لاشك أن المتابع عن كثب للاعلام الرياضي في مصر يصاب بالدهشة مما يحدث ويجري علي الساحة الرياضية, وبخاصة عندما يتابع مايقوم به مسئولو الاندية واتحاد كرة القدم! لقد كنت أعتقد ان هناك أمورا سوف تتغير بعد ثورة25 يناير وبخاصة في تعامل الاندية خلال فترة التعاقدات للموسم الجديد. ولكن يبدو أن ثورة يناير لم تصل الي السادة المسئولين في الاندية واتحاد الكرة المشغول والشاغل نفسه بقضية الهبوط.. من اجل البقاء في مقاعدهم, وليس لمصلحة الكرة المصرية!! ماذا يقول رجل الشارع المصري الذي مازال ينتظر قرار حكومة الدكتور شرف في وضع حد ادني وأقصي للرواتب والاجور, لاسيما وهو يقرأ ويسمع يوميا عن الملايين التي يتم نثرها وبعثرتها بلا رقابة هنا وهناك علي لاعبي الكرة المحليين والاجانب وكأنهم يتعاملون في بورصة خاصة داخل بلد اخر لانعلم من اين جاءت تلك الملايين التي يتم اهدارها بدون حساب او وجه حق ودون اي فائدة علي الكرة المصرية!! ولا أملك سوي ان أناشد المجلس العسكري التدخل سريعا لوضع حد لهذا البذخ الذي يستفز مشاعر الجميع, وخاصة البسطاء واهل العلم والمفكرين وحمله الدكتوراة واساتذة الجامعات, الذين لايتقاضون1% مما يحصل عليه لاعب الكرة. رجل الشارع البسط مازال ينتظر الفرج ويعتصم في ميدان التحرير والاسكندرية وغيرهما من المحافظات المصرية في انتظار العلاوة الدورية او الاجتماعية أو قرار العلاج علي حساب الدولة.. ووزارة الاقتصاد عاجزة عن توفير الميزانية في ظل الازمة الاقتصادية التي تعاني منها نتيجة توقف عجلة الانتاج بعد الثورة, بينما نجد السادة مسئولي الناديين الكبيرين, وبمعاونة من اتحاد الكرة الذي عمل ودن من طين واخري من عجين يغضون الطرف عن كل ما يجري من بعثرة لاموال الدولة علي صفقات لاطائل منها تدخل خزائن وجيوب بعض لاعبي الكرة!!ولم يحاولوا حتي وضع سقف او معايير يتم بها تحديد ثمن اللاعبين!! هل يعقل في ظل كل هذه الازمة المالية التي تمر بها البلاد... أن نجد الزمالك الذي كان قبل ايام رافعا شعار ناديك يناديك من اجل الخروج من مأزقه وعثرته المالية حتي يفي بالتزاماته في صرف رواتب الموظفين يتعاقد مع أحمد حسن مقابل6 ملايين جنيه في موسمين!! بينما يطالب بدعم من المجلس القومي للرياضة ويمد يده للأستدانه من رجال الأعمال. وأنا هنا لا أقلل من تاريخ او نجومية اللاعب.. ولكنها مسئولية الاندية! ولا يختلف كثيرا عن منافسه التقليدي الأهلي الذي كان يسابق الزمن للتعاقد مع البرازيلي فابيو جونيور مقابل مليون و200 الف دولار اضافة الي800 الف دولار حصل عليها ناديه نافال البرتغالي اي ان الصفقة كلفت الأهلي12 مليون جنيه!! في الوقت الذي يلجاء للقضاء معترضا علي دفع حق الدولة في الأيجار السنوي لأرض ناد الأهلي بالجزيرة. ماذا نسمي مايحدث ؟ هل من العدل والانصاف ان يحصل لاعب سواء كان محليا او اجنبيا علي كل هذه المبالغ بينما العائد الحقيقي من مشاركاته مع النادي في الدوري أو أفريقيا لن تحقق له نصف ما تم دفعه وانفاقه عليه وبقية زملائه بالفريق من مصاريف سكن واعاشة وتذاكر سفر!!.. ولقد قالها الزميل حسن المستكاوي من قبل المصنع يخسر ولكنه يصرف ارباحا للعاملين!! ولن أتحدث هنا عن راتب جوزيه ومساعديه باعتبار ان التعاقد معه كان في عصر النظام السابق, الذي كان قائما علي استفزاز مشاعر البسطاء!! ومن الأهلي والزمالك الي اتحاد الكرة الذي يحاول كل يوم طرح اسم احد المدربين الاجانب لقيادة المنتخب الوطني بداية من الايطالي مارسيلو ليبي ومرورا بالبرازيلي ريكاردو, وانتهاء بالفرنسي هيرفي رينارد, دون ان يقول لنا مسئولو الاتحاد من اين سيتم تدبير الراتب الشهري باليورو او الدولار في الوقت الذي يمد يديه ويطالب المجلس القومي للرياضة بتحمل نفقات استضافة الدورة المجمعة الاخيرة للتصفيات المؤهلة لاوليمبياد لندن التي بها المنتخب الاوليمبي, في الوقت الذي كان فيه عاجزا عن دفع الراتب الشهري للمدرب الوطني حسن شحاتة, فماذا نسمي هذا؟! مايحدث من تجاوزات وبذخ في الصفقات, ليس بالاهلي والزمالك فقط ولكنها موجودة بكل الأندية حتي غير القادرة والتي تعاني من انقسام واستقالات ادارية!! كفاكم استفزازا للمواطن البسيط.. منكم لله!! المزيد من أعمدة أيمن أبو عايد