جذور انتصار المقاومة ! ردا على سؤال بمناسبة الذكرى الخامسة لانتصار المقاومة اللبنانية فى حرب يوليو «تموز» عام 2006 قلت إن من الخطأ أن يتصور أحد أن هناك نصرا ينبت وينمو بغير جذور لقد انتصرت المقاومة فى لبنان لأنها حطمت الأساليب النمطية فى المواجهة، والقتال، ونجحت فى استحداث أساليب قتالية جديدة لا تسمح لإسرائيل بأن تستمتع بتفوقها العسكرى الرهيب . كان للمقاومة اللبنانية بنيان تنظيمى سليم وقيادة ميدانية شجاعة، وفى الخلف إدارة معلوماتية استعانت بكل أدوات العصر من العلم والمعرفة . كان هناك انضباط يماثل أكثر الجيوش والتنظيمات العسكرية تقدما وبدرجة تتجاوز كل معايير الجدية والصرامة ! كانت الأعمال وحدها هى التى تتكلم وتعلن عن نشاط المقاومة، وليس بالبيانات المصنوعة، والضجيج الإعلامى الذى يضر بأكثر مما يفيد! كانت هناك سرية مطلقة، وكتمان شديد، وحرص بالغ بما لا يسمح لإسرائيل وأجهزتها الاستخباراتية أن تخترق الصفوف وأن تسبق كما تعودت بضربات الإجهاض المسبقة! كانت هناك روح قتالية ترتكز إلى انتماء وطنى حقيقى وإيمان روحى عميق أوجد فى نفوس المقاتلين إحساسا لا يداخله أى شك فى أن المهمة لا تحتمل سوى أمرين.. النصر أو الشهادة. كانت هذه هى المرة الثانية فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى بعد حرب أكتوبر المجيدة التى يتفوق فيها ملف «الخداع» العربى على ملف «الخداع» الإسرائيلى حيث نجح رجال المقاومة اللبنانية فى أن يضللوا القيادة العسكرية الإسرائيلية... بل وأن يخترقوا شبكاتها الاستخبارية بزرع عملاء مزدوجين على أعلى درجات الموهبة والخبرة فى التضليل! وفى ظل هذه الأجواء الجديدة لم يكن غريبا أن تخسر التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية المتقدمة تفوقها أمام البشر المؤمنين بقضيتهم الذين يصعب على أجهزة التنصت والاستطلاع أن ترصد ذبذباتهم بمثل ما تستطيع مع الأسلحة والمعدات الحديثة! وأهم من ذلك كله أن المقاومة كانت تحظى بإجماع وطنى لبنانى وليست محل خلاف كما هو الحال الآن!
خير الكلام: شر الناس من ينصر الظالم ويخذل المظلوم ! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله