طهران- لندن-وكالات الأنباء: تصاعدت المعركة التي تحتدم داخل البيت الإيراني بين المرشد آية الله علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد- الذي دأب المعسكر المحافظ في السابق علي وصفه بالابن الروحي للمرشد- حيث شن رجال الدين المحافظون هجوما حاد علي الابن الروحي مستغلين مآذن الجوامع في حربهم مع الرئيس, في الوقت الذي وجه فيه نجاد هجماته إلي الغرب عوضا عن الرد علي اتهامات المحافظين قائلا إن العدو لا يخشي القنبلة الايرانية بل يخشي من التقدم الايراني. ففي صفحة جديدة من صفحات معركة البيت الإيراني, شن رجال الدين الموالين للمرشد الذين يسيطرون علي منابر صلاة الجمعة حملات مركزة علي الرئيس نجاد, واتهموا حكومته بإقصاء وطرد انصار المرشد خامنئي من المراكز الحكومية. وقال الشيخ علم الهدي ممثلا عن المرشد في اجتماع خاص لأئمة صلاة الجمعة ان طرد وإقصاء أنصار خامنئي من المؤسسات الحكومية لا يمكن القبول به, ويجب علي احمدي نجاد أن يدرك أن مثل هذه الافعال سوف تزيد من غضب الشعب ضده. كما انتقد اجتماع أئمة صلاة الجمعة عدم حضور نجاد صلاة الجمعة علي مدي اكثر من عام, وجاء في بيان صادر عن الأئمة المحافظين ان صلاة الجمعة واجبة وكان من الضروري أن يتواجد احمدي نجاد في مراسم الصلاة كل أسبوع. تزامنت هذه الحملة مع كشف مواقع مؤيدة لخامنئي عن طرد كثير من أنصار المرشد من المراكز الحكومية, ومنهم مسئول إدارة الأوقاف في طهران, وعلي ثمري مسئول انتقاء الموظفين في وزارة الداخلية, إضافة الي عشرات من كبار المسئولين في الحكومة, أبرزهم مجتبي هاشمي أحد مساعدي نجاد الذي كان قد انقلب ضده, ودافع عن المرشد, وأيد طرد من وصفهم رءوس الفتنة والانحراف من الحكومة. وفي سياق كشف المستور إثر اتساع الخلافات بين خامنئي ونجاد, أكد غلام نوذري وزير البترول الأسبق أن نجاد شدد علي جميع الوزراء في حكومته بضرورة الخضوع لأوامره. وقال نوذري طلب الرئيس من كل الوزراء والمسئولين الانصياع لأوامره وقال لهم لقد انتهت فترة العبودية والخضوع الأعمي للمرشد, ولم اعد عبدا لاي أحد. ولم تقف هجمات المحافظين عند حد التصريحات فقط بل ساهمت سيطرة المرشد علي أجهزة الإعلام في تأجيج هذه الحرب, حيث تحدث المراقبون للشأن الإيراني أمس عن أنه وللمرة الأولي منذ عدة سنوات, اصبحت قنوات التليفزيون الإيراني تحذف معظم تصريحات ونشاطات نجاد, بل وتذيع بعضا من تصريحاته في نهاية الأخبار, الامر الذي آثار سخط انصار نجاد الذين طالبوا بتأسيس وسائل اعلام مستقلة عن سلطة المرشد! في هذه الأثناء, حول نجاد كل اهتمامه لتوجيه انتقاداته للغرب حيث أكد أن إيران ليست بحاجة إلي صنع قنبلة نووية, معتبرا أن حيوية الشباب وطاقات وقدرات العلماء والتقنيات الموجودة في إيران هي القنبلة النووية والصواريخ الحقيقية التي يخشاها الاعداء. وقال نجاد في كلمة ألقاها بمدينة كرمان شرق إيران لا أحد يظن أن الاعداء اصبحوا في سبات وأن الاستعمار انتهي, بل علينا ان نكون حذرين طالما الاستعمار موجود, فالأعداء يخشون من التقدم والتنمية في إيران لأنهم يدركون خلفية إيران التاريخية ومدي قدرات الشعب الإيراني علي بناء مستقبله بنفسه من دون الاعتماد علي الآخرين.