كل إنجاز أو انتصار كبير في حياة الأمم والشعوب لابد أن يتبعه انشقاق واختلاف بين المنتصرين, تتفاوت درجته وحدته حسب إخلاص وصدق نية المختلفين. لذا كان لابد للعقلاء والحكماء أن ينبهوا شباب الثورة لهذه الظاهرة التي تعتبر طبيعية إلي حد ما, وأن يحذروهم من عواقبها وأن يحاولوا تدارك وتقليل الأثار السلبية التي قد تنشأ بين المنتصرين. , ولن يحدث ذلك إلا بإصلاح ذات البين, وهي العلاقة والصلة التي بيني وبين أفراد فريقي أو حزبي أو ائتلافي وبين الآخرين المخالفين لي في الرأي والفكر والمذهب. كما قال الله تعالي للمؤمنين المنتصرين في غزوة بدر بعدما اختلفوا فيما بينهم علي تقسيم الغنائم: يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين(1 الأنفال). ويدخل في إصلاح ذات البين تحسين الخلق, والعفو عن المسيئين فإنه بذلك يزول كثير مما يكون في القلوب من البغضاء والتدابير. فياشباب الثورة من مسلمين وأقباط, ويارجال الفكر من إعلاميين ومحاورين في برامج التليفزيون, ويامن تتحاورون في الحوار الوطني والوفاق أصلحوا ما بينكم من التشاحن والتقاطع والتدابر, بالتواد والتحاب والتواصل.. فبذلك تجتمع كلمتكم, ويزول ما يحصل بسبب التقاطع من التخاصم, والتشاجر والتنازع من أجل أن تجني مصر حاضرا ومستقبلا ثمار ما قدمتم من أجل الثورة. د. محمد عبدالباقي فهمي أستاذ بطب الأزهر