علي الرغم من اعلان حلف شمال الاطلنطي( الناتو) قبل بدء عملياته العسكرية في ليبيا بأنه لن يكون له أي دور بعد اسقاط نظام معمر القذافي في ليبيا وسيكون بعد ذلك دور الحكومه الانتقالية و ذلك طبقا لقراري الاممالمتحدة1970 و1973 الا ان اندرس فوج راسموسن الامين العام للناتو عاد و صرح منذ فترة ان الحلف سيبقي في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي لفترة طويلة لما يمتلكه من خبرة تساند الحكومة الانتقالية الجديدة في تدعيم الديمقراطية في الدولة الجديدة و نقل المؤسسات العسكرية و المدنية الي حكومة ديمقراطية جديدة. تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي توجه فيه انتقادات شديدة للحلف بسبب ادائه الذي لايلاقي قبولا في الوقت الحالي من بعض الدول و عدم حسمه للمعركة و توفير الحماية الاكبر للثوار رغم الضربات التي اشتدت وتيرتها في المرحلة الاخيرة و من اهم التقارير التي صدرت في الفترة الاخيرة من معهد مجلس العلاقات الخارجية الامريكي للابحاث حيث اعتبر ان مصداقية الحلف تعرضت لضربة بعد فشلة في تنفيذ ما يكفي من القوة العسكرية لتحقيق الاهداف التي تطمح اليها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا و التي تضع من ضمناولوياتها القضاء علي القذافي و نظامه, وفي تقرير للباحث في معهد' راند' التابع لوزارة الدفاع الاميركية روبرت هانتر اعتبر مجلس العلاقات الخارجية ان' حلف الناتو قد يتجه الي فشل محتوم بسبب ادائه العسكري حتي الان ضد قوات القذافي' مشيرا الي' حركة التراجع التي قامت بها الولاياتالمتحدة في حجم دورها في العملية العسكرية لصالح الناتو'. وبعدما يشير هانتر الي ان' واشنطن ولندن وباريس تتجنب فكرة التدخل العسكري البري علي الرغم من ان فرنسا كانت الاكثر حماسة للتدخل العسكري ضد ليبيا والذي يعكس ارتباكا من جانب حلف الناتو' قال ان' خطوة التراجع الأمريكية تشكل ضربة خطرة لمستقبل الحلف. وتحدث الباحث الأمريكي عن معادلة كانت قائمة منذ سنوات تقضي بالتزام الولاياتالمتحدة بالوقوف إلي جانب أوروبا حتي ولو لم تكن تواجه هذه القارة الاوروبية تهديدا حقيقيا فيما وقف الاوروبيون في المقابل الي جانب واشنطن في الحرب الافغانية التي لم يكونوا يرون فيها ما يشكل تهديدا مباشرا لهم. واختصر هانتر في مقابلته مع' مجلس العلاقات الخارجية' سبب تراجع الولاياتالمتحدة في دورها العسكري في ليبيا قائلا انها متورطة في حربين كبيرتين( العراق وافغانستان) حتي الآن بالاضافة الي أن' هناك أسماكا كثيرة ترصدها الإدارة الأميركية في المنطقة حاليا ولاسيما بعد ثورة مصر وما يجري في الخليج العربي من أحداث والالتزام في ليبيا سيحرمها من فرص اصطيادها. اما حول الموقف الفرنسي المتحمس لتولي القيادة في القوات العسكرية في ليبيا فقد بررها الباحث الأمريكي بسبب ان' فرنسا مجاورة جغرافيا لليبيا بالاضافة الي ما تواجهه فرنسا علي غرار ايطاليا من مشكلة تدفق للاجئين عليها الي جانب رغبة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتحقيق انجاز سياسي يحسن شعبيته قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا'. ربما جاءت تصريحات راسموسن محاولة منه لتخفيف حدة الانتقادات التي توجه لحلفه في الوقت الحالي وليؤكد ايضا انه مسيطر علي كافة الاوضاع بل انه سيكون لاعبا اساسيا في مرحلة ما بعد اسقاط القذافي. و