كتب : محمد نبيل مازالت جماهير الكرة في مصر ترفض فكرة الاحتراف أو حتي التعامل بهذا المصطلح الذي من المفترض أن يسري علي كل المنظومة الكروية في مصر, ومازالت الجماهير تشجع فرقها بالعواطف فقط وترفض القرارات التي تمس العاطفة, والغريب في الأمر أن جماهير الأهلي والزمالك وهما اصحاب النصيب الأعظم لجمهور الكرة المصرية في كثير من الأحيان تطالب إدارات أنديتها بالتحلي بالأحترافية بل وتتخذ القرار بدلا من أصحابه مجالس الإدارات بما يتفق مع وجهة نظرها فقط. وفي الأهلي والزمالك سعت إدارة كل ناد لتطبيق هذا المفهوم وإدارة شئون الكرة من خلاله, وهو الاتجاه الأصح حتي ينصلح حال الكرة المصرية ويستمر الفريقين في العطاء ومواصلة منح الكرة المصرية التقدم. في بداية الموسم الماضي والذي أنتهي منذ أسابيع قليلة وفاز بلقبه الأهلي كالعادة, كانت جماهير الفريق غاضبة وناقمة علي مستوي اللاعبين خاصة الكبار منهم وأضطر وقتها حسام البدري المدير الفني في هذا التوقيت الاعتماد علي الشباب أمثال أحمد شكري وشهاب الدين أحمد ومحمد طلعت وغيرهم, علي حساب محمد شوقي وبركات وابوتريكة وأحمد حسن إلا قليلا, بل وكانت الجماهير تطالب برحيل الكبار ومنحهم مكافأة نهاية الخدمة لان الفريق بلا تقدم معهم وشعرت الجماهير وقتها بأن الدوري لن يبقي في الجزيرة وسوف يذهب لميت عقبة. ونفس تلك الجماهير أنقلبت علي إدارة الأهلي والجهاز الفني بعد قرار عدم التجديد لأحمد حسن-36 سنة من منطلق أنه لاعب خلوق وأعطي النادي وليس من اللائق رحيله بتلك الطريقة, رغم أن رحيل حسن عن الأهلي كان بشكل حضاري وفي نهاية تعاقده خاصة انه لعب مباراة المقاصة التي سبقت نهاية عقده بيوم واحد فقط, ولكن هنا حكمت الجماهير بالعواطف فقط لانها تحب أحمد حسن, وتناست عالم الإحتراف وقراراته التي تتنافي مع الفكر العاطفي. في البداية طالبت الجماهير برحيل الكبار والنزول بمتوسط أعمار الفريق, ثم سرعان ما تراجعت لحظة تنفيذ مطالبها, لانها تفكر بقلبها وليس بعقلها, ومن الجائز أن يكون أحمد حسن مازال قادرا علي العطاء لكن القرار يجب أن يحترم لأنه بناء علي فكر وتوجه من إدارة النادي والجهاز الفني. وفي الزمالك لا يختلف الحال كثيرا, فكانت جماهير النادي تتغني بحسام حسن وتوأمه إبراهيم عندما كان الفريق يفوز ويحصد النقاط ويتصدر مسابقة الدوري قبل ان يخسرها بغرابة, وكان لدي جمهور الزمالك يقين بأن اللقب قادم من الجزيرة وسيصل ميت عقبة بلا جدال, ولكن لم تفلح التوقعات, فانقلبت الجماهير علي التوأمين وهاجمتهما بشدة وحملتهما مسئولية ضياع اللقب في عام المئوية, وكان البعض يهمس في جلسات الأصدقاء بضرورة الأستعانة بجهاز فني أخر يكون لديه القدرة علي أستعادة البطولات. وعندما أتخذت إدارة الزمالك القرار الذي تراه من وجهة نظرها الأصلح للفريق ومستقبل الكرة بالنادي, بسبب عدم تحقيق المدرب لطموحات الإدارة وتحقيق بطولة أنقلبت الدنيا ولم تقعد بسبب رحيل التوأمين والتعاقد مع حسن شحاته, وهنا تراجع جمهور الزمالك عن صوت العقل وتعامل بمنطق العاطفة هو الآخر, فكان يرفض رحيل التوأمين بهذا الشكل, رغم أن الموقف مشابه تماما لرحيل أحمد حسن عن الأهلي أي أنه كان في نهاية تعاقد وليس إقالة, لكن الجماهير لا تعرف سوي لغة العاطفة وترفض أي قرارت فيها تعارض مع من تحبه. صحيح أن أحمد حسن في الأهلي والتوأمين مع الزمالك تركا بصمة لن تنساها جماهير الفريقين إلا أنه من الواجب أن تترك إدارات الأندية تتعامل وتتخذ القرارات بما يتماشي مع عالم الإحتراف ولتحصر عواطفها لاسم النادي فقط دون الالتفات إلي الأسماء.