بالأمس مر عام علي رحيل الناقدة المسرحية الكبيرة سناء فتح الله التي علمتنا كيف نحب المسرح وكيف نحترمه.. وكيف نحمله رسالة في عقولنا قبل أن نذهب اليه للمتعة أو التسلية.. يتذكرها معنا المؤرخ المسرحي والمخرج الكبير دكتور كمال عيد, والكاتب المسرحي المبدع دكتور جمال عبدالمقصود. وذهبت.. إلي رحاب الله د. كمال الدين عيد إنها الأديبة, والناقدة المسرحية الفذة, الأستاذة سناء فتح الله, التي أضاءت بكتاباتها الأمينة الصادقة صفحة( التاسعة مساء) بجريدة الأخبار المصرية.. لا تنحاز ولا تجامل, بل تصلح وتوجه المسار المسرحي. عرفت طريق شرف الكلمة, ولم تتمسك إلا بهذا الشرف منذ مسرح الستينيات. مهمة صعبة.. الي جانب شرفاء علي نفس قيمها وأخلاقياتها الرفيعة.. العالم, وعودة, والراعي, والقط, ورشدي, وفوزية مهران, أدام الله الصحة عليها, وأحمد حمروش, أدعو له بطول العمر. ذهبت معنا الي أمسيات مسارح الأقاليم متحملة مشاق السفر, ولتكتب بكلماتها الوضاءة تاريخ مسرح مصر في أعز سنواته ونهضته, حاولت عدة مرات زيارتها أثناء وعكاتها, رفضت في كل المرات. لا تريد أن أشعر أو أراها وهي علي أبواب الجنة.. رحمها الله. تنتمي الكاتبة الكبيرة سناء فتح الله الي مصاف كتاب مصر العظام الذين علمونا والذين ندين لهم بالفضل. وهي تتناول العمل المسرحي ببصيرة نافذة قادرة علي التقاط مواطن التميز واكتشاف نقاط الضعف بسهولة الخبير. وهي تنحي جانبا انتماء او توجه أو شهرة أو موقع صانعي العمل وتتعامل مع العمل نفسه. هنا يلتقي المنهج العلمي مع شرف الكلمة. وهي تدفع المجيد الي الامام وتنظر الي المخفق ليس من برج عاجي تطلق منه الاحكام لكن كأم حنون تشير برفق لأبنائها الي مواطن ضعفهم دون تعال. يحار المرء إذا تكلم عن سناء فتح الله أي جانب يقدمه أولا, صواب النظرة أم شرف الكلمة أم تواضع العلماء أم عفة اللسان ام سمو الموقف الانساني. رحم الله فقيدة مصر العظيمة وأسكنها فسيح جناته. د. جمال عبدالمقصود