طريق الشعوب والأمم إلي التقدم واضح تمام الوضوح, ألا وهو طريق التعليم والعلم, وثمة اتفاق علي ذلك منذ بدء النهضة الحديثة في العالم شرقا وغربا.. ومن ثم فإن الدول التي تسعي إلي النهوض بإمكانات شعوبها وقدراتها. تحرص دوما علي توفير سبل التعليم والعلم للمواطنين. وكان طريق العلم والتعليم هو السبيل الذي سلكته الدول الغربية وصولا إلي تحقيق نهضتها, ولاتزال هذه الدول تواصل تقدمها اعتمادا علي التعليم والعلم. وكان ذات الطريق ما سلكته الدول النامية عقب استقلالها وتحررها من الاستعمار الأجنبي.. ويكفي في هذا السياق, لبلورة هذا المعني وترسيخ أبعاده, الإشارة إلي الهند.. فعقب استقلالها في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين, شرع رئيس وزرائها جواهر لال نهرو في إرساء أسس جامعات التكنولوجيا, إدراكا منه أن العلم والتعليم هما السبيل الأكيد للنهوض بأية أمة. وقد تمكنت الهند استنادا إلي هذه القاعدة العلمية والتكنولوجيا من تحقيق تقدم ملحوظ في هذا المضمار. وفي ضوء هذه المعاني, فإن مصر تسعي باهتمام ودأب بالغين لتعزيز مناهج التعليم والبحث العلمي, بحيث يواكبان المعايير الدولية, ويبدو هذا بوضوح من الجهود التي تبذل دوما لتطوير العلم والتعليم. وليس أدل علي ذلك من إعلان وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي عن منظومة جديدة للعلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي لإحراز التقدم المنشود في هذين المجالين المهمين, وصولا إلي تدعيم أركان مجتمع المعرفة. والجدير بالذكر أن هذه المنظومة قد بدأ تطبيقها منذ عام2006, وتستمر حتي2016, والمرحلة الراهنة حلقة مهمة في تطبيقاتها التي تستهدف النهوض بقدرات مصر وإمكاناتها.. وترمي المرحلة الراهنة من استراتيجية تطوير العلوم والتكنولوجيا إلي تحقيق أهداف مهمة, منها: تحرير مؤسسات العلوم والتكنولوجيا من أي قيود تعرقل مهمتها. تشجيع القطاع الخاص علي إقامة مراكز للعلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي.