تحمل جوائز الدولة هذا العام مذاقا مختلفا, فهي تأتي في ظل مناخ مختلف ليس فيه استبعاد أو مجاملة.. ولعل ما يتوج الجوائز هذا العام فوز أمير الساخرين الأستاذ أحمد رجب بجائزة النيل للأدب. وفي مجال المسرح فاز اثنان من المخرجين أصحاب الرسالة والرؤية الأستاذ فهمي الخولي الذي عرف بإنحيازه لتجارب الشباب والهواة بمسارح الثقافة الجماهيرية والجامعات والشركات وله عروض عديدة ناجحة في القطاعين العام والخاص منها الوزير العاشق.. سالومي صباح الخير يا وطن الارنب المغرور, ليلة جواز سبرتو اثنين تحت الأرض عشرة علي باب الوزير فاز من قبل بجائزة الدولة التشجيعية عن اخراجه لمسرحية سالومي من تأليف الكاتب محمد سلماوي أما المخرج الثاني الدكتور هناء عبدالفتاح فقد أوقف حياته علي تقديم التجارب غير التقليدية وله تجربة مميزة مع فرقة فلاحي دنشواي المسرحية, حيث أصر علي تقديم مأساة دنشواي علي الطبيعة بفرقة من الفلاحين غير المتمرسين علي العمل المسرحي أو الثقافي واكثرهم من الاميين ونجح في أن يجعلهم من عشاق فن المسرح ويقدموا تجارب ابداع جماعي قبل أن تنتشر مثل هذه الورش حيث بدأ التجربة عام.1964 يقول الدكتور هناء عبدالفتاح الجائزة كانت خارجة عن التوقع, مثل كل الأشياء غير المتوقعة التي صاحبت الثورة, ولو انني كنت قد حصلت عليها في العام الماضي في ظل التكتلات الثقافية والسياسية والنظام القاسي لم أكن افرح بها مثلما هو الحال الآن, خاصة انها جاءت بعد جائزة أخري حصلت عليها من بولندا وأعد واحدا من عشرة علي مستوي العالم الذين فازوا بتلك الجائزة لما قدمت من ترجمات مهمة في الأدب والمسرح البولندي.. وأهمية الجائزة أنها مؤشر لأنني أسير في الطريق الصحيح, وهي بالتأكيد ليست نهاية الطريق بل أعتبرها بداية لاكتشاف الجديد واعادة التفكير في الإبداع والتحاور مع الآخر, ومشاريعي القادمة هي عرض مأساة الحلاج انتاج المسرح القومي في متحف المولوية الذي كانت تقام به حلقات الذكر وقراءة أشعار محيي الدين بي عربي في القرن الثامن عشر.. وهو في تصوري مكان مناسب لتقديم مسرحية عن صوفي آخر هو الحلاج كما أحلم بتقديم مسرحية ثأر الله لعبد الرحمن الشرقاوي. ويقول المخرج الكبير فهمي الخولي فرحتي لا توصف لأن التكريم يأتي من كوكبة من مثقفي ومفكري وفناني مصر أعضاء المجلس الاعلي للثقافة, وكان الفوز من الجولة الأولي بإجماع يصل الي ثلاثة أرباع الأصوات الحاضرة مما يشكل مسئولية كبيرة علي من يفوز بثقة كل هؤلاء المبدعين والرموز الثقافية. قد كان الترشيح من نقابة المهن التمثيلية التي أشرف بالانتماء لها, اتصور أن المسرح بعد الثورة يجب أن يكون ثوريا يرفض القوالب القديمة ويطرح الجديد في الخيال والابداع والرؤية الاخراجية, والأهم الاهتمام بالنشر ليس فقط في القاهرة والمدن الكبري بل يجب أن تكون مسئولية المسرح في خطة وزارة التربية والتعليم والمجلس الاعلي للشباب والجامعات والشركات, ومن أكثر ما أحزنني في تلك الفترة خبر يقول إن معظم الشركات الكبري قد ألغت مخصصاتها لدعم النشاط الثقافي والفني للعاملين بها هذا العام مراعاة للظروف الاقتصادية. واتصور أن النظرة الي الثقافة والمسرح باعتبارها من الكماليات نظرة خاطئة وستؤدي إلي تفريغ العقل المصري في هذه القطاعات, بل ان الغاء المسرح والرياضة من انشطة الشركات كارثة لن تؤدي ابدأ لحل ازمة اقتصادية المسرح ضرورة في هذه المرحلة لانارة الطريق ومواجهة السلبيات في المجتمع.