تحقيق- عبير فؤاد أحمد الادوية, المبيدات, المخدرات.....هكذا تتعدد الاسباب ويبقي التسمم واحدا, كما تؤكد احصائيات المترددين علي مركز سموم قصر العيني الذي يستقبل أكثر من16 حالة تسمم يوميا واغلبها من الشباب دون25 عاما. وعلي الرغم من ان حالات التسمم هي الاكثر بين السيدات بعدما سجلت3 آلاف و368 حالة, الا انها غالبا ما تتسم بعدم الجدية حيث تحدث الوفيات اكثر في الرجال. ويأتي التسمم بالادوية في المرتبة الاولي علي قائمة المسببات بنسبة تصل الي56% يليها الكيماويات وشملت المبيدات والبنزين والكلور والغازات المختلفة بنسبة تقارب13%. بينما تجيء المبيدات الحشرية في نهاية قائمة مسببات الوفاة والتي لم تتجاوز22 حالة. ويعتبر الصيف هو موسم التسمم حيث تسجل شهور يونيو ويوليو واغسطس اعلي نسب مقارنة بشهور ديسمبر ويناير وفبراير التي تشهد انخفاضا في حالات التسمم. هذه النتائج طرحها الدكتور عصام فائق استشاري علاج السموم بالمركز القومي للسموم امام المنتدي العلمي الأول للبحث العلمي بجامعة القاهرة. مستعرضا دراسة عن حالات التسمم بالمركز, التي بلغت5 آلاف و826 حالة علي مدار عام2007 فقط. وبسؤاله عن غياب المؤشرات الحالية لحالات التسمم. علق عليه بنقص الدراسات والاحصائيات المتتبعة لمعدلات التسمم بشكل دقيق وشامل. متوقعا زيادة الارقام نظرا لصعوبة توثيق كل حالات التسمم علي مستوي الجمهورية بالمركز, ووسط غياب واضح للوعي بين المواطنين سواء بالاستخدام غير الآمن للادوية او الاحتفاظ الخاطئ بالكيمياويات او سوء استخدام المبيدات الحشرية لرخص ثمنها وسهولة الحصول عليها. وهو ما جعله يطالب بافتتاح مراكز اخري ونشرها في مختلف المحافظات, والاستفادة بخبرة مركز سموم قصر العيني في تدريب الكوادر الطبية. وطبقا للمؤشر العمري فمعظم الحالات التي يستقبلها المركز من الشباب في الفئة العمرية من15 الي25 سنة نسبتها تصل الي41%. واغلبها حالات ناتجة عن التعرض للكيماويات او تعاطي جرعات زائدة من الادوية. وكانت حالات التسمم نتيجة الجرعات الزائدة من المخدرات هي الاقل حدوثا وذلك علي العكس مما ترصده معظم مراكز السموم في بعض دول العالم حيث ينتشر التسمم بجرعات المخدرات خاصة بين الشباب. ولاننا بصدد دراسة مرحلة عمرية تتسم بالادراك تتجه التفسيرات لرصدها كحالات انتحار نتيجة الضغط العصبي والتاثر بالمشاكل العائلية والتفكك الاسري او هروبا من الازمات النفسية او الاقتصادية والفشل علي المستوي المهني او الأكاديمي. وفي مرتبة لاحقة تاتي الفئة العمرية من يوم الي15 سنة بنسبة35%. بينما لا تزداد حالات التسمم لاكثر من25 سنة عن23.5%. ويختلف نوع التسمم حسب المرحلة العمرية فتظهر الكيماويات كالمسبب الاكثر شيوعا بين الاطفال وهو ما يرجع لتخزين ربات البيوت للكيماويات بشكل خاطئ في معلبات العصائر وغيرها ليختلط علي الطفل الامر ويتناولها. ومن ملاحظات الدراسة ازدياد هذا النوع من التسمم في فصل الشتاء. بينما تستحوذ الادوية علي اكثر حالات التسمم بين كبار السن كما يحدث مع عقاقيرعلاج الاكتئاب او المسكنات نتيجة مضاعفة الجرعة عند الشعور بتحسن الحالة او نسيان الجرعة وتناولها في غير مواعيدها. جدير بالذكر أن معدلات الانتحار وفقا للتقارير الرسمية قفزت الي4 آلاف حالة العام الماضي, بمعدل14 محاولة يوميا. بعدما كانت لاتتجاوز الالف ومائتي حالة عام.2005 هذه الأرقام الصادمة تضمنتها دراسة لمركز المعلومات بمجلس الوزراء وجاء بها أن أغلب المقدمون علي محاولة الانتحار هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين15 و25 عاما بنسبة تصل الي66.6%. ومحاولات الانتحار بين الشباب بحسب ما يراها خبراء علم النفس ماهي الا شكل من اشكال ايذاء الذات, هذه الظاهرة التي باتت منتشرة وابرزها محاولة الانتحار بشكل متزايد خلال فترة المراهقة التي تختلف نسبتها بين الفتيات والأولاد, حيث تفكر الفتاة في الانتحار مرتين ضعف الولد. ويتم ذلك غالبا بتعاطي جرعة زائدة من الأدوية أو جرح أنفسهن. نتيجة لمشاعر الضغط والضيق او العجز وعدم الأهمية التي يرافقها اكتئاب. وهي احباطات يواجهها المراهق بسبب فشل متكرر في المدرسة أو عنف كبير في المنزل.ووفقا للدكتور عماد حمدي رئيس قسم الطب النفسي بقصر العيني يرجع السبب في شيوع حالات الانتحار عند المراهقين للتقليد الاعمي للزملاء او بسبب الايحاء بما تنشره بعض وسائل الاعلام. كما حمل حديثه انتقادا لحالة التعتيم حول هذه المشكلة المنتشرة بين الشباب مطالبا باعطاء قضية ايذاء الذات اهتماما اكبر من جانب المسئولين المختصين والباحثين. لدراستها وايجاد اساليب علاجية لها لتجنب مزيد من المشكلات النفسية والاجتماعية. موجها نصحية للوالدين بضرورة تفهمهما لهذا العصر وطبيعة تفكيره المتغيرة خاصة ان إيذاء المراهق لذاته بكل أشكاله من محاولات الانتحار اوالاضراب عن الطعام, هو نوع من الاحتجاج علي معاملة الآخرين له, كأنه يلفت النظر في بعض الأحيان إلي أنه تساء معاملته او لايلقي التفهم الكافي من قبل الآخرين.