في أقل من48 ساعة, نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية في الكشف عن هوية الإرهابي المنفذ لعملية شارع عدلي بوسط القاهرة, وألقت القبض عليه, وتبين أنه مصري الجنسية ويعمل ترزي ومقيم بمنطقة بولاق أبو العلا . كما تبين ان المتهم يعاني من ادمان تعاطي المخدرات المفرط, واعترف بارتكابه الحادث لمشاعره الغاضبة نتيجة الأحداث الجارية بالأراضي الفلسطينية المحتلة الأمر الذي دفعه لتنفيذ الحادث. وقد صرح مصدر أمني مسئول بأن جهود البحث قد أسفرت عن تحديد مرتكب الواقعة وأسمه جمال حسين حسين أحمد(49 سنة) ترزي ومقيم بمنطقة بولاق أ بو العلا, وذكر بيان وزارة الداخلية أن جهود البحث وفحص المضبوطات ومنها محررات شملها التلف الجزئي نتيجة اشتعال حقيبة المتهم التي كانت تحوي مواد ملتهبة غير مفرقعة. وأضاف المصدر أن المعلومات التي تم التوصل إليها كأحد محاور البحث اتاحت الفرصة لمتابعة المتهم حتي سقط في قبضة رجال الشرطة الساعة الواحدة من صباح أمس بمنطقة جاردن سيتي بالقاهرة وادعي أنه كان ساعيا للتوجه للسفارة الأمريكية لطلب حق اللجوء السياسي. وأوضح المصدر أن المتهم من العناصر الجنائية السابق ارتباطها بمجموعة متطرفة عام1984 وشملته تحقيقات النيابة في قضية قيام بعض عناصر تلك المجموعة باشعال النيران ببعض نوادي الفيديو إلا أن المتهم لم يشمله قرار الإحالة للمحاكمة. كما تبين أن المتهم يعاني منذ سنوات من ادمان التعاطي المفرط للمواد المخدرة, وسبق الحكم عليه بالحبس في قضايا تعاطي واتجار, كما تم اعتقاله لنشاطه الإجرامي وسبق له بعدها دخول مصحة نفسية حكومية عام1991 لعلاجه من الادمان, وبعد أن عاد لتعاطي المخدرات قام أشقاؤه بطرده مؤخرا لعدم قدرته علي الاقلاع عن المخدرات. وقد اعترف المتهم بارتكابه الحادث لمشاعره الغاضبة نتيجة الاحداث الجارية بالأراضي الفلسطينية. كما اعترف بأنه قرر استخدام عبوة تحوي حامض الكبريتيك( ماء النار) أثناء مطاردة رجال الشرطة له, إلا أنه أثناء هروبه سقطت كمية من الحامض علي وجهه فأحدثت اصابته بحروق. وأكدت المعلومات الأمنية التي صرحت بها وزارة الداخلية أن المتهم قد غادر البلاد خلال عام1986 وتردد علي عدد من الدول هي الأردن والعراق وتركيا وأدمن تعاطي المخدرات وتورط في عمليات نصب وتزوير وقام باستخراج العديد من جوازات السفر المزورة لجنسيات مختلفة. كما سبق أن تم ضبط المتهم علي متن احدي البواخر التي كان يستقلها أثناء وجودها ترانزيت بدولة ليبيا لتعاطيه مخدر الهيروين وحيازته جواز سفر مزورا, وعقب ذلك حكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف, وبعد انتهاء عقوبته تم ترحيله للبلاد خلال عام1997, وتكرر اعتقاله لنشاطه الجنائي حتي عام2007 لخطورته علي الأمن العام. وعلي جانب آخر, أمر المستشار عبد المجيد محمود النائب العام بأن تتولي نيابة أمن الدولة العليا استكمال التحقيقات التي أجرتها نيابة عابدين في حادث إلقاء عبوة بدائية الصنع علي المعبد اليهودي بوسط القاهرة, وقد تسلمت نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول ملف التحقيقات من نيابة عابدين أمس. وكانت الأجهزة الأمنية قد تلقت بلاغا بقيام أحد الأشخاص بإلقاء عبوة حارقة من أعلي عقار مواجه للمعبد اليهودي بوسط المدينة ثم لاذ بالفرار, وتبين أنه كان قد حاول دخول فندق بانوراما الكائن بالدور الرابع بالعقار المواجه للمعبد اليهودي, وطلب استئجار غرفة وعندما تمكن من مغافلة عامل نظافة الفندق هرع إلي النافذة والقي حقيبة متوسطة الحجم بها4 جراكن من وقود البنزين يوجد بكل منها زجاجة من حمض الكبريتيك المركز. كما تبين أن المتهم تمكن من الهرب من الفندق عن طريق أحد الممرات الجانبية, بعد أن شاهده عدد من الضباط والأفراد المتواجدين أمام المعبد اليهودي للتأمين. وفور وقوع الحادث أنتقل إلي مسرح الجريمة القيادات الأمنية بقطاع أمن القاهرة وعلي رأسهم اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية لمنطقة القاهرة وأمر بانتداب رجال المعمل الجنائي والحماية المدنية لمعرفة أسباب الحريق ومكونات الحقيبة, كما تم تشكيل فريق من ضباط البحث الجنائي لمناقشة شهود العيان من موظف الفندق الذي تحاور مع المتهم وقوات الشرطة المشاهدين له. وللمرة الأولي تم استخدام التقنيات الحديثة للمعمل الجنائي, وهي عبارة عن برنامج علي الحاسب الآلي يمكن ادخال المشاهدات والاوصاف التقريبية له من عدد من الأشخاص للخروج بصورة حديثة له من خلال تلك الاوصاف خلال لحظات, وقد تم الحصول علي الصورة الناتجة عن الفحص ومطابقتها بملفات الاحوال المدنية حتي تم التوصل إلي هوية المتهم, بالإضافة إلي المستندات التالفة جزئيا التي عثر عليها داخل الحقيبة. .. ونيابة عابدين تنتهي من سماع أقوال الشهود كتب محمد عبد اللطيف: انتهت نيابة عابدين من سماع أقوال شاهدي الواقعة وهما عامل النظافة فتح الله أحمد, والنزيل بالفندق مدحت حسين عوض, حيث أكدا في أقوالهما أمام المستشار محمد قاسم رئيس نيابة عابدين أن المتهم قمحي اللون وطويل القامة ويتحدث اللغة العربية بالعامية, وأمر رئيس النيابة بسرعة استعجال الطب الشرعي والمعمل الجنائي وتحريات المباحث, كما تبين أن من بين الاحراز بعض الملابس الموجودة بالحقيبة التي احتوت علي العبوات الحارقة.