بكلمات واضحة أكد البروفيسور جوزيف ستيجليتز الاقتصادي العالمي والحائز علي جائزة نوبل في الاقتصاد والخبير السابق في صندوق النقد الدولي, ان مصر امامها فرصة اكبر الان بعد الثورة لتخطو خطوات كبيرة نحو نهضة اقتصادية وتنموية وانها لديها الامكانيات التي تمكنها من ذلك, ودعا الحكومة المصرية إلي أن تقوم بدور بارز في المرحلة الانتقالية الراهنة للاستفادة من المزايا النسبية وتحريك الاقتصاد خاصة في مجال تطوير التعليم والاهتمام بتأهيل الموارد البشرية بشكل اساسي لتعظيم الاستفادة من هذه الموارد التي تمثل اهم الثروات لديها, كما نجحت الصين في هذا الامر وهو السبب في نهضتها الدافئة. وقدم ستيجليتز روشتة لنهضة مصر الاقتصادية وتحقيقها التنمية المستدامة التي ألقاها بمكتبة الاسكندرية مساء امس الاول, بعنوان مصر في عالم متغير وكانت أولي نصائحه البحث عن نموذج بين اقتصاد السوق الحر والاشتراكي المدار, مؤكدا انه اذا كان النموذج الاشتراكي فشل, فانه ليس هناك نموذج لاقتصاد السوق حقق نجاحا حتي الآن, ورشح نموذج اقتصاد السوق الاجتماعي الذي تنتهجه اوروبا وخاصة المانيا الذي يسعي الي التوازن بين زيادة معدل نمو الناتج الاجمالي مع التمسك بالتنمية الاجتماعية لضمان التنمية المستدامة والاستقرار السياسي والاجتماعي, وأشار الي انه رغم ان معدل البطالة قد وصل الي20% في ضوء تداعيات الازمة المالية العالمية, فان معدل البطالة لم يتزايد بهذا الشكل في المانيا رغم تراجع معدل النمو لديها بشكل اكبر مقارنة بالولاياتالمتحدة, ولفت الي ان التركيز علي زيادة نمو الناتج الاجمالي لم يستفد منه الا شرائح المجتمع العليا من اصحاب الوظائف العليا. كما شدد علي ضرورة المضي قدما في معالجة التحديات الاقتصادية والمشكلات التي تواجه الأداء الاقتصادي المصري خلال الفترة الانتقالية دون الانتظار لما بعد حل الامور السياسية, منبها إلي ان الاقتصاد يجب ألا ينتظر, لأن الآثار السلبية قد تتراكم. وقال ستيجليتز ان الديمقراطية هي التي تضمن تحقيق التوازن بين دور الدولة وحدوده المناسبة. وطالب الاقتصادي العالمي الولاياتالمتحدة واوروبا بان تكون سخية في تقديم المساعدات والمنح الخارجية لمصر ودول الربيع العربي في هذه المرحلة العصيبة علي حد وصفه, وان تولي اهتماما بايجاد آليات لزيادة حجم التجارة, واتاحة الفرص امام نفاذ صادرات هذه الدول لاسواقها, واضاف انه رغم انتقاداته لهذه المساعدات خلال عمله بصندوق النقد الا انه يراها مهمة الان لنجاح هذه الثورات والتحول الديمقراطي.