اذا استعرضنا الوضع علي الارض في الوقت الحالي فاننا سنجد ان قوات الحلف بدأت في تكثيف عملياتها العسكرية في عمق طرابلس و مراكز تجمع القوات الليبية الموالية للقذافي في محاولة منة لاستغلال الوقت و انهاء الامور بشكل متسارع من خلال قتل القذافي في أقرب و قت و سيطرة الثوار علي مناطق حيوية في الاراضي الليبية و هو ما تم بالفعل في الوقت الحالي و بخاصة في مدينة مصراتة اضافة لذلك فان الواضح علي الارض منذ بداية الثورة قلة التسليح الذي كان يعاني منها الثوار و خبرة عمليات القتال وخاصة التكتيكات الكبري و الصغري الا انه تم تزويدهم باعداد كبيرة من الاسلحة المتقدمة و وسائل نقلها لاماكن مختلفة مما جعل الموقف ينحاز تجاههم علي الارض في ظل تكثيف الهجمات الجوية لقوات الحلف. الجزء الثاني و الاهم و الواضح علي ارض القتال زيادة الخبرة القتالية للثوار الامر الذي يؤكد تنسيقا كاملا مع قيادة الناتو من حيث وضع الخطط و طريقة تنفيذها و عمليات الخداع في ظل غطاء جوي من طائرات الناتو و هو ما قلل من خسائر الثوار التي كانت في تزايد في الفترة السابقة او مع بداية الثورة الليبية. و الخطة الاخري التي تنفذها قوات حلف الناتو في الوقت الحالي هي الحرب النفسية علي القوات الموالية للقذافي من خلال قصف العمق الليبي و عزل القذافي في احد المخابئ و عدم قدرته علي الظهور من جديد بجانب اختفاء سيف الاسلام الامر الذي يؤثر بالسلب علي معنويات القوات بجانب قطع الامدادات اللوجيستية من ذخيرة ومعدات عسكرية من خلال قصف جوي مكثف كل هذه الامور ستؤثر بالطبع علي معنويات القوات الموالية للنظام في الوقت الحالي. ان تصريحات امين عام حلف الناتو في الوقت الحالي جاءت لعدة اسباب اهمها 1- الناتو يريد ان يضع قوات له في منطقة جنوب المتوسط و ذلك حماية لمصالحة في تلك المنطقة المهمة و الحساسة بالنسبة لدول الحلف. 2- الحلف اقر في قمة اسطنبول عام2004 مبادرة الشرق الاوسط الجديد و ان الناتو سيكون له دور امني في هذه المبادرة اذن فوجودة في ليبيا سيكون حيويا. 3- العمل علي دعم الحكومة الانتقالية و عمليات التدريب للقوات الليبيه الجديدة واختيار الرئيس الجديد للبلاد وبالطبع سيكون مواليا للحلف كما هو الحال مع حامد قرزاي الرئيس الافغاني الذي يدين بالولاء للناتو. 4- اثبات ان الناتو القوة العظمي و التحالف العالمي الوحيد القادر علي تخليص الشعوب وهو القادر علي ترسيخ الديمقراطية في دول عانت كثيرا من الديكتاتوريه 5 لعب الدور الرئيسي في عمليات اعادة ترتيب اوضاع النفط الليبي بعد تلك الازمه المشكلة ان الناتو وضع كافة تلك الطموحات امامه و العمل علي الوصول اليها في اقرب وقت ممكن و العمل علي انهاء العمليات العسكرية سريعا و لكن هناك نموذجا امام الناتو و هو ما يحدث علي الارض في افغانستان و حتي الان منذ9 سنوات لم يحقق اهدافه حتي الان بل علي العكس لا يستطيع الخروج من هذا المستنقع حتي الان و هو بالفعل ما سيحدث في ليبيا بجانب ان الليبيين خرجوا في ثورة مطالبين بالحرية ضد نظام مستبد فلن تقبل في الوقت المقبل ان توجد قوات اجنبية علي اراضيها. المهم في الوقت الحالي بالنسبة لحلف الناتو انجاز المهمة التي اوكلت اليه في اقرب وقت ممكن وحتي يظهر امام العالم بالشكل الذي وضعه, بالاضافة الي تحقيق اهدافه الاخري الامر الذي يبشر بنهاية سريعة لنظام القذافي. [email protected]