معرض' حوار البحر والبحيرة', آخر معارض الفنان سمير المسيري والذي أفيم بقاعة عرض بنقابة الفنانين التشكليين بمنطقة سموحة بالإسكندرية. حيث عرض الفنان25 عملا بالألوان الزيتية. استلهم موضوعاتها من منطقة الهوارية وشواطئ الساحل الشمالي. وتنطق بعشق الطبيعة المميزة لمدينة الإسكندرية, جسد الفنان مزاجية البحر بهدوئه وثورته, وتتميز اللوحات بثراء لوني يوشك أن يكون ضربا من التصارع والحدة, كما تجمع بين اتجاهات ومدارس فنية عدة لكنها ترفض في خلاصتها أن تنتمي لإحداها. وللوهلة الأولي سيلحظ المتذوق للمعرض اتجاهاته التشكيلية التي تتراوح بين الواقعية والانطباعية والتعبيرية, وتعطي صورة للعالم من حوله. ورغم أن الفنان سمير المسيري حصل علي بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية من جامعة الإسكندرية1967, إلا أنه تتلمذ علي يد أدهم وسيف وانلي من جيل الفن التشكيلي السكندري الثري وعاصر فترة الازدهار في وجود نوابغ في هذا المجال كان لهم عطاء مميز في الحركة التشكيلية السكندرية والمصرية. كرس سمير المسيري حياته للفن منذ نعومة اظافره وظهرت موهبته المبكرة في الرسم في طفولته وصباه وظل ملازما لأستاذه المصور السكندري الشهير سيف وانلي خلال مرحلة دراسته الجامعية وبعد التخرج وكانا يقضيان معظم الوقت في النقد والحوار المتبادل من الأستاذ للطالب. لم يلتزم سمير المسيري بأسلوب خاص لإحدي المدارس الفنية كما إنه لم يلتزم إلا ببعض إتجاهات أستاذه الراحل. والمتأمل للوحاته يجده قد خاض مذاهب ومدارس شتي إلا انه لم ينتمي إلي إحداها فصار متميزا ومتفردا. والحفيقة أن الأحزان في السنوات الأخيرة لفقد أقرب الأعزاء تحولت بين يديه إلي أشكال حزينة ومكلومة ذات صدي جديد من الرؤية الذاتية حاول من خلالها تسجيل بعض ملامح مدينة الإسكندرية وأهلها من الأحباب والأقارب والمعارف ولعل ألوانه المتصارعة بعضها مع بعض رمز لشدة الانفعال وحرارة الفنان. وهذه الألوان تميز مراحل تطوره الفني كمصور كبير. ومع ذلك المشاهد الأعمال الفنان يشعر بالارتياح النفسي والشفافية التي تعقبها الالوان بمسحه من الرومانسية في ابداع الفنان.