أحال الدكتور فتحي سرور البيانات بطلبات الاحاطة العاجلة التي تقدم بها بعض أعضاء المجلس حول إجراءات تأمين الحدود المصرية الشرقية إلي لجنة الدفاع والأمن القومي والتعبئة لبحثها ودراستها كموضوع, وعقدت اللجنة اجتماعا رأسه الدكتور سرور وتبلورت المناقشات التي دارت في الاجتماع حول تأكيد حق مصر في بناء الجدار الحدودي مع غزة. حيث إن الجدار ليس إنشاءات حديثة بل هو اعادة بناء لسور قائم, وذلك انطلاقا من حق مصر في السيادة وحقها في المحافظة علي أمنها القومي وحماية حدودها المصرية, وركز الأعضاء علي ضرورة سرعة الانتهاء من الجدار في وقت قريب, وأكد الدكتور سرور أن حماية مصر لأمنها وحدودها ليس استجابة لمطلب أحد, بل هو واجب عليها تمارسه القوات المسلحة طبقا للدستور, لا يمكن لأحد أن ينازع فيه, وأما ما أشيع من أن هذه إجراءات لتضييق الخناق علي شعب غزة فهذا هراء ليس له نصيب من الصحة, وأن مصر قيادة وشعبا تؤكد دعمها الدائم وأبدا للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الشقيق. وقد ألقي الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية بيانا واضحا حول هذا الموضوع إزاء تزايد الحديث حول الإجراءات والتدابير التي تتخذها مصر علي حدودها مع غزة وسط اتهامات باطلة وادعاءات مغلوطة بشأن حقيقة وأهداف تلك الإنشاءات الهندسية, ووصل الأمر بالبعض إلي الزعم بأن هذه الإنشاءات يجري تمويلها بواسطة جهات خارجية! وأكد الدكتور مفيد أمام نواب الشعب أن هذا الادعاء لا يستند إلي أي دليل وإنما هو كلام مرسل وأكاذيب مدسوسة روج لها البعض, وبني عليها استنتاجات خاطئة دون تدقيق أو تمحيص, ذلك أن الإنشاءات تقيمها القوات المسلحة المصرية تحت أراضينا تنفيذا لخطة تهدف إلي تأمين حدود مصر وسلام إقليمها وأمان شعبها وهي تقيمها في إطار مسئوليتها التي اناطتها بها المادة180 من الدستور لحماية البلاد وسلام أراضيها وأمنها, فتحية لقواتنا المسلحة الباسلة ودورها في الدفاع عن أرض مصر وبحارها وأجوائها وحدودها, وتحية لرجال الشرطة الأوفياء وأجهزتنا الأمنية الساهرين علي أمن الوطن وأمان المواطنين. وقال الدكتور مفيد إن مقولة إننا نقيم جدارا فولاذيا عازلا علي حدودنا مع غزة هو أمر عار تماما عن الصحة, وسبق أن أكدنا أن ما تقوم به مصر هو من قبيل الأعمال السيادية المتعارف عليها والمسلم بها في إطار القانون الدولي المعاصر, حيث إنه للدول الحق في أن تقيم علي حدودها فوق الأرض أو تحتها خطوطا صناعية من أبراج أو أعمدة أو أسوار أو أي إنشاءات هندسية أخري تحت الأرض حفاظا علي أمنها القومي, وليس بمقدور أحد تحت أي ظرف من الظروف أن يجعل هذا الأمر محل للمناقشة أو مادة للتناول أو الخلاف في وسائل الإعلام. وأكد الدكتور مفيد أن هذه الإنشاءات هي وسيلتنا المشروعة لحماية مصر ليس من أهل غزة, فهم اخوة لنا ولكن من محترفي تهريب السلاح وتصدير العنف والإرهاب, وهي تملك حقا مشروعا مثل كل الدول في توفير الأمن علي حدودها والسلامة لأبنائها. وقال الدكتور مفيد إن مبدأ قدسية الحدود وحرمتها قاعدة أخري من قواعد القانون الدولي ويرتبط هذا المبدأ بمبدأ حسن الجوار الذي يقرره ميثاق الأممالمتحدة, هدف الحفاظ علي ثبات الحدود وحمايتها وتجنب اندلاع النزاعات حولها. كذلك فإن الالتزم بحماية حدود الوطن وردع كل من يحاول المساس باستقراره هي مبادئ حاكمة ومحددات ثابتة لمسيرة عملنا الوطني لن نتزعزع عنها مهما كانت الضغوط ومهما علت نبرة الاعلام المشبوه, لأن تأمين حدودنا أمر من صميم الاختصاص الداخلي الوثيق الصلة بالمصلحة الوطنية العليا التي لا يجوز التفريط فيها أو التهاون بشأنها أو المساس بها بأي شكل من الأشكال. وقال الدكتور مفيد إن هذه الإجراءات والتدابير ليست جديدة, إنما هي تطوير لأوضاع كانت قائمة من قبل وفرضتها مجموعة من الأحداث التي شكلت في مجموعها واقعا ملحا لاتمامها واثق أننا نذكر جميعا مشهد اقتحام الآلاف من الفلسطينيين معبر رفح وتحطيم الانشاءات المصرية في يناير2008, وقبل ذلك في يوليو2006 عندما اقتحم مسلحون السياج الأسمنتي علي الحدود مع غزة ودمروا جزءا كبيرا منه, كذلك أضحي ثابتا أن انفاق غزة السرية أصبحت مصدر تهديد شديد للأمن المصري, حيث صار أبناء مصر من قوات حرس الحدود والشرطة هدفا لرصاص المهربين والخارجين عن القانون, مما أدي إلي استشهاد عدد منهم بل لقد أصبحت هذه الانفاق تمثل ضررا مباشرا لسكان مدينة رفح والمناطق المجاورة تهدد حياتها بالخطر ومنازلهم بالانهيار. وقال الدكتور مفيد: من الثابت أن بعض التنظيمات المتطرفة أو المرتبطة بجهات خارجية قد حاولت استغلال هذه الأنفاق في استهداف الساحة الداخلية فدفعت بعناصر إرهابية مسلحة وبأسلحة ومتفجرات وذخائر إلي داخل البلاد, مما أدي إلي ضبط أعداد من المتسللين يحملون كميات من الأسلحة والقنابل والأحزمة الناسفة, بهدف القيام بأعمال تخريبية تزعزع الأمن وتضر بالاقتصاد القومي. وقال الدكتور مفيد: ألم يسأل هؤلاء الذين يطالبون باستمرار هذه الانفاق أنفسهم عن تداعياتها الخطيرة علي الأوضاع الداخلية وزعزعتها للاستقرار في مصر؟ وهل من المقبول أن تصبح هذه الانفاق وسيلة لتهريب المخدرات والمواد غير المشروعة وأن تصبح ملاذا للمجرمين والهاربين من تنفيذ الأحكام وساحة للاتجار في البشر بجميع صوره وأشكاله. وقال الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية: في ظل هذه الاعتبارات ومنعا لتكرار حالات اقتحام الحدود أصبح لزاما علي مصر تعزيز حدودها وحمايتها واستخدام كل الأساليب التكنولوجية الحديثة للحفر تحت الأرض, تأمينا للإنشاءات الفاصلة القائمة وأعمال التعزيز الإنشائية هذه لا تعني بأي حال اغلاق الحدود, فقد كان المعبر المصري وسيظل دائما أبدا مفتوحا, كما أنها لا يمكن أن تنال من المساعدات الإنسانية التي نقدمها للأشقاء الفلسطينيين والتي لم تتوقف قبل وإبان اندلاع العدوان الإسرائيلي علي غزة في27 من ديسمبر الماضي. وقال الدكتور مفيد: ليكن معلوما أن مصر تعرف جيدا أنواع الأخطار التي تهدد أمنها القومي ومصادرها وأسلوب التعامل معها, فنحن كما نعرف خطورة استمرار الأنفاق السرية علي أمن أراضينا نعرف في نفس الوقت أن استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية بالقوات والمستوطنات الإسرائيلية ليس مجرد اعتداء علي الحقوق المشروعة وإنما هو خطر يهدد أمننا وأمن منطقتنا, ولقد اعتبرت مصر دائما أبدا أن أمنها يمتد إلي فلسطين وأنها لن تهدأ أبدا ولن تشعر بالأمان الحقيقي إلا عندما يتم تحرير فلسطين, ومن ثم لا يكون صحيحا بأي حال القول إن مصر بتعزيزها للإنشاءات الهندسية تساهم في حصار الفلسطينيين, وليقل لنا هؤلاء كيف تدخل المساعدات الإنسانية القادمة من كل أقطار العالم إلي غزة. وقال الدكتور مفيد إن مساعدة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة بكل الوسائل الممكنة واجب علينا, وتبذل الجهود المضنية لفك الحصار المفروض عليهم وامدادهم بكل ما يحتاجون إليه هو التزام علي مصر حكومة وشعبا, إلا أنه يجب أن يتم دون المساس بالالتزامات التي تفرضها علينا عهودنا الدولية, ودون المساس بأمن مصر القومي وانتهاك حدودها الدولية, وتساءل الدكتور مفيد قائلا لنواب الشعب: دعونا نسأل هل المطلوب أن تدفع مصر ثمن الخلاف بين فتح وحماس, وهل نحن مدعوون أن نفرط في أمننا القومي لمجرد أن بعض القادة الفلسطينيون يتصارعون علي السلطة ولا يعنيهم أمن الشعب الفلسطيني ولا أمن جيرانهم, وقال: ألم يئن الأوان أن تتم المصالحة الفلسطينية بأسرع ما يمكن بل فورا لنطمئن أن القادة مازالوا حريصين علي صالح القضية وصالح الأمة.