هناك أخبار غامضة وغير مفهومة تنشر في الصحف المصرية علي الرحب والسعة, ولكنها من المستحيل أن تنشر في أي جريدة محترمة في العالم!.. فلا أحد يعرف ما المقصود من الخبر, أو ما الهدف منه, أو من المستفيد من نشره؟!.. ولكن في كل الأحوال الخبر ينشر.. بمجرد إرساله للصحف ليصبح غموض الخبر هو نفسه مصدر إثارته التي تدعو للفضول؟!.. ودعونا ندخل في الموضوع مباشرة, مثلا نشر خبر منذ شهر يقول: استقالة رئيس شركة مصر للصوت والضوء والسينما من عضوية مجلس إدارة غرفة صناعة السينما.. وبعد الخبر باسبوعين نجد خبرا آخر يرفض الاستقالة المسببة.. وبعد اسبوعين آخرين نجد السينمائيين يتظاهرون لاسترداد أصول السينما من الشركة التي قدم رئيسها المهندس عصام عبدالهادي استقالته المسببة التي رفضت؟! ثلاثة اخبار زي الفل, ولكن من المستحيل أن تفهم منها شيئا, ولم تتبرع أي جريدة برفع الغموض, لماذا استقال الرجل؟!.. ولماذا رفضت استقالته؟!.. ولماذا يريد السينمائيون التخلص من هذه الشركة ورئيسها لاسترداد أصول السينما, بينما غرفة صناعة السينما التي هي أساسا من أجل السينمائيين لا تريد استرداد أصول السينما؟!.. ومتي نشرح سر هذه الاخبار الغامضة في عجالة, يجب أن نشير أولا إلي أنه لا يوجد مسئول في مصر حتي الآن لا قبل الثورة ولا بعدها يتطوع بتقديم استقالته لله في لله, وقصة هذه الاستقالة ان المهندس الذي لوح بالاستقالة المسببة أراد تهديد غرفة صناعة السينما التي يرتبط أعضاء مجلس ادارتها بمصالح عديدة مع شركة الصوت والضوء والسينما التي يرأسها المهندس المستقيل, وقد لجأ لهذه الحيلة حتي يضمن ان تظل أصول السينما تابعة لشركته, بعد أن أصبح من المؤكد عودتها لوزارة الثقافة لتصحيح خطأ وقع منذ 17 سنة تحت مسمي خصخصة السينما, وقد تم توزيع معظم الاصول علي مجموعة من المحتكرين, مما جعل السينما إلي ما وصلت إليه من أزمات ومشاكل وتدن في الصناعة والانتاج والتسويق.. ولكن هذه الأصول وهذا موضوع يطول شرحه تحقق ارباحا بالملايين لشركة المهندس المستقيل وبعض أعضاء مجلس إدارة الغرفة, وبالتالي يريدون اخماد ثورة السينمائيين من أجل اعادة الاصول والنهوض بالسينما! أطرف ما في الاخبار التي نشرت خاصة الاستقالة, أن أي أحد لم يسأل نفسه: ما هي علاقة المهندس عصام عبدالهادي بالسينما؟.. والطريف أنه بحكم رئاسته لهذه الشركة يصبح الرجل الأول للسينما في مصر؟!.. حد فاهم حاجة!!