصحيفة إلى أن نقل المحاكمة على الهواء مباشرة ، يدل على أن القائمين على المحاكمة أرادوا ان يطمئنوا الرأي العام إلى مصير ثورتهم. من جانبها ، أبدت صحيفة المدينة تطلعها أن تتيح تلك المحاكمة عودة الهدوء إلى شوارع مصر، واستئناف العمل في كافة مواقع الإنتاج، باعتبار أن تراجع الوضع الاقتصادي يمكن أن يعرقل أي نمو سياسي حقيقي.