هز انفجار عنيف أمس مقر حكومة النرويج في العاصمة الهادئة أوسلو مما أسفر عن مقتل7 أشخاص وإصابة15 آخرين اعقبه هجوم مسلح علي اجتماع لشباب الحزب الحاكم في أحد ضواحي العاصمة كان مقررا أن يحضره رئيس الوزراء النرويجي مما أدي إلي إصابة خمسة أشخاص. وذكرت الإذاعة الرسمية في النرويج أن الشرطة ألقت القبض علي مشتبه به في واقعة إطلاق نار علي مخيم شباب تابع لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه ينس شتولتنبرج رئيس الوزراء. ونقلت وكالة ان.تي.بي النرويجية للأنباء عن الشرطة قولها إن انفجارا هائلا هز المبني الرئيسي لحكومة النرويج في أوسلو. وقال متحدث باسم الشرطة النرويجية ان قنبلة سببت الانفجار ولم يؤكد ما إذا كان نتيجة انفجار سيارة مغلومة إلا أن شهود عيان أكدوا مشاهدة سيارة مسر عة في حي مباني الحكومة قبل الانفجار مباشرة. وأكد بيان للشرطة سلامة رئيس الوزراء ينس ستولتنبرج, مشيرا إلي وجود عدد من المصابين ودمار كبير لحق بعدد من المكاتب في مقر رئيس الوزراء ووزارة المالية جراء الانفجار. وذكر التليفزيون الحكومي أن ما زاد الموقف غموضا ان رجلا يرتدي زي الشرطة اقتحم اجتماعا لشباب الحزب الحاكم وادعي أن مهمته تأمين الاجتماع عقب الانفجار الذي استهدف الحي الوزاري بالعاصمة, و كان مقررا ان يحضر رئيس الوزراء الإجتماع الحزبي في معسكر صيفي للشباب بجزيرة اوتويابضواحي اوسلو. و ادلي رئيس الوزراء بتصريح للتليفزيون الحكومي أكد خلاله عدم اصابته بسوء ووصف الوضع بأنه خطير. وأدان الرئيس الأمريكي باراك اوباما الاعتدائين وقال إنه ليس لديه معلومات بعد عن الدوافع وقدم تعازيه لشعب النرويج. ودعا اوباما دول العالم الي تكثيف التعاون في الاستخبارات لمكافحة الارهاب. ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية الحادث ب الحقير, كما أدان الاتحاد الاوروبي الهجوم ووصفه ب العمل الجبان ولم تعلن بعد أي جهة عن مسئوليتها عن ذلك الانفجار رغم أن النرويج عضو حلف شمال الأطلنطي( الناتو) كانت مستهدفة بتهديدات وإن لم يكن بتفجيرات من قبل وخاصة بسبب مشاركتها في حربي أفغانستان وليبيا. وأدي الانفجار إلي الحاق اضرار كبيرة بمقر وزارة النفط والطاقة وعدد من الابنية المجاورة. وغطت اكوام الورق المتطاير بسبب الانفجار الشوارع المجاورة لمقر الحكومة. ونقلت وكالات الأنباء عن شهود عيان أن الانفجار وقع في منطقة تقع بين مقر رئاسة الوزراء ووزارة النفط والطاقة. وسارعت فرق الانقاذ والاسعاف إلي موقع الانفجار وقامت بإخلاء السكان. وشوهد عدد من الاشخاص وهم ممددون علي الأرض والدماء تغطي وجوههم. وطلبت الشرطة من السكان الابتعاد عن المنطقة وحذرت من امكانية وجود قنبلة أخري. وقال مراسل وكالة رويترز في الموقع إن الانفجار نثر الحطام في أنحاء الشارع وهز وسط المدينة بالكامل. وقال مسئول اعلامي في مستشفي جامعة أوسلو لرويترز حتي الآن يمكنني تأكيد أننا استقبلنا7 جثث في المستشفي. وأضاف قائلا لا أعرف مدي خطورة اصابتهم. وأعلن مسئول الاتصالات في الصليب الأحمر النرويجي اوستيان مياروم الذي يتواجد مكتبه قرب موقع الانفجار أن الانفجار كان شديدا وسمع دويه في مختلف أرجاء العاصمة. وأطاح الانفجار بمعظم نوافذ مبني الحكومة المركزي المكون من17 طابقا ويضم مكتب شتولتنبرج فضلا عن عدة وزارات قريبة من بينها وزارة النفط التي اشتعلت فيها النيران. وتناثرت شظايا معدنية وحطام أخري علي مسافة مئات الامتار وارتفعت سحابة من الدخان فوق وسط المدينة. وقال جون دريك المستشار الكبير بشأن المخاطر في مؤسسة ايه.كيه.اي ومقرها لندن ربما لا يختلف كثيرا عن الهجوم الإرهابي في ستوكهولم في ديسمبر الماضي والذي تضمن سيارة ملغومة وانفجارا ثانويا بعد قليل في منطقة وسط المدينة. وتعرضت النرويج في بعض الاحيان في السابق لتهديدات من قبل زعماء تنظيم القاعدة لمشاركتها في حرب أفغانستان. كما تشارك في حملة الناتو لقصف ليبيا التي هدد زعيمها معمر القذافي بالرد عليها بهجمات في أوروبا. لكن العنف السياسي غير معروف تقريبا في البلاد. وكشفت المخابرات النرويجية في فبراير الماضي عن تهديدات تواجه البلاد من التطرف الإسلامي. وقال ديفيد ليا وهو محلل مختص بشئون أوروبا الغربية في( كنترول ريسكس) المعنية باستشارات المخاطر والاستراتيجيات من الصعب للغاية قول ما الذي حدث. لا توجد بكل تأكيد أي جماعات إرهابية نرويجية محلية لكن كانت هناك عمليات اعتقال لاشخاص مرتبطين بالقاعدة من وقت لآخر. إنهم في افغانستان ومشاركون في ليبيا لكن من المبكر جدا التوصل إلي أي استنتاجات.