الكمين!! إنتبهوا أيها السادة.. كان عنوانا لواحد من أفلام زمن التغيير الجذري.. ظني أن من شاهده يستعيد لوحة محمود ياسين الزبال الذي تخيل أنه, في زمن الانفتاح الاستهلاكي.. يمكن أن يتحول إلي صاحب كلمة فوق القيمة والثقافة وكل ما يمكن إعتباره هدما لمجتمع وصولا إلي نقطة الصعود إلي الهاوية.. دعونا من محاولات شرح الصورة, أو لفت الأنظار. في فيلم إنتبهوا أيها السادة كان هناك كمين ينصبه السفهاء للعلماء وحراس قيم وتقاليد المجتمع.. ثم دارت الأيام وجاءت ثورة25 يناير.. عاتية.. مفاجئة.. عاصفة.. وظهر كل من اعتقد في نفسه القدرة علي نصب الكمين.. المثير أن أصحاب الحقيقة, هم الذين يقفون مذهولين ويسقطون في الكمين!! تلك ليست فلسفة.. ولا إشارة بغير دلالة.. فنحن في هذه اللحظة نعيش زمن ينصب فيه نجوم الإسلام السياسي أكمنة لبعضهم البعض.. ثم يتحالفون لنصب كمين لأولئك الذين يعتقدون في أنهم علمانيون.. وعلي النهج ذاته ينصب كل حزب علماني كمينا للحزب العلماني الآخر.. وإن حاولنا أن نمد الخط المستقيم لآخره سنجد أن الأحزاب الليبرالية تمضي في نفس الطريق مع بعضها, وتلعب اللعبة مع التيار الإسلامي والعلمانيين.. الجميع يعتقد, أن كل منهم قادر علي الإيقاع بالآخرين في الكمين.. يحدث ذلك لأن مصر يحكمها الدكتور عصام شرف رئيس حكومة الكمين!! تلك صورة أحاول أن أختصرها, فيما حدث مؤخرا.. فقد اجتمع الفلول مع البلطجية.. إستدرجوا الثوار.. وإستدرجوا وزارة الداخلية.. وأسقطوهم في كمين الثورة المضادة.. كل هذا لا يهم.. الكارثة أن مصر تتعثر بين هذا الكمين وذاك.. كل الاحترام والتقدير للجميع.. لكن الشعب المصري الشقيق لا يستحق كل تلك الألاعيب.. فنحن لسنا أسري هؤلاء أو أولئك.. فعندما تستدرج جماعة الإخوان المسلمين المطار السري أحزابا ليبرالية وعلمانية إلي تحالف.. فهذا كمين واضح بالضرورة, يعكس أنهم طلاب سلطة وليسو دعاة قيم أو مباديء.. وإذا ذهب حزب الوفد بتاريخه العريق إلي السقوط في الكمين فهذا يفرض علينا دق ناقوس الخطر.. ويبقي أن نذكر اليسار بأنه بتحالفه مع الإخوان المسلمين, يخون الحقيقة قبل المبدأ.. فإذا كان البلطجية يمارسون ألاعيب الحواة.. وإذا كانت الحكومة فلاحا ساذجا في مولد الثورة الشعبي, فلا يمكن أن تضيع أحزاب الليبرالية والعلمانية بالسقوط في كمين التيارات التي تدعي أنها إسلامية!! الحقيقة تقول أن الوفد بكل ما لديه من عراقة وتراث وتاريخ.. يسبق جماعة الإخوان المسلمين في النضال والإنجاز من أجل مصر.. لكن تلك الجماعة بارعة في هذا الزمن عندما تمارس لعبة الثلاث ورقات.. أما البلطجية فهم لصوص اللحظة الراهنة.. لذلك أري أن الصراع الحقيقي الذي يدور تحت السطح يشمل قوي, الإخوان المسلمين بكل ألوان طيفهم من سلفيين وغيرهم, مع الحكومة الساذجة, وفلول النظام في مقدمتهم البلطجية.. وعلي ضابط إيقاع المرحلة أن يعلم أنه بكل ما يملك من قوة وصبر وضبط نفس.. هو المسئول الوحيد عن الحاضر والمستقبل.. أقصد بذلك المجلس الأعلي للقوات المسلحة!! وللحديث بقية.. المزيد من أعمدة نصر القفاص