أحمد رجب إنها ليست جوائز "الثورة". أن تحصل ليلي تكلا علي 17 صوتا مقابل 7 أصوات في التصويت الأول لجائزة "النيل"، فهذا يعني أن هناك 17 عضوا في تركيبة المجلس تحمسوا لقضية رشوة، وتحمسوا بعيدا عن القضية لسيدة ليس لها أي إنتاج فكري مميز يؤهلها أساسا للجائزة مقارنة بالمرشحين الآخرين. أن تحصل ليلي تكلا علي هذه الأصوات في التصويت الأول يعني أن ثمة خطأ كبيراً في تركيبة المجلس، والثورة ينبغي أن تصل إليه. وربما الفرصة متاحة خلال الشهر القادم إذ سيمر عامان علي تشكيل المجلس ويمكن البحث عن بدائل لإعادة التوزان بحث تكون نسبة المثقفين هي الحاكمة في منح الجوائز ، لم يعد مبررا علي الإطلاق أن يكون هناك ممثلون لهيئات ووزارات حتي لو اعتبرنا أن بعض هؤلاء الممثلين مثقفين وشعراء إلا أن هذا قد يكون مضمونا في اللحظة الحالية ولكن لا يضمن أحد أن يكون رؤساء الهيئات الثقافية أو ممثلو الوزارات من المثقفين مستقبلا. كما أن ترشيح ليلي تكلا علي سبيل المثال- قامت به أكاديمية الفنون التي تعتبر لسان حال وزارة الثقافة ، ورئيسها " مثقف" بينما الترشيح تم بدون أن تقدم الأكاديمية أية مبررات مقنعة أو إنجاز ثقافي حقيقي، هذا باعتبار عدم تفجر قضية الرشوة، ولا يغفر أن يمارس أحد ضغوطا علي الأكاديمية سواء أقام بهذه الضغوط وزير الثقافة السابق أو زوجة المخلوع باعتبارها صديقة شخصية لتكلا! ما قامت به أكاديمية الفنون يطرح سؤالا عن المعايير التي تقدمها الجهات المختلفة لتبرير ترشيحاتها، لماذا تقتصر الجامعات علي ترشيح أبنائها مثلا وقد لا يكون لهم أي إنجاز علمي حقيقي يؤهلهم للترشيح لا للفوز، وما المعايير التي يتم التصويت عليها أساسا؟ ولكن القضية الأهم في جوائز الدولة: هل بات مناسبا الآن أن تظل جائزة النيل، هل يمكن أن تكون هناك جائزة أعلي من تقدير الدولة ومنحها وسام الفنون لمن يحصل علي الجائزة التقديرية. كلنا يعرف كيف تأسست جائزة النيل ( مبارك سابقا) ...تأسست في إطار اكتشاف دولة الثقافة أنها لم تمنح جائزة الدولة لعبد الرحمن بدوي، وكان سيرفض الحصول عليها بعد أن حصل عليها تلامذه تلامذته، فكان اقتراح "النيل" الذي تحوّل بقدرة قادر إلي جائزة تحمل اسم الدكتاتور.. ولم تكن لدي مسؤول الثقافة في مصر قدرة علي مواجهة رجل أعمل مثل محمد أبو العنيين، ومضت الجائزة التي منحت في دورتها الأولي لبدوي ومحفوظ.. باعتبارهما الأعلي قامة في مصر. ولكن لم يعد مناسبا الآن بقاء الجائزة، وخصوصاً أن التقديرية خلت من الأسماء الكبيرة باعتبار أن "النيل" تستأثر بترشيح الكبار وحدهم. كما أن القيمة المالية المرتفعة للجائزة يجعل توزيع قيمتها علي جائزتي الدولة التقديرية والتفوق أمر يرفع من القيمة المالية للجائزة التقديرية، وزيادة عدد جوائز التفوق وخصوصاً أن جيل الوسط يضم أسماء كثيرة أخطأتها الجائزة ويكفي أن المتنافسين علي جائزة التفوق هذا العام بلغ عددهم 151 ويستحق ما يقرب من نصفهم الجائزة! جائزة النيل إفقار لمصر، وليست دليلا حقيقا علي أن تكريم الدولة للمبدعين ينبغي أن يكون مستمرا، كما يري البعض، ولهذا إلغاؤها ضرورة والبحث عن صيغ أخري لتعديل الجوائز ضرورة أيضا. وكان اجتماع الجوائز قد شهد عددا من المناقشات الحادة حول مستقبل الجوائز، وهيكلة وزارة الثقافة بأكملها الأديب الكبير بهاء طاهر أعلن بوضوح شديد أن علي المثقفين أن يعترفوا بأنهم لم يكن لهم دور واضح أو ملموس في الثورة، وأن دورهم فيها باهت، إن كان لهم دور من الأساس، وباستثناء قطاع محدود من المثقفين تمثل في شباب السينمائيين من المصورين والمخرجين الذين قاموا بجهد فردي ومبادرات شخصية في التوثيق لأحداث الثورة ومجرياتها. وطلب أحمد مجاهد باستثناء قيادات وزارة الثقافة ورؤساء المؤسسات الثقافية من التصويت، منعا للقيل والقال، وتجنبا لشبهة انحيازهم لرأي وزير الثقافة أو لأي من المرشحين لجوائز الدولة. وأعلن الروائي خيري شلبي صراحة شعوره بالعار لمشاركته في اجتماع ينتهي الي فوز أسماء معظمها «متخلف عقلياً» بحسب وصفه. وكانت الجوائز قد ذهبت إلي أحمد رجب ( النيل للأدب)، د. أحمد أبوزيد ( العلوم الاجتماعية)، وعلي رأفت ( العلوم الاجتماعية)، وفاز بجائزة الدولة التقديرية في الأدب عبد الوهاب الأسواني، فؤاد قنديل، أحمد شمس الدين الحجاجي، ونال جوائز العلوم الاجتماعية المؤرخ أحمد زكريا الشلق ، مسعد عويس نقيب المهن الرياضية، ومحمد صبري الشرنوبي أستاذ الجغرافيا. وفازت سلوي الغريب، الأمين العام للمجلس الأعلي للجامعات، ومحمد هناء عبد الفتاح، الممثل والأستاذ في أكاديمية الفنون بتقديرية الفنون وذهبت جائزة التفوق في الآداب لاسم الكاتب الراحل إدريس علي، وفاز بالجائزة أبو اليسر فرج ويمني الخولي ومحمد سكران، في فرع العلوم الاجتماعية. وفي الفنون نالها المخرج المسرحي فهمي الخولي. أما الجوائز التشجيعية، فاز الباحث عبد الخالق فاروق ، وفي الشعر العمودي منحت الجائزة الي الشاعر أحمد إبراهيم عن ديوان عنوانه «بينما نصنع الصور». وفي الرواية إلي الروائي عادل عصمت. ومنحت جائزة القصة لعزة رشاد عن مجموعتها «نصف ضوء»