في الوقت الذي طالبت فيه ألمانيا بمساعدات أوروبية للديمقراطيات العربية الوليدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا, أكد وزير خارجية ألمانيا جيدو فيسترفيلله أن تركيا قوة اقليمية ومن الممكن أن تلعب دورا مهما في تطورات الربيع العربي . وحل العديد من المشاكل التي تموج بها منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها الأزمة في سوريا. وأشار الوزير الألماني في تصريحات نقلتها صحيفة حريت التركية إلي أن أنقرة سبق وقامت بأدوار فاعلة خلال الأعوام الأخيرة في كل من أفغانستان وإيران والعراق وتونس ومصر وليبيا, وأن مصالح ألمانيا وتركيا في المنطقة متقاربة, مشيرا إلي أن تركيا دولة نموذجية لبلدان المنطقة, وأن أوروبا بدأت تتفهم هذه الحقيقة, وأضاف أن بلاده تشجع أنقرة وتل أبيب لتطبيع علاقاتهم الثنائية, وأنه من مصلحة الطرفين اعادة العلاقات إلي مجراها السابق. من جانبه, طالب ديرك نيبل وزير التنمية الألماني الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات للدول العربية التي تشهد إصلاحات بشكل أكثر مرونة. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية د.ب.أ قال نيبل إن المواقف الخاصة تحتاج إلي قرارات خاصة. ورأي الوزير الألماني أنه من الضروري زيادة المرونة في إجراءات المساعدة علي المستوي الأوروبي بشكل يتناسب مع سرعة إيقاع تغير الأوضاع في هذه الدول, مطالبا بتقليص الإجراءات البيروقراطية في نظر الطلبات المقدمة من هذه الدول. وأعرب نيبل عن اعتقاده بأن الربيع العربي يتطلب إجراءات ومساعدات تختلف من بلد لآخر. وعلي الرغم من أن الوزير أشاد بتعاون بلاده مع الحكومة الانتقالية في تونس التي عاد منها للتو, فإنه رأي أن المساعدات السريعة والمرنة ضرورية في كل الأحوال من أجل دعم التطورات الديمقراطية الجديدة. وطالب نيبل بإشراك المنظمات المانحة الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في تقديم المساعدات لهذه الدول, لأن هذه المنظمات لها القدرة علي تمويل مشاريع البني التحتية الكبيرة مثل الطرق وبناء المساكن. وكان نيبل قد وعد الحكومة الانتقالية في تونس بدعم بلاده في تدريب لمتخصصين في مجال السياحة حتي يستعيد هذا المجال الحيوي بالنسبة للاقتصاد التونسي عافيته. وفي السياق نفسه, تناول وزير الخارجية الهولندي يوري روزنتال التطورات التي تشهدها المنطقة عبر عدسة الاقتصاد, حيث دعا إلي فتح الحدود الأوروبية أمام منتجات المنطقة العربية في ضوء ما تشهده من تحول ديمقراطي. ونقل راديوهولندا الدولي عن روزنتال قوله امام مؤتمر تجمع الديمقراطية في فيلينوس عاصمة ليتوانيا ان مناقشات المشاركين في المؤتمر تركزت علي ثلاث نقاط تتمثل في انتخابات حرة نزيهة, النهوض بحقوق الانسان وحكم القانون, توفير فرص العمل, خاصة بالنسبة للشباب والمرأة. واشار روزنتال خلال كلمته في المؤتمر الذي انهي أعماله أمس الأول- السبت- إلي أن بلاده تعتزم تشكيل مجموعة عمل مع سلوفاكيا لدعم عملية التحول الديمقراطي في تونس, في الوقت الذي اعربت فيه وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عن تقديرها للعرض الهولندي.