عندما ترى مبارك اليوم لو صح الكلام ولم تقع مفاجأة اللحظة الأخيرة وظهر الرئيس السابق حسنى مبارك فى المحكمة اليوم وإلى جانبه علاء وجمال والعادلى وأصبحت المحاكمة يومية كما وعد المستشار رئيس المحكمة فسوف يحرق «مسلسل المحاكمة» كل مسلسلات رمضان التى لهم شهر وهم يعلنون عنها فى مختلف الفضائيات والصحف. وربما استطعنا أن نجد وكلاء ناشطين يتولون تسويق هذا المسلسل المثير لأول رئيس فى تاريخ مصر تجرى محاكمته وعلى الهواء، من ناحية لعرض كيف تجرى محاكمة رئيس، ومن ناحية أخرى للإنتفاع بالمقابل المادى والذى يجب أن تدفعه الفضائيات الراغبة فى نقل المحاكمة كما تدفع فى نقل مباريات بطولة العالم. حسنى مبارك لديه بالتأكيد دافعان متناقضان أحدهما يتمنى أن تساعده الظروف ولا يحضر المحكمة ولا يقف فى القفص وتراه الملايين التى تعودت أن تطالعه قويا منتصبا محاطا بالسلطة وأبهتها وقد تحول إلى كتلة لحم فقدت قوتها وسلطاتها وهناك من يراهن على أن مبارك يمكن أن يتعرض لأزمة صحية تمنعه من الحضور. فى المقابل هناك الدافع الآخر لدى مبارك للحضور وهو الدافع الأبوى أن تكون هذه فرصته لرؤية ولديه اللذين لم يرهما منذ 13 أبريل الماضى وتتجمع الأسرة التى تباعدت لتلتقى ولكن فى قفص الاتهام، وياله من مشهد درامى يسمونه فى الدراما الروائية «الكلايمكس». السؤال كيف سينعكس هذا المشهد على الملايين الذين يتابعونه؟ هل سيشغلهم إذا ما كان مبارك مازال فى مرضه صابغا شعره أو أطلق شعره الأبيض الذين لم يرونه أبدا، أو هل ستشغلهم لغة العيون بين الأب وولديه داخل القفص؟ وما هى نسبة الذين سيتعاطفون معه وهم يرونه فى ذل بعد عز؟ بحسب علم النفس فإن الثوانى الأولى عادة فى مثل هذه المشاهد تثير بصورة فورية نسبة كبيرة من التعاطف ثم بعد إمتصاص هذا الشعور يتدخل العقل ويحرك صاحبه تجاه الشعور بالقصاص أو التشفى أو الانتقام أو الأسف أو الحزن أو كل هذا معا وغيره أيضا! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر