يواجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد موجة من الانتقادات في ظل حملة مضادة من مؤيدي آية الله خامنئي الزعيم والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران لسحق نجاد. وبدأت تلك الموجة في التصاعد في الأشهر الأخيرة علي يد خامنئي، بسبب التحدي المستمر من نجاد تجاه المرشد العام وهو ما تجلى في خطابه الأخير في ضريح الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية. وذكرت مجلة (أتلانتك) الأمريكية أن آية الله محمود أحمد نجاد تعرض عدة مرات للمقاطعة والهتافات المناهضة له والمعترضة علي سياساته أثناء خطابه الأخير بضريح الخميني، كما تم توجيه نفس الهتافات المناهضة ضد مساعدي نجاد المقربين، وضد اسفنديار رحيم مشائي، صهر نجاد والمرشح لخلافته. وتوقعت المجلة أن يصوت البرلمان الإيراني على مشروع عزل أحمدي نجاد، خاصة بعد أن خسر الدعم السياسي في أماكن أخرى كثيرة بما في ذلك بين بعض الموالين له سابقاً، وأهمهم القائد آية الله مصباح يزدي المتطرف، الذي أيد نجاد بقوة في انتخابات 2005؛ فبعدما قال يزدي عن نجاد إنه "معجزة وهدية من الإمام الغائب"، فإن يطلق الآن على نجاد وأتباعه "القمامة"، ويدعوهم للرحيل. وأكدت المجلة أن الأيام المقبلة ستكشف عن معركة شرسة بين الرئيس الإيراني والمرشد الأعلى آية الله خامنئي؛ خاصة بعد ارتفاع صوت معارضي نجاد في الساحات العامة، فالصراع على السلطة يشتد، ونجاد قد تحول إلى عدو لخامنئي. وأوضحت المجلة أن خامنئي يبعث رسالة تحذير لنجاد من خلال المناهضين له الذين انتشروا بضريح الخميني أثناء الخطاب الأخير. وجاء هذا بعد أن أثار نجاد في محاولات متكررة غضب خامنئي، وأخذ خطوات لكسب مزيد من السلطة داخل النظام السياسي الإيراني مع استمرار تجاهله للمرشد الأعلى. ورداً على ذلك، أطلق خامنئي حملة دعائية لإضعاف الرئيس، محذراً بأنه سيقوم بالهجوم على نجاد ومعاونيه من كل الجهات. وفي الوقت نفسه اعتقلت الشرطة الإيرانية عدداً من أعوان نجاد الذين يواجهون الآن لائحة طويلة من الاتهامات الحادة، بدءً من الانحراف عن مبادئ الجمهورية الإسلامية، ودعم رجال دين ناقصي الإسلام، والشعوذة، وتوتير العلاقات مع أعداء إيران، وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكان حادث يوم الجمعة الماضي في ضريح الخميني مجرد تحذير لأحمدي نجاد بضرورة الاستسلام لإرادة خامنئي أو مواجهة المزيد من الانتقادات. وفي الوقت نفسه، لا يبدو نجاد على استعداد للترهيب أو التوصل لحل وسط مع خامنئي، في حين لم يجرؤ أي رئيس جمهورية إيراني سابق على تحدي سلطة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، بشكل معلن، التي تعدّ سلطة مطلقة، وتفوق سلطة الرئيس، باعتباره "ممثل العناية الإلهية في الأرض"، كما يفعل الرئيس الحالي أحمدي نجاد. وأشارت المجلة إلى أن اندلاع هذا الصراع الملتهب بين نجاد وخامنئي للمرة الأولي كان في أبريل الماضي عندما رفض أحمدي نجاد قبول تولي حيدر مصلحي وزيراً للاستخبارات، ولكنها لم تكن المرة الأولى التي يتصرف فيها نجاد دون استشارة الزعيم الإيراني. وأضافت المجلة أن خامنئي له سجل طويل من رد فعل السيئ والحاد تجاه من يتحداه، ولذلك فقد قابل رفض نجاد لتولي مصيلحي بخطاب عام أعلن فيه تعيين مصيلحي وزيراً للاستخبارات عوضاً عن مشائي الذي لا يفضله خامنئي لأنه معروف بوجهات نظره المعتدلة، وهو ما كان صفعة للنجاد، الذي رفض لأسبوعين متتالين حضور جلسات مجلس الوزراء اعتراضاً على قرار خامنئي، ولكنه لم يتوقف عن تحديه للمرشد العام في خطاباته المعلنة.