وصف الناشط السياسى جورج اسحاق وكان بصحبته الناشط د.ممدوح حمزة فى برنامج تليفزيونى "حذاء" المعتصمين بميدان التحرير بأنها أفضل من "رقاب" هؤلاء الذين يعتصمون بميدان روكسى!! .. فى ردهم على ذلك طالب معتصمو ميدان روكسى الذين يمثلون حركة "وقفة شعبية من أجل مصر" و"ائتلاف الأغلبية الصامتة" بمحاكمة الناشطين السياسيين جورج إسحاق، وممدوح حمزة بتهمة سب المصريين وتصنيفهم طبقًا لأفكارهم السياسية واتجاهاتهم وتجاهل حرية الرأي التي كفلها الدستور المصرى والتى قامت من أجلها ثورة يناير. هكذا أصبح حالنا نحن المصريون متأرجحاً بين التحرير وروكسى وبينهما تولدت أمور وأعداء "متشابهات" ربما لانعرف كل تفاصيلها لكنها فى النهاية تؤدى الى النتيجة المحتومة. النتيجة المطلوبة للأعداء وهى الانفصام ثم الانفصال بين أبناء الوطن المتلاحم الذى تحول الى وطنين.. بين شعب البلد الواحد ليصبح شعبين .. لقد أصبح هذا مطلوباً من الأعداء بعد أن نجحت الثورة دون أن تسبح فى بحور من الدماء كما أراد وتوقع لها هؤلاء الأعداء.. لقد أصبح هذا ضرورياً لديهم بعد هدية السماء لنا بثورة بيضاء دون أن ينقسم أبناء هذا البلد الذى أثبت للعالم فى أيام قليلة انه لازال موجوداً على خارطة المتحضرين الواعين. ولكن للأسف وبنفس درجة العلو ها نحن عدنا لنثبت لنفس العالم من جديد اننا قد انزلقنا وبنفس الدرجة الى ساحة العبث بالوطن.. الى الوقوع فى فخ الأعداء بالداخل والخارج الذين يلعبون معنا "اللعبة القذرة" للقضاء على هذه الثورة بعد أن صفعتهم جميعاً على وجوههم.. لكنهم عادوا بعدها ليستيقظوا ويبعثوا الحياة من جديد فى أظافرهم وأنيابهم, ويلعبوا معنا لعبة الانقسام ليس بأيديهم فقط ولكن بأيدينا أيضاً!! المشهد أصبح فى مصر ملتبساً وأقرب الى الخروج عن السيطرة بل وربما الفوضى التى وصفه الأمريكان فى أوراقهم الموضوعة وخططهم المحددة بأنها "خلاقة" فهل اقتربنا من تحقيق الحلم الأمريكى فى مصر بالانزلاق الى الفوضى؟! ان لم يكن هذا حقيقياً لماذا أطلق مسئولو الولاياتالمتحدة تصريحاتهم الآن بأن دعماً قدمته بلاد العم سام للمنظمات الحقوقية بمصر وصل الى اربعين مليون من الدولارات للمساهمة فى تحقيق الديمقراطية بها وان أكثر من هذا الرقم سيوضع قريباً بالسفارة الأمريكية بالقاهرة لمن يرغب من هذه المنظمات!! ان كان هذا الأمر حقيقياً لماذا لم تتذكره الولاياتالمتحدة الا الآن ولماذا تناست من قبل الافصاح عنه خلال سنوات ماضية بأنها قامت بهذا العمل الانسانى من أجل ديقراطية الانسان المصرى الذى يشغل بالها، حريته وديمقراطيته وحاله المسكين!! ولماذا اختارت هذا التوقيت الا اذا كانت تهدف الى الايقاع بين أطراف الشعب فى فخ التخوين بين "فلول" و"عملاء" بين أذناب النظام السابق.. وبين أدوات الآيادى الخارجية العابثة. والسؤال أين عقلاء هذا الزمان من النخب والسياسيين.. المرشحين والثوريين.. أين الوطنيين الحقيقيين الذين يملكون قدرة تفضيل مصلحة الوطن فوق أهواء السلطة والكرسى والجاه السياسى؟! هل سيبقى هؤلاء يسبحون فى أحلامهم الوردية للحصول على الجزء الأكبر من تورتة مصر بعد يناير؟! ان كل مقدمات الواقع الدائر الآن تشير الى ان هذا الحلم سيتحول الى كابوسا ً ليس مزعجاً فحسب لكنه سينزع الجميع عن أحلامهم ويلقى بهم فى دائرة العودة قروناً الى الوراء لو لم يعد الجميع الى عقله الرشيد وتجاوز عن المصالح الضيقة وإلا ليبشر كل هؤلاء بطوفان الحرب الأهلية!! المزيد من مقالات حسين الزناتى