رغم زيادة أعداد المصابين في أحداث العباسية في البيانات المتلاحقة لمسئولي وزارة الصحة فقد كان هناك غموض بشأن العدد الحقيقي نظرا لقيام المتظاهرين والمعتصمين بنقل أعداد منهم للعلاج بالمستشفي الميداني بالتحرير لحمايتهم. بعد أن انتشرت شائعات بأنهم سيتم القبض عليهم إذا دخلوا للعلاج في المستشفيات المحيطة بميدان العباسية وحتي مستشفي الدمرداش الذي استقبل حالات من المصابين كان الدخول اليها شبه مستحيل بسبب منع أفراد الأمن ورفض المدير اجراء أي اتصال, لكننا مع اصرارنا تمكنا من الدخول ومتابعة بعض الحالات.. أيضا علمنا أنه يجري حاليا علاج مصاب اسمه محمد حسني في العناية المركزة بمعهد ناصر حيث يعاني من نزيف شديد بالمخ وقام زملاؤه في الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية بنقله إلي معهد ناصر لسوء حالته. وعندما قمنا بزيارة لمستشفي الدمرداش في محاولة لمقابلة مصابي أحداث العباسية إلا أننا واجهنا صعوبات بالغة في محاولة دخول المستشفي قابلنا مدير الأمن بمستشفي ناصر إمام ابراهيم إمام والذي أفاد في باديء الأمر أنه لا يوجد أي مصابين بالمستشفي فكل من دخل المستشفي بالأمس تم علاجه وخرج منها ألا أنه وجد منا اصرار علي معرفة حقيقة ما يحدث؟ ولماذا هذا التعتيم؟ وهل يوجد مصابون أم لا؟ وأمام هذا الاصرار اتصل بمدير المستشفي هاتفيا فأبلغه بالموافقة علي دخولنا المستشفي لمقابلة المصابين ولكنه رفض تصوير المصابين الموجودين بالعناية المركزة. وأكد الدكتور عبدالوهاب عزت مدير مستشفي الدمرداش أن المستشفي استقبل 82 حالة من المصابين في أحداث العباسية وتم دخول 12 حالة للعلاج ومنهم حالتان في العناية المركزةوفي محاولة لمتابعة بعض الحالات من المصابين بالمستشفي تفقدنا حالة المصاب محمد مصطفي الطنبولي- عمره 25 سنة طالب في كلية الصيدلة وهو بالعناية المركزة وذكر طبيب العناية المركزة أن محمد دخل المستشفي وهو يعاني من نزيف بالمخ وتم تشخيص حالته علي أنه نزيف فوق الأم الجافية بالمخ, ويعاني من شبه ارتجاج بالمخ فدخل العناية المركزة حوالي الساعة العاشرة مساء السبت وهو الآن تحت الملاحظة ويستعيد وعيه وذكرت شقيقته مروة الطنبولي أنه متطوع في صيدلية ميدان التحرير كما أنه يشارك في الثورة منذ بدايتها وبعد خروجنا من غرفة العناية المركزة التي يعالج فيها محمد مصطفي حاولنا المرور علي باقي الحالات التي ذكرها لنا مدير المستشفي الدكتور عبدالوهاب عزت علمنا أنه لا توجد من الحالات الاثنتي عشرة سوي حالتين فقط في العناية المركزة هما حالة محمد مصطفي والحالة الأخري بقسم العناية المركزية بقسم المخ والأعصاب اسمه محمد هارون ويعاني من كسر منخسف بالجمجمة واجريت له عملية رد بمجرد دخوله المستشفي وحالته الآن متوسط وينام في العناية المركزة ورفض الدكتور حسام الحسيني رئيس قسم المخ والأعصاب بالمستشفي زيارتنا للحالة. شاهد عيان من جانبها أكدت- ج- ش عضو بالجمعية الوطنية للتغيير وهي من المشاركين في المسيرة المتوجهة من التحرير للعباسية أن حالات الاصابات كانت تنقل عبر سيارات الإسعاف إلا أننا أثناء الأحداث وصلت الينا معلومات تفيد أن من سيخرج في سيارات الإسعاف سيتم القبض عليه ولذلك ساعدنا مجموعة كبيرة من المصابين للوصول للمستشفي الميداني بميدان التحرير لعلاجهم وتأمين خروجهم بعد شفائهم وأفادت أنه لم يتبق سوي 12 حالة وهم يخشون الحديث أو التصوير أو ذكر أسمائهم خوفا من القبض عليهم أو محاكمتهم وتنفيذ الأحكام العسكرية ضدهم.