دينا عبد الرحمن اليوم أو الأمس هي آخر الضحايا لسلسلة مثل هذه الاجراءات التي يتعرض لها أفضل الاعلاميين في الشهور الاخيرة, وذلك لمجرد تحاورها الصريح الجريء مع اللواء دكتور عبد المنعم كاطو وتخميناته الشخصية. وشكرا للمجلس العسكري علي تخفيض هذه العقوبات بعد أن كانت سجنا بالقانون بل وأكثر من ذلك لكل من يتجرأ بالتعرض للذات المباركية أو أسرة الطاغية قبل الثورة. ولو كنت مكان المجلس العسكري لحولت هذه العقوبات إلي جوائز ومكافآت. أولا, تحية للإعلامية القديرة دينا عبد الرحمن وأمثالها وهم معروفون من المجاهدين من أجل الحرية والكرامة والعزة والعدالة الاجتماعية. هؤلاء هم نماذج للمثقف الحق الذي يتميز باعتناقه لرسالة سامية من أجل وطنه وشعبه. أما الإعلامي الذي لا يمتلك مثل هذه الرسالة فهو مجرد مثقف منقوص الهوية يطلق عليه علماء الاجتماع لقب البيروقراطي الوظيفي. الحكومة الآن هي المجلس الأعلي للقوات المسلحة والوزراء موظفوها كما كان الحال في العهد البائد. إذن, فيجب أن نتعامل مع المجلس العسكري بما يؤدي إلي إصلاح سياساته الحكيمة. وبصراحة مطلقة أنتم أيها الإعلاميون الشرفاء تقومون بعملكم بصورة ممتازة وكل ما أرجوه الآن هو التركيز علي الإبداع في تحقيق الوحدة الوطنية. ولا ينقص الإعلام إلا أن يساند الإعلاميون المرتزقة إخوانهم الشرفاء, ولا يعينوا الظالم علي ظلمه من خلال النفاق أو المواقف المائعة أو المكاسب الرخيصة. وإذا كانت دينا عبد الرحمن قد فصلت من عملها بأمر رجل أعمالها, فهو أمر متوقع من أمثاله, ولكن سيرزقها الله بما هو أفضل كما حدث مع زملائها من قبل, ونمسك الخشب. أما أنتم حكامنا وسادتنا أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة فماذا تريدون ؟ هل يرضيكم وقف حال مصر الحبيبة؟ هل يرضيكم إهدار دماء الشهداء والجرحي المراقة علي ثراها الحبيب؟ هل تستبدلون مبارك وكهنته الفاسدين بمصر وشعبها وشهدائها وأنتم حراس مصر وعمودها الفقري؟ إن استقلالكم الذي يجب أن يلي استقلال القضاء يمكنكم من كونكم مؤسسة لا يمسها الفساد, ومن ثم فيمكنكم أن تكونوا رمانة ميزان القوي الاجتماعية والسياسية المتصارعة وقت الأزمات. لماذا لا ننصرف عما لا يليق بكم ولا بمسئوليتكم من التسويف والبطء والمشاركة في لغط الحديث والمداخلات الفردية مع الإعلام ومقارعة أبنائكم وبناتكم من الشباب والثوار الذين حرروا مصر ومعها جيشها من هذا الدكتاتور الفاسد ؟